نشر بتاريخ: 2020/10/03 ( آخر تحديث: 2020/10/03 الساعة: 10:00 )
توفيق أبو خوصة

هندسة القيادات

نشر بتاريخ: 2020/10/03 (آخر تحديث: 2020/10/03 الساعة: 10:00)

هندسة القيادات ،،، شئنا أم أبينا أمريكا بصفتها القوة الأعظم في العالم تعمل على الدوام من أجل حماية مصالحها و مصالحها فقط ،،، تتدخل في أدق التفاصيل و تحشر أنفها في صلب الشؤون الداخلية للدول الأخرى ،،، وذلك بنسب متفاوتة ،،، قامت بإنقلابات و أطاحت بحكام وحكومات ،،، تحاصر و تقتل و تسرق و تنهب خيرات و ثروات الشعوب بلا حساب ،،، غالبا ما تنجح و لكنها تلاقي أحيانا فشلا مدويا في سياساتها و مخططاتها ،،، هذه الدولة التي قامت على قيم الإستيطان و قتل و إبادة شعوب بأكملها من السكان الأصليين " الهنود الحمر " وممارسة أبشع أنواع العنصرية و الإستعلاء على ذوي البشرة السوداء من أصول إفريقية ، مازالت تواصل العمل بمنطق البلطجي الدولي و تعزز دور البلطجي الوكيل و تمنحه للكيان الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط الذي يسير على ذات المنهج و يكررذات التجربة بأشكال متعددة و يجد الدعم و الحماية والرعاية الكاملة من الإدارات الأمريكية المتعاقبة .

أما عن هندسة القيادات على الطريقتين الأمريكية و الإسرائيلية فهي تتم بأساليب عديدة ، إذ كما كان إغتيال الزعيم الخالد أبو عمار جزءا من هندسة القيادة الفلسطينية بصورة أو أخرى و سبقه على الدرب الشهيدان أبو جهاد و أبو إياد وغيرهما من رموز الثورة الفلسطينية ،،، وهكذا عمليات الإرهاب الإسرائيلي المنظم التي طالت الشهداء الشيخ أحمد ياسين و عبد العزيز الرنتيسي و إسماعيل أبو شنب و أبو علي مصطفى ،،، و إعتقال القادة مثل مروان البرغوثي و أحمد سعادات فقد كان من أهدافها تمهيد الطريق لبروز قيادات أخرى للواجهة ،،، وفي كل مرحلة تقترب القيادات الجديدة أكثر بإتجاه الفهم الأمريكي و الرؤية الإسرائيلية ،،، و النماذج على المستوى العربي لا تخفى على أحد " الرئيس المصري جمال عبد الناصر / الرئيس العراقي صدام حسين / الملك فيصل بن عبد العزيز / الرئيس الليبي معمر القذافي " ،،، أما على الصعيد الدولي فإن هندسة القيادات و الرؤساء عبر البوابة الأمريكية تبدأ و لا تنتهي تحت حجج و معاذير و شعارات الحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان و العدالة ،،، إن التدخل الأمريكي في ثنايا حياة الشعوب يصل إلى إختيار رؤساء منظمات أهلية و توفير الدعم اللازم لتمكينهم و إستخدامهم في تنفيذ سياساتها و تمرير مخططاتها بطرق مباشرة أو غير مباشرة ،،، لكن بالرغم من ذلك هناك نماذج كثيرة ظلت خارج العباءة الأمريكية مثل الصين و روسيا و كوبا وفنزويلا و كوريا الشمالية ،،،وهنا لست بحاجة لإقناع أحد أن جماعة الإخوان المسلمين  جزء من أدوات التوظيف و الإستثمار الأمريكي ولا أدل على ذلك من دورها البارز في ثورات الربيع العبري التي شكلت أرضية خصبة و تهيئة موضوعية لصفقة " ترامبياهو " و تداعياتها المتواترة على مستوى المنطقة العربية ، و جوهرها تصفية القضية الفلسطينية  ليصبح الوكيل الإسرائيلي السيد و الحامي وحامل مفاتيح الشرق الأوسط ،،، وللحديث بقية ،،، فلسطين تستحق الأفضل ...

 

لن تسقط الراية.