نشر بتاريخ: 2020/10/08 ( آخر تحديث: 2020/10/08 الساعة: 06:50 )
نضال أبو شمالة

فوضى على شماعة الوطن

نشر بتاريخ: 2020/10/08 (آخر تحديث: 2020/10/08 الساعة: 06:50)

أربعة عشر عاماً والشعب الفلسطيني يعيش أسوأ سنين عمره بعد أن دخل الكل الوطني قصر السياسة من أوسع أبوابها عبر صناديق الإقتراع التي أعلنت فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية في يناير 2006 لتشكل حكومة هي ليس بحكومة الرئيس،ولا الرئيس سلّم بنتائج العملية الديمقراطية، وأمست منظمة التحرير الفلسطينية خراباً لا تُعمّر في عهد التتار،و أصبح الشعب يُقاد برأسين مختلفين و بخطان متوازيان لا يلتقيان و لم تجمعهما أي قواسم مشتركة على الرغم من كثرتها، وفي المحصّلة انقلب السحرُ على الناخب، وغابت الإخوة وبرزت العداوة لا الخصومة الى أن صفّى المواطن الذي يتواصل مع المعسكر الآخر يُتهم بالتواصل مع جهات خارجية عقوبتها السجن بتهمة الخيانة العظمى هذا إذا ما فقد حياته أثناء التحقيق،وأصبحت تُكال التُهم جزافاً  في مشهد غابت عنه الحريات والحقوق العامة والمواطنة الصالحةوأصبح المواطن الذي كان يَحلُم بغدٍ أفضل يفكر في مغادرة الوطن الى بلاد الله الواسعة عَلّهُ يصل الى أرضٍ تُصان فيه كرامة الإنسان .

كل المحاولات لإصلاح ذات البين باءت بالفشل الى أن تخلّى عنا القريب والبعيد واستأسد علينا العدو الذي حشد ترسانته العسكرية ليضرب غزة  بثلاثة حروب خلال ستة سنوات راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى  وتدمير للبنية التحتية  التي تحتاج الى سنوات من إعادة الإعمار،في حين قامت دولة الإحتلال بسرقة أراضي الضفة الغربية ولم تُبقِ للسلطة الفلسطينية سوا ما نسبته 18% للتحرك فيها، ولا تسلم هذه النسبة من عمليات الوحدات الخاصةوالمطاردة الساخنة ،ولا تكاد تخلو ليلة من ليالي الضفة الغربية إلا وتشهد عمليات إعتقال للشباب الفلسطيني وحتى أن عناصر الأجهزة الأمنية لا تسلم هي الأخرى من عمليات الإعتقال.

في حالة مُريبة مُحزنة ومُخزية من هواننا على أنفسنا تراجعت قضيتنا  الى الوراء ولم تعُد تُذكر على طاولة البحث، ولم تعُد قضية فلسطين قضية العرب الأولى.

تغيّرت إستراتيجية المواطن نحو الوطن وأصبح همه لقمة العيش الكريم وتدبير شئونه اليومية  وأصبحت أُسر الشهداء والأسرى والجرحى تندم على تضحيات أبناءها بعد أن ضاعت الحقوق وتبددت في ظل العنجهيات  المناكفات،وأمام هذه المشاهد السوداوية يأتي مقامر مستثمر في حقل الوطنية  ليطالب بحاضنة شعبية تأويه وتناصره بالمساومة والإبتزاز والتهديد على فتات راتب أو مخصص شؤون يُصرف مرة كل ثلاثة أشهر  وعلى قاعدة  ( يا معنا يا علينا). قليل من حُمرة  الخجل يا دهامقة الوطن والوطنية.. تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.