نشر بتاريخ: 2020/12/10 ( آخر تحديث: 2020/12/10 الساعة: 10:55 )
بقلم: بن كسبيت

ساعر يثير ذعر نتنياهو.. إلغاء الانتخابات !

نشر بتاريخ: 2020/12/10 (آخر تحديث: 2020/12/10 الساعة: 10:55)

الذعر الذي اندلع في مقر رئاسة الحكومة في بلفور مبرر. الأسباب ليست سياسية، بل قضائية. الخطوة الجريئة التي قام بها جدعون ساعر تبعد الانتخابات. لمن لم يفهم بعد: الدوافع الوحيدة لنتنياهو هي بنود الاتهام الثلاثة الموجهة إليه: الرشوة، والاحتيال، وخيانة الأمانة. لا «كورونا» ولا الإصلاحات في منظومة القضاء، ولا تأليف حكومة. في اللحظة التي يشكل فيها ساعر حزباً، وعلى افتراض أنه سيدخل إلى الكنيست، فرص نتنياهو في الحصول على 61 مقعداً في الكنيست تمنحه الحصانة/ التغلب، وتلغي محاكمته التي ستتهاوى. ومن المحتمل أيضاً أن عضو الكنيست، عباس منصور، قد تحول من أمل إلى سراب. في اللحظة التي تتهاوى هذه الفرصة تتهاوى الانتخابات أيضاً. هذا ليس نهائياً وهو مفتوح للنقاش، لكن هذه كانت الصورة، مساء أول من أمس.

جماعة رئيس الحكومة تحدثوا، أول من أمس، عن تداعي السور. عن تفكك. لقد نجحوا في وضع علامة «يسار» على ليبرمان، على الرغم من أن ليبرمان يميني أكثر من نتنياهو. ونجحوا في تحويل نفتالي بينت إلى نوع من ولد، على الرغم من أن بينت أيضاً أكثر يمينية بكثير من نتنياهو. سيكون من الصعب أن يفعلوا ذلك مع جدعون ساعر. فهو من لحم ودم «الليكود». مواقفه اليمينية مثبتة، وموثوق بها، وراسخة، ودائماً إلى يمين نتنياهو. يمكن أن يكون ساعر السنونوة الأولى التي تبشر بمجيء الشتاء إلى مقر رئاسة الحكومة. ساعر يميني حقيقي يقول، «فقط ليس بيبي»، ولديه كل الأسباب التي في العالم.

إلى أين ستصل قضية ساعر؟ الجواب المنطقي إلى إلغاء الانتخابات. نتنياهو سبق أن أرسل بصورة غير مباشرة اقتراح تسوية إلى غانتس في الأيام الأخيرة، لكنه استُقبل بتجاهل. في تقديري أنه سيرسل اقتراحاً محسناً مثل تمديد ولاية نتنياهو كرئيس للحكومة من سنة ونصف السنة إلى سنتين. بحيث لا تحدث المداورة في المناصب في تشرين الثاني 2021 بل في نيسان 2022. والحكومة والكنيست يمرران الميزانية المتعددة السنوات، ما سيهدئ غانتس بصورة نهائية حيال تنفيذ المداورة. بالإضافة إلى ذلك هناك حالة انتقال وزارة مهمة من يدي «الليكود» إلى «أزرق ـــ أبيض». وبالإضافة إلى ذلك: تسويات في إصدار التعيينات، وبروتوكول الحكومة وغيره.

بكلمات أُخرى، من أجل تجفيف خطر ساعر، سيوافق نتنياهو على المداورة في منصب رئاسة الحكومة، مع أن ولايته باقية لمدة سنة ونصف السنة بصورة كاملة. بهذه الطريقة سيجري تجفيف أنصار ساعر من خلال إبقائهم في الخارج، وليبرمان وبينت مستمران في التجفف وشركاؤهما في المعارضة. هل سيحدث هذا؟ لا يمكن معرفة ذلك.

سيكون غانتس رئيس حكومة بالفعل والمناوبة في آن معاً. زوجته، رفيتال غانتس، ستحصل على سيارة أودي 16 مصفحة، وستحصل على اللقاح قبل سارة نتنياهو. وهلمجراً. لن يبقى إغراء لن يقدّم إلى غانتس من أجل تحييد ساعر. هكذا يعمل نتنياهو. السؤال ماذا سيفعل غانتس. في عالم طبيعي يجب عليه أن يرمي جانباً نتنياهو ووكلاءه من كل المستويات، ويواصل بكل قوة المضي قدماً. إمّا أن ينكسر بيبي وتجري المداورة في موعدها، وإمّا أن نذهب إلى انتخابات ويتحقق أخيراً الهدف الذي من أجله نشأ حزب «أزرق ـــ أبيض» منذ البداية: تحرير الدولة من احتضان عائلة نتنياهو الخانق لها.

 

عن «معاريف»