أبو جهاد الرقم الصعب.. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
عبد الحميد العيلة
أبو جهاد الرقم الصعب.. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
[١١:٢٢ ص، ٢٠٢٠/٤/١٥] +20 101 554 6571: أبو جهاد هو خليل إبراهيم الوزير من غزة هاشم .. جذوره من عائله مناضله وأصوله من مدينة الرملة .. سياسي وعسكري محنك تلقى تعليمه الجامعي في جمهورية مصر العربية بجامعة الإسكندرية وهو أحد مؤسسي حركة فتح ونائب للشهيد القائد أبو عمار والذي سماه بأمير الشهداء بعد إستشاهده في تونس بتاريخ 16/4/1988 على يد الموساد الصهيوني بالتعاون مع عميل تونسي ..
كان أبو جهاد الذراع الأيمن لياسر عرفات خطط وشارك في الكثير من الحروب منها حرب عام 1967 ومعركة الكرامه وإجتياح بيروت والكثير من العمليات خلف خطوط العدو ..
كانت البداية النضالية لأبي جهاد منذ أن إلتقى مع أبوعمار في دولة الكويت عام 1957 وإتفق الإثنين على تشكيل تنظيم فلسطيني سري للكفاح العسكري ضد الإحتلال الصهيوني وفي عام 1959 نجح في تكوين خلايا سرية في الضفة الغربية وإنشاء مخازن للسلاح ومقاومة الإحتلال وانشاء أول نشرة سياسية في بيروت تحت عنوان " نداء الحياة فلسطيننا " وفي عام 1963 غادر للجزائر وأشرف على تأسيس أول معسكر تدريب عسكري للنواة الأولى لإقامة كادر عسكري فلسطيني ثم إنتقل عام 1965 لسوريا وكلف من أبوعمار بإنشاء أول مقر للقيادة العسكرية في دمشق ليشرف على القطاع الغربي الذي كان يدير العمليات الفدائية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسجلت له النجاح في الكثير من العمليات الفدائية ضد مصالح الكيان الصهيوني وكان أبرزها التخطيط والإشراف على التنفيذ في أخطر عملية وهي محاولة تفجير مفاعل ديمونا النووي ولو قدر لهذه العملية النجاح بشكل كامل لتغير معالم القضية الفلسطينية .. ومع ذلك أسفرت عن مقتل عدد من المهندسين المشرفين على تشغيل هذا المفاعل وكانت هذه العملية وخطورتها أهم الأسباب في التخطيط لإغتيال أبوجهاد وكما وصفه رئيس الموساد بأنه الشخصية الأخطر على دولة الكيان الصهيوني ..
كما سمي أبوجهاد بمهندس الإنتفاضة الأولى بما قدمه من دعم وإسناد للشعب الفلسطيني للإستمرار في هذه الإنتفاضة وقد تعرض أبوجهاد للإغتيال عدة مرات على يد الموساد ولم ينجح في ذلك إلا عبر عميل تونسي كشف عنه بعد الإنقلاب على رئيس تونس زين العابدين بن على وللأسف كانت عملية اغتيال بشعة وغير إنسانية أمام زوجته وأطفاله ومع ذلك يشهد التاريخ أن أبوجهاد دافع عن نفسه ومسدسه الشخصي يثبت أنه أطلق كل الرصاصات على من حاول إغتياله من الموساد وما يثبت أن الأيدي العميلة في تونس هي التي سهلت للموساد الدخول والخروج من البحر بشكل آمن ليس هذا فقط بل قطعوا خطوط الهاتف في الحي الذي يسكنه أبوجهاد ..
وقد حاولت زوجته الإتصال في الأمن التونسي لتفاجأ في الصباح أن شبكة الإتصالات كلها تم تعطيلها ولم يقف عند هذا الحد بل قطعت الكهرباء عن نفس الحي فعلاً أنها عملية محكمة رتبها العميل التونسي ونفذها الموساد الصهيوني رحمك الله يا أمير الشهداء كم كنا بحاجة لك الآن ومسقط رأسك غزة مثقلة تئن بالجراح ولا تجد من يداوي جراحاتها .