"هآرتس".. أوغــاد فــي حــوزة الــتــوراة !
بقلم: ب. ميخائيل
"هآرتس".. أوغــاد فــي حــوزة الــتــوراة !
هناك تعبير يهودي مناسب ومستخدم لسلوك قيادة الأصوليين خلال أشهر الوباء: الأوغاد في حوزة التوراة. هكذا تتم تسمية الاشخاص الذين يقومون بأفعال نذلة، ويختفون خلف حقيقة أن التوراة نسيت أن تمنع بصورة صريحة أفعالهم.
صحيح أن التوراة نسيت. فالنبي موسى لم يخطر بباله أن هناك حاجة لمنع الاشخاص من أن يخربوا عمدا وسائل مكافحة الوباء، وتفضيل الهراء على حياة الآخرين. ليس بصورة خاطئة، أو من خلال الغباء أو بسذاجة، بل بصورة متعمدة ومتغطرسة وشريرة. الرقم القياسي الجديد في التعالي والوقاحة سجله الآن أحد المتحدثين الثابتين باسم قيادة الأصوليين، الصحافي إسرائيل كوهين. وهو واعظ من النوع الخفي الذي بإبهامه ولسانه الملتوي عمل بجد على تطهير أي دنس أصولي بمختلف النكهات. "نخاف من الخطر الروحي أكثر من الخطر الصحي"، كان هذا عنوان مقاله في "هآرتس" في 18/10. وماذا بالاجمال يريد من الجمهور؟ القليل من التسامح مع انتهاك المقدسات. القليل من التفهم للقلب الطاهر لاولئك غير المبالين بمصيره. القليل من التعاطف مع معاناة أو آلام المثانة التي تتبول عليه. هذا هو كل شيء.
في نظره، الأصوليون ليسوا هم من يوجد لديهم العدد الأكبر من المرضى، حاملي المرض، المعدين، في الوقت الذي فيه أسرة "كورونا" مشغولة، لا سمح الله. هم فقط ضحية بريئة لـ "التحريض والكراهية والتشهير". القلب تفطر، لكن من الآن سيكون كل شيء على ما يرام. كوهين سيقدم لنا معلومات موثوقة "دون وساطة لمحللين يشوهون الوقائع".
هكذا: "اجل، عدد من الحاخامات ورؤساء المدارس الدينية اتخذوا قراراً بشأن إدارة المخاطر إزاء الوباء". تعبير "ادارة المخاطر" أكثر اثارة للانطباع من القول "هيا نضع تقييدا على الجميع، ونفعل ما يخطر ببالنا". للأسف لم يرفق كوهين بمقاله أيضا محضر المناقشات لـ "مديري المخاطر". أنا بالتحديد لديّ حب استطلاع لمعرفة ماذا كانت تبريرات الطاقم عندما قرر السماح بالطيش في بلاط الحاخام وتعريض صحتي للخطر. ربما يكون ذلك في المقال القادم.
وكوهين يواصل عويله: "تداعيات الكورونا من ناحية روحانية ونفسية هي اصعب احيانا من تداعياتها الصحية. شبان متدينون تسربوا من المدارس الدينية، بعضهم حتى تدهور الى الجريمة والمخدرات... لدينا لا نسمح بذلك. ببساطة، لن نسمح. لن نسمح بوقف الحياة الروحية".
إذا صدقنا اقوال كوهين فانه يكفي عدة اشهر من الفوضى التعليمية وسيتسرب الشباب الاصولي وينزلق ويرتكب الجريمة ويصبح مخدراً. ومن يعرف، ربما حتى غرق الى درجة أن يصل الى الهاتف الذكي غير الحلال ويتعلم درس في علم الحفريات. بضعة اسابيع في البيت وعشرات السنين من "الحياة الروحانية" في خيمة التوراة تتبخر مثل الغبار. يا للخجل، يا لضحالة الروح.
بالمناسبة، أنا لا أصدق كوهين. بالنسبة لي عويله هو هراء لا أساس له. ولكن اذا كان قال الحقيقة فان كل "الحياة الروحانية" التي يتباهى بها كثيرا لا تساوي بصقة. الحقيقة المحزنة هي أن كل جهود كوهين ذهبت هباء. هي لن تنقذ الاصولية الإسرائيلية، فقد فقدت وزنها قبل عشرات السنين عندما باعت روحها من اجل السلطة والتصقت بأثداء السلطة. بهذا كفت عن أن تكون ديناً وتحولت الى "عشيقة" (حسب تعبير الحاخام يشعياهو لايفوفيتش)، تمنح الخدمات الائتلافية لمن يدفع أكثر.
هل يمكن اصلاح ذلك؟ نعم. كل ما هو مطلوب فعله هو الفصل بفأس حاد بينها وبين الدولة، وفورا سيبدأ الشفاء، شفاء الدين. وستبقى الدولة في حالة مرض عضال.
عن "هآرتس"