نشر بتاريخ: 2020/12/10 ( آخر تحديث: 2020/12/10 الساعة: 11:24 )
بقلم: يوسي فيرتر

الليكودي الأخير: ساعر لن يتحالف مع نتنياهو

نشر بتاريخ: 2020/12/10 (آخر تحديث: 2020/12/10 الساعة: 11:24)

الخطوة التي قام بها ساعر لا «تبتلع فقط الأوراق» - انسحابه من «الليكود» وكونه أول من أعلن من اليمين، حتى قبل نفتالي بينيت، بأنه سيتنافس أمام نتنياهو على رئاسة الحكومة – بل تشكل هزة حقيقية. إن استقالته ستؤدي الى إعادة النظر في جميع الافتراضات الأساسية التي رافقت النظام السياسي في الطريق الى الانتخابات؛ في المتوسط أعطت الاستطلاعات لكتلة الليكود – يمينا – المتدينين 65 مقعداً. وترتب على ذلك وجود قاعدة صلبة للاحلام الوردية لنتنياهو. هذه يمكن تقريبا أن تتوقف.

إن خطة تشكيل ائتلاف يساعده على التهرب من المحاكمة (عن طريق تشريع جائر أو حصانة برلمانية أو عن طريق عزل المستشار القانوني للحكومة) ستبقى في درج المؤامرات المناوئة للديمقراطية. الخطة الخبيثة للقيام بـ»اصلاحات» في الجهاز القضائي بروح رؤيته المرعبة، مروراً بالخطة الفاشية لياريف لفين (قضاة المحكمة العليا سيتم انتخابهم من قبل الحكومة) لن يتم تنفيذها. أيضا الـ 20 مقعداً لبينيت التي كانت من البداية هشة يتوقع أن يجري عليها تعديل كبير.

مدماك بعد مدماك تم اقتلاعه من السور، والسؤال الكبير، الآن، هو هل سيشعر بالحزن والانزعاج عندما سيقرر نتنياهو بأنه من الافضل له السير مع الاحتمالية التي لم يحلم بتحقيقها للحظة: التناوب مع بني غانتس مدة سنة ونصف السنة، والتي في نهايتها سيعود الى رئاسة الحكومة، بدلاً من إجراء انتخابات رابعة، ستبقيه مرة أخرى دون 61 مقعدا؟ وضعه حينها سيكون اكثر خطورة، في المقابل سيقف ساعر، المقبول على جميع أجزاء الكنيست، ومن «ازرق ـــ ابيض» و»يوجد مستقبل» وحتى «يمينا» والاصوليين، والذي له قدرات نادرة على ربط التشابكات وتشكيل التحالفات. هو سيضمن حكومة وحدة حقيقية، متزنة ودون ألاعيب. وبالاساس يمكنه أن يعد وينفذ نهاية للكابوس السياسي والاقتصادي والتشريعي والاخلاقي الذي ينهش جميع أسس الدولة.

قبل سنة هُزم ساعر لصالح نتنياهو في الانتخابات التمهيدية. قواعد اللعب، كما فسرها، أجبرته على البقاء في الحزب، لكن مستقبله فيه كان من ورائه. فقد كانت الأبواب مغلقة أمامه. نتنياهو مدفوعا كالعادة بالانتقام وصغائر الامور، أبقاه خارج الحكومة. مرة اخرى عملت احاسيسه ضده. حكومة الوحدة التناوبية تم تشكيلها، ومنذ اللحظة الاولى كان من الواضح أن ميزانية الدولة تحولت الى رهينة في أيدي رئيس الحكومة ومعها اقتصادها.

وجّه ساعر الانتقاد، لكنه كان صوتا وحيدا. سرعت ازمة «كورونا» العملية. حكومة الاخفاق والفشل لنتنياهو (التي اثبتت، أمس، للمرة الألف الى أي درجة هي غير مؤهلة لمعالجة هذا التحدي) لن تترك أي خيار لساعر. وقد عبر عن موقف مستقل: في حملة «كورونا» خاصته (التي بدأها بشكل متأخر) قدم بدائل منطقية، وقد حصلت على إجماع نادر من جميع الخبراء. البديل الاخير كان اجراء فحوصات «كورونا» جماعية وشاملة، والتي هي قاعدة لأي خطة عمل متزنة، بدلاً من التخبط وليّ الاذرع السياسية التي هي قاعدة العمل الوبائية هنا. دول اخرى غير موجودة في أسر شخص متهم مصاب بالرهاب، سبق لها أن فعلت ذلك بنجاح كبير. لم يخطر ببال نتنياهو تبني اقتراح جاء من الشيطان ساعر، وهكذا وصلنا الى اذلال الاغلاق الليلي السخيف.

من نافلة القول الى أي درجة انفصل «الليكود» وانقطع عن ساعر في السنوات الاخيرة. تعديل: لم يعد هناك «ليكود»، بل بيبي ستان وبلفور ستان، مهما كان هذا الحزب الذي يخجل من ماضيه ويحتقر مكانته. كرسي رئيس الكنيست الرسمي تحول الى فرع لبلفور، حتى مؤسسة مبجلة مثل «يد واسم» يمكن أن يتم تقديمها (من قبل الوزير زئيف الكين) الى أيدي شخص قومي متطرف، مسيحاني وعنصري. خلافا للمتملقين لنتنياهو فإن ساعر هو ليكودي حقيقي. وربما يكون «الليكودي» الاخير. أيديولوجي يميني محافظ، صقر من ناحية سياسية، يعارض دولة فلسطينية، ويؤيد ضم «المناطق». وموقفه من الجهاز القضائي بعيد جدا عن القدسية. وهو يؤيد الاصلاحات، لكن ليس بتخريب المسمى التجاري. وفي نهاية كل ذلك هو رجل دولة وليبرالي. القائمة التي سيشكلها ستحمل هذه الصفات ايضا، مع بعض الميل الى مركز الخارطة السياسية.

المرشحون المحتملون هم بالطبع: المخلصون له في قائمة «الليكود»، شيرن هيسكل وميخال شير. يفعات شاشا بيتون هي ايضا مرشحة، وكذلك صديق ساعر القديم، تسفي هاوزر، وشريكه في قائمة «ديرخ هآرتس»، يوعز هندل. ستكون هناك بالطبع شخصيات من الخارج. والسؤال الاكثر إثارة للاهتمام يتعلق بغادي آيزنكوت. فهما عملا معا في مكتب رئيس الحكومة السابق، اريئيل شارون (سكرتير للحكومة وسكرتير عسكري) ومن ذلك الحين وهما على اتصال.

ساعر لن يكون غانتس، ولن يزحف بأي شكل من الاشكال نحو حكومة نتنياهو القادمة. فقد جاء ليرثه، لا أن يتحول الى شبكة أمان له. ويمكن الافتراض بأنه لن يوافق على الجلوس تحت حكم يائير لبيد. وبالخطوة التي اتخذها هو يأخذ على مسؤوليته مخاطرة كبيرة: على سبيل المثال، اذا لم يتم اجراء الانتخابات فهو سيبقى في الخارج، وسينتظر فترة لا يعلمها أحد. كل شيء متعلق بالأرقام. من الآن سيتم قياسه في الاستطلاعات. وبعد ذلك في صناديق الاقتراع. ومن يعرف، ربما أن «مؤامرة القرن» الكاذبة والمهووسة التي ألصقها نتنياهو بساعر وبرئيس الدولة رؤوبين ريفلين قبل سنتين تقريبا (التي تقول إن الاخير سيمنح صديقه القديم التفويض لتشكيل الحكومة) ستتحول الى واقع: التفويض سيُعطى لساعر بصورة شرعية. هذه ليست المرة الأولى التي يحول فيها نتنياهو بيديه أفكاره الرهابية الى نبوءة تحقق ذاتها.

 

عن «هآرتس»