نشر بتاريخ: 2021/01/12 ( آخر تحديث: 2021/01/12 الساعة: 11:58 )

خالد الحلّي.. شعر بلا اِستئذان

نشر بتاريخ: 2021/01/12 (آخر تحديث: 2021/01/12 الساعة: 11:58)

لا يأتيني ما أرجو،

بل يأتي ما لا أرجوهْ *

شفتاي حنينٌ صامتْ

و تحاصرُ وجهي أسئلةٌ ووجوهْ

كانتْ تَهمِسُ في أذني :

اِكتب لي شعراً

و أنا أهمسُ:

ماذا أكتبُ؟

يا عاشقةَ المعنى،

والمبنى،

يا ملهمةَ الألوانْ

اتأملُ وجهَكِ منبهراً، حيرانْ

يتمرّى الحرفُ بعينيكِ،

و بروضةِ وجهكِ تبتسمُ الكلماتْ

من أين يجيءُ الشّعرُ؟،

وكيف يجيءُ؟،

مياهُك أعمقْ

و رحيقُكِ أعبقْ

يا سيدةً تبتكرُ الألوانْ

إنّي قربَ ضفافِكِ مُنكسِرٌ مرهقْ

لا حبرَ لديَّ و لا زورقْ

سنواتي تُحرقْ

ماذا أكتبُ عن أحزانِ طريقٍ مُغلقْ؟

عن أشجارٍ ظامئةٍ،

تبحثُ عن منهلْ؟

ماذا أكتبُ إن كان طريقُكِ مقفلْ؟،

و طريقيَ مُحترقاً مُهمَلْ ؟

قالت لي:

الشّعرُ يجيء بلا استئذانْ

يكفي أن تَلفِظَ إسمي الآنْ

 

* إشارة إلى قول الأديب العباسي ابن المقفع "ما يأتيني لا أريده وما أريده لا يأتيني".

"إيلاف"