نشر بتاريخ: 2020/07/04 ( آخر تحديث: 2020/07/04 الساعة: 08:19 )
د. عبد الحميد العيلة

ظاهرة الانتحار بعد انتشارها الواسع في قطاع غزة.. لماذا؟!!

نشر بتاريخ: 2020/07/04 (آخر تحديث: 2020/07/04 الساعة: 08:19)

إن ما يشهده قطاع غزة في السنوات الأخيرة من زيادة في حالات الانتحار والقتل العمد لهو مؤشر واضح للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي السيئ الذي يعيشه القطاع منذ أكثر من عشرة سنوات وشهد اليوم حادثين مفجعين هو انتحار الشاب سليمان العجوري إبن 23 عاما من شمال غزة تاركاً خلفه رسالة سياسية ومعيشية قاسية والثانية هي الاعتداء على الطفل كاظم الأغا من البريج بوسط غزة إبن 12 ربيعاً من لص سكب عليه مادة حارقة داخل منزله توفي اليوم على إثرها في أحد مستشفيات القطاع ولم يقف مسلسل الانتحار والقتل الذي إمتد لسنوات سابقه بزيادة تدق ناقوس الخطر لانفلات مجتمعي خطير يصبح فيه الأمن والأمان في ضياع بعد أن ضاع الوطن في خلافات وانقسامات سياسية لا مبرر لها إلا المصالح الحزبية الضيقة ..

وليكن حادثي اليوم مثالاً لطرح سؤال والإجابة عليه بكل واقعية وهو لماذا أقدم العجوري على الانتحار ؟!! ولماذا سكب اللص البنزين على الطفل وحرقه ؟!! الإجابة كانت على حساب الفيس بوك للعجوري موجهاً رسالته لحماس قبل الانتحار كما أفاد أقاربه حيث كتب " هي مش محاولة عبث .. هي محاولة خلاص وخلص .. الشكوى لغير الله مذلة .. وعند الله تلتقي الخصوم " واعتقل سليمان عدة مرات على يد الأجهزة الأمنية التابعة لحماس بسبب نشاط شبابي شعاره " بدنا نعيش " فكانت النتيجة أنه اختار الموت عن العيش بعد أن ضاقت به الظروف المعيشية وعدم القدرة على التعبير فيما يعيشه هو وجيل الشباب التي أغلقت أمامهم كل فرص الحياة المستقبلية لا عمل لا زواج سجن كبير محاصر ..

إن الإحباط والاكتئاب أصاب الكثير من الشباب وهي مؤشرات لأمراض نفسية خطيرة قد تكون أحد الأسباب التي دفعت بالمجرم سكب البنزين على الطفل وحرقه لكن الأسباب كثيرة وعلى السلطة في غزة ورام الله العمل فوراً على إيجاد الحلول السياسية والاقتصادية لمواجهة هذه الظاهرة بالأمس القريب شاهد الجميع التونسي بوعزيزي وهو يحرق نفسه من أجل لقمة العيش وكيف انتفض الشارع التونسي الذي أنهى حكم رأس الدولة وشاهدنا الشاب اللبناني الذي أطلق الرصاص على رأسه وكيف حرك الشارع اللبناني ضد الحكومة ..

فماذا نحن فاعلون ؟!! هل ننتظر مزيداً من حالات الانتحار والقتل أم نبحث عن الأسباب ونعالجها لأنه وللأسف لم نشاهد أي علاج حقيقي للواقع المر الذي يعيشه القطاع ويتحمل المسؤولية سلطة غزة ورام الله وما يعانيه القطاع لم يقف عند حالات الانتحار والقتل بل هناك قضايا خطيرة مثل نسبة الطلاق المرتفعة جداً بسبب الوضع الاقتصادي الأسوأ في العالم ناهيك عن عزوف الشباب عن الزواج فكيف لشاب في الثلاثين من عمره يقبل على الزواج وهو مازال يتلقى مصروفه الشخصي من والده إن كان والده يعمل ..

والنصيحة للشباب وأولياء الأمور ورجال الدين ليس الانتحار هو الحل علينا أن نكون الأقوى في مواجهة أي واقع سلبي وتغيره ودوام الحال من المحال والشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزة هو في سجن بدايته نفق لكن نهاية هذا النفق حتماً سيرى النور.