نشر بتاريخ: 2020/10/19 ( آخر تحديث: 2020/10/19 الساعة: 07:41 )
بقلم: ايريس ليعال

"هآرتس".. حتّى قاعدة نتنياهو تعبت منه !

نشر بتاريخ: 2020/10/19 (آخر تحديث: 2020/10/19 الساعة: 07:41)

عروض السيرك المتجول لأعضاء الكنيست من «الليكود» توثيق غير عادي لهذه اللحظة. الانطباع الذي يمكن أن يثور من تصريحاتهم الأخيرة هو أنهم يضرون بسيدهم، كما قال هو نفسه ذات مرة.

إنهم يساعدونه أكثر من اللازم. «حادثة عمل»، سمى ذلك يوسي فيرتر. وهذا ايضا ما يعتقده معظم المعارضين لنتنياهو. منذ سنوات يصر «الليكوديون» على أن اليسار ببساطة لا يفهمهم. وكل من قال إن العروضات البربرية هي فقدان سيطرة مضر كأنه خرج عن اطواره لاثبات ادعائهم.

فيما يلي ملخص الحبكة: بدأ هذا بالعرض الثأري لميري ريغف في برنامج «واوفيرا وباركو»، الذي طالبت فيه برفع الاهانة عن حزبها بعد أن قال ايال باركوفيتش لميكي زوهر: «أنتم منظمة إجرامية».

ريغف امرأة ذات ايماءات عظيمة ودرامية. وبناء على ذلك، هي مزودة بصافرة للكلاب. وصلت الى الأستوديو من أجل الدفع قدما بالتصعيد بالمعنى العام، ونقل رسائل على موجة خاصة.

وقد قامت بأمرين نموذجيين، تعلمتهما من السيد بجلاله وعظمته. اولا، تحدثت باسم القاعدة.

ولم تساعد باركوفيتش احتجاجاته الضعيفة. وعلى الرغم من أنه عاد وشرح بأنه لم يقصد المصوتين، بل قصد ريغف وزوهر وامثالهما، إلا أنها تمسكت باسلوب نتنياهو الذي يقول: «كل إساءة لي هي إساءة لكم».

لم يكن لباركوفيتش أي احتمال. وعندما وصلت واخبرته أنه اذا لم يعتذر لجميع مصوتي «الليكود» فانها ستهتم بأن لا يصبح مدرب منتخب إسرائيل لكرة القدم. في حينه كانت قواه خائرة.

كما يبدو هدف ذاتي فاخر، ها هي أثبتت ما قاله باركوفيتش عنهم وتتصرف كأحد افراد العصابة.

فعليا، محاولة محسوبة لاعادة مصوتين إلى البيت – لا تسمحوا لصرخات الرعب في الاستوديو أن تضللكم. ليس عبثا سمع نتان ايشل وهو يقول في تسجيل تم تسريبه: «ميري ريغف تقوم بعمل ممتاز... هي تؤجج الجمهور وهذا ينجح. هذا مثل ما يفعله الشخص المعروف في كرة القدم عندما يقف ويفعل هكذا بيديه للجمهور». اللعب المهين أسقطته، لكن الصورة من عالم كرة القدم تعمل مثل الحلم في هذه الحالة.

لقد رأى زوهر أنه من الجيد في البث الاذاعي أن يهدد المستشار القانوني، وستُنشر تسجيلات اخرى له اذا لم يقدم استقالته ويلغ لوائح الاتهام ضد نتنياهو.

كما يبدو ثمة امران مختلفان، فعليا هناك علاقة وثيقة بين الاثنين: ريغف لا تستطيع منع تعيين مدرب وزوهر ليست لديه وسيلة للوصول الى التسجيلات، لكنهما، مثل تصريحات امير اوحانا، يذكران المصوتين، كل بطريقته، ما هي القوة وكم هذا ممتع.

اذا فحصتم ستكتشفون بالتأكيد أنه ليس هناك حالة معروفة فيها مجموعة قوة تنازلت عن امتيازاتها بارادتها الذاتية: سواء أكانت مجموعة كولونيالية أم شبابا؛ وسواء أكانت بيضا أم أثرياء.

في عدد لا يحصى من الخدع يحاول اصحاب القوة الحفاظ عليها. فعلياً يرتكز كل الدفاع عن نتنياهو على الادعاء بأن النخبة التي لم تسلم بفقدان الحكم تحاول اعادته لنفسها بوساطة تجريم نتنياهو.

ريغف وزوهر واوحانا وغيرهم يذكرون الليكوديين بخطاب قوي كم هو ممتع الشعور بالقدرة المطلقة، حتى لو كانت مجرد وهم.

ولكن الامتيازات لا تتلخص فقط بالتمسك بالسلطة. مصوتو «الليكود» مثل آخرين يريدون العيش في مكان تتم ادارته بشكل جيد. هم يريدون تعليما عاليا لأولادهم، أماكن عمل كثيرة وفرصا مهنية. هم يريدون صحة ويريدون مجتمعا ولقاءات. مصوتو «الليكود» هم أقل حدة بكثير مما يعتقد اليساريون، واكثر استقلالية مما يعتقد نتان ايشل. هم يرون نتنياهو في اخفاقاته، والاخطر من ذلك هم يرون جيدا كيف أنه يهتم بنفسه على حسابهم. وباستثناء اشخاص هامشيين، زعران، مثل «لافاميليا»، معظمهم مشمئزون من اجواء الحرب الاهلية، وأصبحوا متعبين من الفوضى. لذلك، تذكيرات ريغف وزوهر فارغة. فنتنياهو ببساطة لم يعد مفيداً لهم.

عن «هآرتس»