لماذا يشحذون سكاكينهم السياسية ضد "أزرق- أبيض"؟
بقلم: نيتع أحيطوف
لماذا يشحذون سكاكينهم السياسية ضد "أزرق- أبيض"؟
في جلسة الحكومة، أمس الاربعاء، على بعد خطوة من بدء الإغلاق، ألقى وزير العلوم والتكنولوجيا من «ازرق ابيض»، ياي يزهار، خطاباً غير عادي. فقد عدد إخفاقاته وإخفاقات أصدقائه في الحكومة، وقال إنه يجب عليهم أن يصغوا أكثر إلى المهنيين. في نهاية الأسبوع نشرت في «ملحق هآرتس» مقابلة أجراها نير غونتاج مع وزيرة شؤون المساواة الاجتماعية من «ازرق ابيض»، ميراف كوهين. هذه مقابلة كلها اعتذار وطلب للصفح عن الآثم. «أريد طلب العفو ممن خاب أمله من دخولنا إلى هذه الحكومة. من الواضح لي أن هناك الكثير من الأشخاص الذين خيبنا أملهم. أطلب العفو وأريد التوضيح بأن هذا تم على حسابه «لأن البديل كان أكثر سوءاً»، قالت كوهين.
بعد انتهاء عيد الغفران نشر وزير السياحة من «ازرق ابيض»، اساف زمير، منشور اعتذار في الفيس بوك كتب فيه: «هذه حقا حكومة يصعب العمل فيها، لكننا عرفنا ذلك قبل انضمامنا، وبوصلتنا الداخلية ما زالت متوجهة نحو الداخل، داخل هذه الفوضى، على الأقل كي يكون الأمر متزناً... مع ذلك، بعد نصف سنة أريد طلب العفو؛ لأن النوايا في جهة والنتائج في جهة أخرى. مهما كانت النوايا حسنة فان النتائج بعيدة عن أن تكون مرضية».
يمكن أن يتلاشى «ازرق ابيض» في الانتخابات القادمة. ولكن يجب التساؤل، إذا كانت ستنقضي معه أيضا المحاولة الحقيقية لاستخدام سياسة أقل عنفا وأقل تقيدا بالشعارات، سياسة ليس بالضرورة مدفوعة بالغرور والاعتبارات النفعية. سياسة في جوهرها، عفوا على ذلك، مصلحة المواطنين.
من الجدير أن نلفت الانتباه الى الاجماع المحيط بوزراء «ازرق ابيض»: من اليمين يهاجمونهم لأنهم ساذجون، لا يوجد لهم عمود فقري، وضعفاء مقابل بيبي الصلب، لهذا هم لا يناسبون السياسة الإسرائيلية؛ مثلا هم يظهرون مثل لصوص اصوات انتهازيين؛ وفي الوسط يهاجمونهم لأنهم «لا يتمتعون بالاشتباكات والمعارك مع رئيس الوزراء ومبعوثيه العنيفين»، مثلما قال عضو الكنيست، عوفر شيلح، من «يوجد مستقبل»، عن بني غانتس في مقابلة مع رفيت هيخت («هآرتس»، 16/4).
هذا يذكر بـ «التفوق الذي يحظى به دعاة حماية البيئة»، حيث يتهمونهم بالسطحية والضعف، وبالاساس بأنهم لا يفهمون قواعد لعب «الكبار»، ارباب المال والسلطة، أو طبيعة الانسان الذي فقط يريد الشر، ويريد التدمير والخراب. ولكن رجال البيئة وربما ايضا رجال «ازرق ابيض، بالضبط يعرفون جيدا، لكنهم رغم الفهم يحاولون الدفع قدما بجوانب اخرى من الانسانية.
صحيح انه في هذه الاثناء فإن يد السياسة الوقحة وغير المعقدة وغير المصقولة لدونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في هذه الايام هي اليد العليا. ولكن ازمة «الكورونا» تثبت أن هذا العنف الذي هو ربما يكون مناسبا لحوارات تلفزيونية وتغريدات في تويتر، يتلقى فشلا ذريعا في ادارة الازمات. ربما حان الوقت للفطام من الانجذاب لسياسة السكاكين الدموية والسماح لسياسة لطيفة ومعتدلة ومترددة وكذلك ايضا اعتذارية، لكنها مدفوعة (هذا هو الامر المهم) بنوايا حسنة وتسعى الى تحسين الوضع، ولتطل من بين الشكوك القليلة التي لا تزال تتركها الوقاحة الاستبدادية.
عن «هآرتس»