نشر بتاريخ: 2018/10/01 ( آخر تحديث: 2018/10/01 الساعة: 15:12 )

غزة تقترب من نقطة غليان خطيرة

نشر بتاريخ: 2018/10/01 (آخر تحديث: 2018/10/01 الساعة: 15:12)

القدس المحتلة: يكتب يوسي يهوشع في "يديعوت" إلقاء أكثر من مئة عبوة وقنبلة يدوية، إشعال إطارات السيارات، ورشق الحجارة نحو مقاتلي الجيش الإسرائيلي: مظاهرة عاصفة على حدود القطاع، يوم الجمعة، حيث شارك أكثر من 20 ألف شخص، خلفت سبعة قتلى فلسطينيين – بينهم فتيان ابنا 12 و14 – وأثارت مخاوف في أن الهدوء الذي كان ملموسا في الجبهة في الأسابيع الأخيرة على شفا الانهيار.

في الوقت الذي تعلق فيه عمليًا المفاوضات على التسوية بين "حماس" ومصر، وحين لا تبدي الأسرة الدولية اهتماماً كبيراً بغزة و"حماس" في تعمل فقط على رفع مستوى اللهيب، ويقترب العنف في حدود غزة مرة أخرى من نقطة غليان خطيرة.

في إطار أعمال الإخلال الشديدة بالنظام، التي شارك فيها عدد كبير من المتظاهرين على الجدار في وقت سابق من هذا الشهر، ألقي أكثر من مئة عبوة ناسفة نحو قوات الجيش الإسرائيلي في منطقة وسط القطاع. وهاجم الجيش ردا على ذلك موقعا لــ "حماس"، وبدأ بالتوازي بعملية تعطيل لعشرات العبوات والقنابل اليدوية التي ألقاها المتظاهرون وبقيت في الميدان.

كما أن البالونات الحارقة تواصل الطيران نحو الغلاف: فقرابة عشرين حريقا اندلع في نهاية الأسبوع في منطقة الجدار نتيجة للبالونات المتفجرة. والى ذلك صرح مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، أن "غزة لم تنس. فمعاناة المواطنين توجد في كل المداولات في شأن القضية الفلسطينية بين الأمم المتحدة ودول الخليج، الاتحاد الأوروبي، ودول عدم الانحياز، الى جانب الكثير من الجهات الأخرى. نحن ملزمون بالعمل على منع مزيد من التصعيد في غزة".

ومن جهته تناول رئيس الوزراء نتنياهو في مقابلات منحها لوسائل الإعلام الأميركية في نهاية الأسبوع المسألة الفلسطينية فقال: "نحن جاهزون لكل سيناريو، وهذا ليس قولا عابثا".

ويؤكد هذا القول عمليًا أيضًا الاستعدادات في قيادة المنطقة الجنوبية لإمكانية جولة عنف أخرى، على خلفية الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات مع "حماس".

ويدعي مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي بأن "حماس" تشجع المظاهرات، وتصعّد العنف في الوقت الذي انطلق فيه وفد من رجالها، بمرافقة مندوبين عن "الجهاد الإسلامي"، إلى مصر، أول من أمس، لخوض جولة محادثات اخرى في موضوع المصالحة الفلسطينية الداخلية. والتقدير هو أن احتمال التسوية آخذ في التضاؤل بينما احتمال المواجهة يتصاعد فقط.

ليس صدفة أن السلطات في بلدات الغلاف وزعت في الأيام الأخيرة تعليمات حديثة، ولا سيما على خلفية تصاعد "إرهاب" البالونات، مع أن العبوات ليست بقوة شديدة، فالمواد المتفجرة والحارقة من شأنها أن تتسبب بجروح خطيرة. "البالونات الحارقة والمتفجرة اشتدت في الأيام الأخيرة وتطلق أيضًا في الليل وفي النهار"، كما جاء في البيان. "حين تشخصون شيئا ما على الأرض، لا تلمسوه وابتعدوا عنه".

كما أن التصعيد على حدود غزة يشدد أيضًا التوتر داخل الائتلاف. فقد هاجم رئيس "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، بشدة، أول من أمس، وزير الدفاع، افيغدور ليبرمان، فقال إن "اتفاقات ليبرمان – حماس انهارت. الإرهاب يتواصل على حساب أمن سكاننا، بسبب سياسة التجلد والضعف لليبرمان. سأطرح الموضوع على البحث في جلسة الكابنت القريبة".

واتهم بينيت بأنه "في الأيام الأخيرة نشهد النتائج الخطيرة التي أسفرت عنها سياسة التجلد والضعف لوزير الدفاع حيال غزة – مزيد من التجلد، مزيد من الإرهاب"، وأجمل قوله أن "هكذا لا تدار سياسة الأمن.

"هذه تبدو سياسة فاشلة". وأضاف إن "مصوتي اليمين الوطني يتوقعون قبضة حديدية وصفر تسامح تجاه الإرهاب الفلسطيني الخطير. هذا الوضع يجب أن يتوقف".