أوراق إسرائيلية..
إيران مكبلة بالرد على اغتيال عالمها النووي
بقلم: تل ليف رام
إيران مكبلة بالرد على اغتيال عالمها النووي
متابعات: في الأيام التي انقضت منذ تصفية كبير علماء النووي في إيران، محسن فخري زادة، يبدو أنه اتخذ لدى نظام آيات الله وفي اجتماع الحرس الثوري قرار التركيز على الاتهام المباشر لـ «الموساد» بأنه هو الذي نفذ الاغتيال والتقليص قدر الإمكان من المشاركة الأميركية المحتملة في التصفية.
يمكن الافتراض بأن هذا ليس اختيارا مصادفا، إذ في طهران يرون منذ الآن على الأبواب دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض، بعد الضربات القاسية التي تلقوها في السنوات الأخيرة من الرئيس دونالد ترامب.
وفي هذه الظروف تبدو إمكانية الرد العسكري الإيراني ضد الأميركيين كأنها انتحار عسكري وسياسي في آن معاً.
وذلك عندما يكون الرئيس القائم لا يزال في البيت الأبيض ولا يفوت أي فرصة متبقية أمامه كي يعد للإيرانيين الأفخاخ الكفيلة بأن تؤدي إلى تبرير عملية عسكرية لبلاده ضدهم كسجل نهاية لحكمه.
في مثل هذا الواقع يبدو أيضا أن الإمكانية التي تتوفر لإيران في الرد ضد إسرائيل محدودة، لأسباب عملياتية أيضا.
فالسيناريو المركزي المعقول الذي يستعدون له في إسرائيل حاليا هو محاولة ضرب هدف إسرائيلي في الخارج، ولكن «كورونا» تجعل هذا التحدي أيضا أصعب.
مهما يكن من أمر، فإن الحرج من التصفية التي وقعت في ضواحي طهران لإحدى الشخصيات الأهم في جهاز الأمن المحلي ستؤدي بالتأكيد إلى قطع الرؤوس.
وكما يذكر، فإنه حتى بعد التصفية الدراماتيكية لقائد قوة القدس، قاسم سليماني، في بداية السنة، أقسم الإيرانيون على الثأر له، ولكن عمليا كانت الأعمال العسكرية التي اتخذت ضد الأميركيين بإطلاق الصواريخ من خلال ميليشيات شيعية في العراق أكثر حرجاً من نجاعتها العملياتية العسكرية.
إذا فحصنا خيار الرد العسكري المحدود ضد إسرائيل، يمكن الافتراض بأن الإيرانيين يضعون في جانب ما احتمال عملية ناجعة رغم أن مثل هذه المحاولة قد تصدها منظومة الدفاع الإسرائيلية وتصبح فشلا مدويا.
هذا ليس لأن مثل هذا السيناريو ليس ممكنا وجهاز الأمن مطالب بأن يكون جاهزا أيضا لسيناريوهات إطلاق صواريخ بعيدة المدى من سورية، العراق، وربما حتى من الحوثيين في اليمن.
من ناحية عملياتية، بسبب منظومات الدفاع الإسرائيلية، هذه مهمة مركبة، فإذا نجح الإيرانيون في ضرب هدف استراتيجي إسرائيلي فإنهم يخاطرون بحرب إقليمية في نهاية حكم إدارة ترامب، وليس مؤكدا أن هذا هو الهدف الذي يتجهون له.
وهجوم شديد على هدف إسرائيلي دون أخذ المسؤولية عن مثل هذا العمل بشكل رسمي، يمكن أن يوفر من ناحيتهم الرد المناسب.
يمكن الافتراض بأن الإيرانيين أيضا سيجدون العامل الاستخباري الذي بشكل غير رسمي عرف كيف يغذي الـ»نيويورك تايمز» أو أحد منافسيها إذ إنهم هم الذين يقفون خلف العمل.
مهما يكن من أمر، بقيت أسئلة كثيرة مفتوحة وعلى هذه الخلفية فإن الأشهر القادمة ستكون متوترة جداً.
عن «معاريف»