ألاعيب نتنياهو
افتتاحية هآرتس
ألاعيب نتنياهو
في هذه المرحلة، فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محاولته إخراج الاحتجاج ضده عن القانون. فقد نجح النواب الذين رفعوا الكثير من التحفظات على الأنظمة الجديدة في منع خطته، ومنع إقرارها في الكنيست بكامل هيئتها في الوقت المناسب. وهكذا دخل الإغلاق المتشدد حيز التنفيذ دون أن يتضمن نظاما يقيد التظاهرات. كما أن المحاولة المعيبة لإقرار أنظمة طوارئ من اجل منع التظاهرات التي كانت، أمس، قرب منزل نتنياهو في القدس، منعت حاليا.
استخدم اعضاء «أزرق ــــ أبيض» حق الفيتو وأوضحوا بأنهم لن يسمحوا بتفعيل انظمة الطوارئ على التظاهرات – وكذا المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت أعرب عن معارضته لمثل هذه الخطوة. هذه انباء طيبة لمن ينظر باستنكار لمحاولات نتنياهو التهكمية إذ يبحث عن كيفية استغلال وباء كورونا كي يخرق حقا ديمقراطيا اساسيا ويقمع الاحتجاج – رغم أن هذا ذو صلة ضمن امور اخرى بتقصيراته ايضا في كل ما يتعلق بمعالجة ازمة كورونا.
ان محاولة التشبيه بين التظاهرات التي تجرى في الهواء الطلق ومشاركة بضعة آلاف وبين الصلوات الجماعية التي تتم في فضاءات مغلقة، ليست الا أحد تلاعبات نتنياهو الكاذبة التي تستهدف التفريق، التمزيق والتحريض لغرض الحكم. هذا التشبيه لا يأتي انطلاقا من الرغبة في العمل لصالح مكافحة تفشي كورونا – كل همه يستهدف قمع الاحتجاج ليس الا. الى جانب ذلك خيرا يفعل المحتجون ضد نتنياهو الذين بخلاف رئيس الوزراء يتصرفون بمسؤولية ويحتجون في الوقت الذي يحرصون فيه على وضع الكمامة ويتخذون التباعد الاجتماعي.
خيرا فعل ايضا زعماء في الجمهور الاصولي الذين دعوا الى الصلاة في الخارج في اثناء يوم الغفران. فقد قال رئيس «شاس» الوزير آريه درعي في مقابلة مع راديو «كول حي»، انه مع أن حزبه فكر بالانسحاب من الحكومة بسبب النية لتقييد الصلوات في يوم الغفران – وعلى الرغم من ذلك حرص على ان يعلن بأن «شيئا واحدا يمكنني ان اعلنه، انا سأصلي في يوم الغفران في الخارج». درعي ليس الوحيد، فالحاخام دافيد يوسيف ايضا، عضو مجلس حكماء «شاس» ناشد لإغلاق الكنس والصلاة في الخارج او في وحدات. ورئيس المجلس، الحاخام شالوم كوهن، نشر كتابا دعا فيه الى تجنيد الجموع في الكنس او في خارجها في مجموعات صغيرة. ينبغي الامل أن تطلق دعوات اخرى كهذه، وان يستجيب الجمهور بعمومه لها. إذ إن الصلوات الجماعية في الفضاءات المغلقة، دون الحرص على قواعد التباعد الاجتماعي من شأنها أن تكون لها لاحقا نتائج مأساوية على المصلين، ابناء عائلاتهم وعموم المجتمع. بغياب زعامة نتنياهو، ودون ذرة ثقة بحكومته، لم يتبقَ غير الامل في أن يعمل المواطنون أنفسهم بالتفكر وبالحذر اللازم.
عن «هاآرتس»