نشر بتاريخ: 2020/11/17 ( آخر تحديث: 2020/11/17 الساعة: 07:13 )
بقلم: ايال زيسر

ترامب لا يزال لديه ما يقدمه

نشر بتاريخ: 2020/11/17 (آخر تحديث: 2020/11/17 الساعة: 07:13)

ترجمة عطا القيمري: تسارع وسائل الإعلام منذ الآن لتأبين الرئيس ترامب، ولكن لا يزال تحت تصرفه شعاران آخران في البيت الابيض، ومن الصعب الافتراض بأن شخصا مثله سيدعهما يمران دون أن يحاول ترك أثر أخير. وصحيحة الامور على نحو خاص في الشرق الاوسط، حيث سجلت ادارته نجاعات اكثر من اي منطقة اخرى في العالم.

الى جانب دفع مسيرة السلام بين اسرائيل والعالم العربي الى الامام، شدد ترامب الضغط على اعضاء "محور الشر"، ايران، سوريا وحزب الله، وحملهم الى شفا الانهيار الاقتصادي. وبخلاف مشورة الخبراء وسياسة اسلافه، تبنى ترامب القاعدة التي تقول "ما لا ينجح بالقوة ينجح بقوة أكبر"، وهكذا دحر خصوم الولايات المتحدة الى الوراء.

يمكن لترامب إذن ان يدفع الى الامام في ما تبقى له من ولايته من ايام بسلسلة من الخطوات التي تثبت إرثه في المنطقة وتصمم وجه الشرق الاوسط للمستقبل البعيد، وربما ابعد من العام 2024، حين يكون كفيلا بان يعود ليتنافس على ولاية الرئيس.

الى جانب ضم دول عربية اخرى الى عربة السلام مع اسرائيل، كفيل ترامب بان يدفع الى الامام بخطوات من طرف واحد في الساحة الفلسطينية تقرر حقائق على الارض، وتسهل في المستقبل العمل على حل سلمي بين اليهود والعرب في بلاد اسرائيل. فاعتراف امريكي بسيادة اسرائيلية على الكتل الاستيطانية التي توجد في الاجماع في اسرائيل، او شطب مسألة "حق العودة" عن جدول الاعمال، تتوافق مع خطواته في الماضي، وتضع المنطقة، حتى لو كانت لاستياء الفلسطينيين، في مخرج مريح وواقعي اكثر لدفع خطوة سلمية الى الامام.

كما ان ترامب كفيل بان يشدد الضغط الفتاك على ايران، سوريا وحزب الله، بشكل يدفن عميقا في الارض مخططات ايران. فبعد كل شيء، بخطوة واحدة – تصفية قاسم سليماني قبل سنة، دفع ترامب ايران سنوات جيل الى الوراء. وهو لا يحتاج إذن لان يمتنع عن خطوات تضرب ايران وحلفائها بشدة وتشل، حتى وان كان لبضع سنوات قدراتهم على الضرر والاضرار.

ولكن يحتمل أن تكون المساهمة الاهم التي يمكنه ان يقدمها ترامب لاسرائيل هي بالذات الصحوة والعودة الى اساسات سياسة الخارجية والامن الاسرائيلية وفقا لمبدأ انه "يمكن لاسرائيل ويجب عليها ألا تعتمد الا على نفسها".

لقد كانت واشنطن وستبقى صديقا وحليفا قريبا لاسرائيل، ولكن كان هذا الرئيس ترامب هو الذي قال صراحة ما يؤمن به الامريكيون بصمت: نحن نمنح اسرائيل المساعدة ا لاقتصادية السخية كي تتمكن من الدفاع عن نفسها، وضمنيا الا تحتاج لجنود امريكيين يقاتلون من اجلها. وبالفعل، كلنا نعرف انه في لحظة الحقيقة سيتعين على اسرائيل ان تعتمد على قوتها وقدراتها فقط.

 

هذا درس هام لاسرائيل بالذات في فترة ولاية ادارة ودية جدا. ففي نهاية المطاف للامريكيين مصالح واعتبارات خاصة بهم، وهذه ستأتي دوما قبل المصالح الاسرائيلية. كما يوجد فرق بين الصداقة وحتى التعلق، وبين التبطل الذاتي. لقد كان هذا رئيس الوزراء مناحم بيغن هو الذي اعلن في ساعة مواجهة خاصة مع ادارة الرئيس ريغان، الذي كان وديا بكل الاراء، بانه محظور على اسرائيل ان تصبح دولة إمعة تقول "آمين" على كل املاءات واشنطن وان عليها أن تحقق مصالحها حتى بثمن "المواجهة بين الاصدقاء" مع الولايات المتحدة.

 

عن "إسرائيل اليوم"