أوراق إسرائيلية..
آيزنكوت الذي يغازله الجميع
بقلم: أريك بندر
آيزنكوت الذي يغازله الجميع
يوم الجمعة في أخبار الثانية عشرة أعلن النائب موشيه بوغي يعلون أنه سيتنافس في الانتخابات القادمة على رأس قائمة جديدة يقيمها مع رئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت، الذي سيكون رقم 2 لديه. وأعاد هذا البيان ضوء الكشافات إلى إحدى الشخصيات الاكثر غزلا في السياسة الإسرائيلية.
غانتس، يعلون، ولبيد هم فقط بعض من السياسيين الذين يغازلون بحماسة الفريق احتياط آيزنكوت، وهم معنيون بأن يروه في صفوفهم قبيل الانتخابات القادمة على افتراض ان هذا مضاعف قوة انتخابية.
في كانون الثاني 2019، بعد 41 سنة خدمة في الجيش الإسرائيلي، سُرّح آيزنكوت، وأنهى منصبه بصفته رئيسا للأركان. وعلى مدى السنين امتنع عن إشراك الجمهور بفكره، وأبقى على الغموض حول مواقفه. كل ما عرفناه عنه كان حصريا في المجال الأمني الذي ائتمن عليه.
منذ تسريحه كشف آيزنكوت بعضا من مذهبه الايديولوجي. ففي آب 2020 نشر فريق خبراء بقيادته، على خلفية ازمة «كورونا»، وثيقة توصيات لدولة إسرائيل صادرة عن معهد بحوث الامن القومي، في سلسلة من المواضيع، بما فيها التعاون الإقليمي. في مجال الفرص في الساحة الاقليمية توصي الوثيقة بالعمل على مفاوضات إسرائيلية – فلسطينية بالتوازي مع الجهود لتحقيق اتفاق اقليمي، ودمج اقتصاد إسرائيل باقتصادات مصر، الاردن، السلطة الفلسطينية، وكذا اليونان وقبرص، واساسا في مجالات المياه، الغاز، الزراعة، السياحة، والصناعة.
تدعو الوثيقة للعمل على تعزيز وتعميق اتفاقات السلام مع مصر والأردن، وتوسيع العمق الاستراتيجي لإسرائيل بتعميق التعاون الاقليمي مع اليونان وقبرص واستغلال الفرص لتقدم العلاقات مع تركيا. وتوصي الوثيقة بتعزيز العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة بحيث تتضمن دعما أميركيا لحلف اقليمي وتعاون اقليمي، وتدعو إلى الدفع إلى الامام بمشروع «سكك السلام» الذي تقام في اطاره شبكة سكك حديدية لخلق رابط بري بين إسرائيل والاردن ودول الخليج.
وثيقة آيزنكوت، التي كتبت قبل توقيع اتفاقات السلام مع دول الخليج، حذرت من اعمال من طرف واحد في «المناطق» ومن امكانية الضم.
وجاء في الوثيقة ان «دول الشرق الاوسط تركز الآن على المواضيع الاقتصادية، وعليه فتوجد لإسرائيل فرص لتحقيق التعاون معها. ومن شأن هذه الفرص ان تختفي أو على الاقل تتقلص اذا ما اتخذت إسرائيل خطوات من طرف واحد. وبدلاً من الانشغال بمواضيع اقتصادية عاجلة، قد تكتشف إسرائيل أن الموضوع الفلسطيني مرة اخرى يوجد على رأس سلم اولويات المنطقة، وان هذه الحقيقة تمس بامكانيات التعاون الاقليمي».
تحدث آيزنكوت كثيراً في مسألة غزة. ففي المقابلات التي اعطاها قبل التصريح قال ان «مشكلة غزة ليست فقط مشكلة عسكرية، وانه فقط بالنبوت يمكن حلها. هي مشكلة معقدة ومركبة اكثر بكثير، وتوجب معالجة متعددة الابعاد لمنع الاتجاه السلبي جدا الذي يسير فيه القطاع».
وفي مناسبة اخرى قال: «من يعتقد أنه يمكن القتال ضد الارهاب بالشعارات او فقط بالقوة يخطئ خطأ فادحا. ينبغي استخدام القوة الى جانب عناصر وحوافز مدنية واقتصادية تفصل بين الارهاب والسكان وتخلق أملا ايضا».
وفي الموضوع ذاته ايضا قال: «من يقترح اجوبة سحرية، تستخدم القوة، الاحباطات المركزة، وستنتهي المشكلة ينبغي ان ينظر إلى الارهاب، ويرى أن الارهاب يرافق دولة إسرائيل منذ قيامها. لا انتمي لاي طرف سياسي ولست في هذه اللعبة. أنا اعرب عن رأيي المهني، وبرأيي المهني لا توجد علاجات سحرية».
في احدى جلسات الكابينت سأله الوزير نفتالي بينيت لماذا لا يطلق الجيش النار على مستخدمي الطائرات الورقية، فأجابه آيزنكوت: «هذا يتعارض وموقفي العملياتي والقيمي».
وعن ظواهر الارهاب اليهودي قال: «أرى في الجريمة القومية وفي الارهاب من أي نوع كان أمرا خطيرا جدا. توجد هنا حفنة صغيرة برأيي تتحدى دولة إسرائيل، ويجب القتال ضد هذا الارهاب مثلما ضد أي ارهاب آخر».
أثار آيزنكوت عليه محافل عديدة في اليمين عندما قال عشية حسم حكم الجندي اليئور ازاريا ان «رجلا ابن 18 يتجند للجيش الإسرائيلي هو جندي وليس ابننا جميعا، وعليه أن يضحي بحياته كي يحمينا».
في حالة اخرى، في حديث مع طلاب ثانوية قال: «لا نعمل وفقا لشعارات مثل 'من يأت لقتلك فاسبقه واقتله'. الجندي يمكنه ان يفتح النار اذا واجه خطرا عليه وعلى رفاقه». وأضاف: «ما كنت أريد لجندي ان يفرغ خزانه على فتاة تحمل مقصا. جنودنا اخلاقيون، ونحن نعرف كيف نحافظ على ذلك. نحن نربي على الرسمية في الجيش، ولا ندخل إلى الجيش جدالات يمكنها أن تمس بقوته».
عن «معاريف»