وفاة الروائي والأسير المحرر محمد أبو شاويش.. حوار سابق مع "الكوفية"
وفاة الروائي والأسير المحرر محمد أبو شاويش.. حوار سابق مع "الكوفية"
القاهرة: توفي المناضل الفلسطيني والروائي الاسير المحرر، محمد أبو شاويش، مساء اليوم الجمعة، بعد صراع مع المرض.
ويعاني أبو شاويش منذ عامين من مرض مزمن مكث على اثره اكثر من عام في مستشفى فلسطين بالقاهرة.
وكانت قناة الكوفية قد نظمت زيارة له وهو يرقد على سرير المرض داخل المستشفى، ليتحدث عن رحلة اعتقاله الطويلة داخل سجون الاحتلال، وكيف أصبح روائي ولديه كتب رغم حرمان الاحتلال له من إكمال دراسته داخل الأسر.
وإليكم نص الحوار مع الكوفية قبل رحيله:
"قبل أن يموت الجلاد"
من فوق سريره، داخل أحد مستشفيات جمهورية مصر العربية، يقول الروائي الفلسطيني محمد أبو شاويش، لـ" الكوفية"، إن فكرة رواية "قبل أن يموت الجلاد" راودتني واعتبرت نفسي أن عدم كتابتها بحد ذاته "خيانة للفكرة"، تجربة التحقيق صعبة، كان علي أن أظهر للقارئ، كيف عاش ذلك الكاتب، من الولادة في المخيم، وكيف ترعرع شابًأ مع أمٍ أكسبته، قوة وعزيمة الرجال، ومن ثم أمسى أسيرًا، ينتقل بقيوده من معتقل لآخر طيلة 13 عامًا "السبع والمجدل والرملة وغزة ونفحة"، ويسرد تجربته عبر عتمة السجن، والتحقيق، والعزل، وكل ماتعرض له طيلة فترة اعتقاله.
يتابع أبو شاويش، بصوت مفعم بالحماسة والانفعال، رغم ألمه، "كتبت روايتي وأنا لست محترفًا بالكتابة، والتجربة التي خضتها لم اعتبرها ملكي، بل خطوة أؤرخها وأورثها للأجيال القادمة، وكان لزامًا أن أخطها بقلمي، وأوثق ماحدث معي، ليعرف القارئ، كيف هزم ذلك الأسير نخبة الكيان الصهيوني، من مخابرات ومحققين، بصموده وصبره وإيمانه بقضيته العادلة".
لا يوجد مبدع لم يعش مأساة
ويستطرد أبوشاويش قائلًا، "يخيل للبعض أن الإبداع يأتي بالحياة المرفهة، لا يوجد مبدع لم يعش مأساة، وما يعيشه الأسرى في المعتقلات من هجمة صهيونية، ووحشية، للسجان، تصنع منهم مبدعين"، مشيرًا إلى صبرهم، الذي هو بحد ذاته علم، يعلم أشياء جديدة، وهذه هي مدرسة الصبر، الذي صنعها الأسرى.
وأوضح أبوشاويش، أن الرواية حاولت أن تضع القارئ في صورة يومية لما يعيشه الأسرى، كيف يصوغون قصصهم في المعتقلات، وكيف يصوغون علاقتهم، ويضعون لوائحهم، ويضبطون طبيعة العلاقات بين التنظيمات والرفاق في المعتقل، وكيف يستثمرون أوقاتهم ويقضونها، حيث يضعون برامجهم اليومية، من مذاكرة، وقراءة للكتب، وتعلم فن الكتابة وفن المقال، وكيف يكلفون بعضهم البعض باختيار المواضيع في كل المجالات، تربوية وتعليمية وثقافية ونضالية وسياسية.
ويثني أبو شاويش، على الحركة الأدبية في المعتقلات، قائلًاً "يضاف للثورة الفلسطينية، خريجو السجون، ويزيدون الثورة زخمًا وعطاءً، كذلك أدب المعتقلات، يضيف شيئا جميلا للمنتج الأدبي بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص.
ودعا أبو شاويش، الأسرى، للكتابة عما يعايشونه في أقبية التعذيب والتحقيق، معتبرًا ذلك، واجبًا وطنيًا، لتكون شاهدة على ديمومة روح العمل الوطني ونضالات الأسرى في وجه السجان الظالم.