نشر بتاريخ: 2019/10/28 ( آخر تحديث: 2019/10/28 الساعة: 08:21 )
رجا طلب

الدم عراقي والسيف إيراني!!

نشر بتاريخ: 2019/10/28 (آخر تحديث: 2019/10/28 الساعة: 08:21)

ربما يكون اخر ما كان يتوقعه الملالي في إيران هي ثورة الشيعة العرب في جنوبي العراق ضدهم، في البصرة والناصرية والعمارة والديوانية والحلة والكوت والنجف وكربلاء، بعد أن استباحوا ابناء هذه المدن منذ عام 2003 واعتقدوا أنهم انجزوا غسل دماغ هؤلاء البسطاء مستغلين فقرهم وعوزهم وجهلهم وتدينهم المُحرف والمُنحرف (التشيع الصفوي الفارسي) والذي أحالهم إلى دمى في أيدي «المعممين» يتبعونهم في كل فكرة أو ممارسة مهما كانت شاذة وغريبة، وباسم التدين وغطاء التقرب من الله وآل البيت الأطهار نجح هؤلاء في سرقة حاضر ومستقبل ملايين الشيعة العرب في العراق، وكونوا ثروات طائلة لا بل خرافية على حساب فقر هؤلاء البسطاء الذين عاشوا ويعيشون في ظروف مزرية لم يعشها العراق ولا حتى في ظل الدولة العثمانية وزمن «سفر بلك»، يعيشون بلا ماء نظيف وهم يملكون ثروة مائية هائلة، ويعيشون بلا كهرباء والعراق من أكثر دول العالم ثراء بالنفط والغاز، ويعيشون فقرا مدقعا وهم في بلد كل شبر فيه هو ثروة حقيقية.

منذ بداية هذا الشهر والدماء لم تتوقف في شوارع بغداد ومدن الجنوب الابية وحناجر المنتفضين تهتف ضد ولاية الفقيه والحوزة الدينية وتردد (إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة)، إلا أن هذه الثورة ونتيجة القمع غير المسبوق فلا صوت ولا صورة لها في وسائل الإعلام العربية والعالمية على عكس شقيقتها الثورة اللبنانية التى خطفت كل الاضواء والاهتمام السياسي والاعلامي.

على مدى شهر كامل ويوميا كانت تصلني فيديوهات تظهر فظاعة الإجرام بحق الثوار من قبل الحرس الثوري الإيراني الذي كُلف بإنهاء هذه الثورة بأي ثمن كان، لقد استخدم الإيرانيون الرصاص الحي ضد الثوار كما استخدموا القذائف الصاروخية ضدهم، أما أعداد الضحايا فهي بالمئات ولكن «التعتيم الإعلامي الفولاذي» الذي يمارس ضد وسائل الإعلام العاملة في العراق منع العالم من رؤية المجازر التي ترتكب، كما عُتم على أعداد الشهداء والجرحى من الثوار.

كشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى عن اسماء الأشخاص الذين ارتكبوا تلك المجازر، وهم: قاسم سليماني قائد العملية، أبو مهدي المهندس مساعده المباشر، فالح الفياض مستشار الأمن القومي العراقي ومنسق العمل الميداني، قيس الخزعلي الأمين العام لميليشا «عصائب أهل الحق» وغيرهم من المجرمين.

هذه قائمة أولية باسماء من ارتكبوا المجازر بحق العراقيين وهي برسم منظمات حقوق الإنسان والجهات الحقوقية الدولية للتحقيق فيها ومحاكمتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية لمرتكبي جرائم حرب والتي يمكن وصفها بكربلاء جديدة وبسيوف إيرانية.