غزة - عمرو طبش: يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، تتغير خريطة وسائل الإعلام ومدى تأثيرها وانتشارها بين الناس، بينما لا تزال الوسائل التقليدية تحظى بتقدير من الأجيال الأكبر سناً في المجتمع، حيث تتزايد المساحة التي تقتنصها وسائل التواصل الاجتماعي في أوساط الشباب بحيث أصبحت تهدد مكانة الإعلام المسموع.
قال عبد الناصر أبوعون، المذيع في إذاعة القدس، إن انتشار الإذاعات أحدث نقلة نوعية في نشر وتوصيل الإعلان المسموع على الإذاعات المحلية، وكان يستهدف شريحة أكبر من الجمهور.
وأشار، في تصريحات لـ"الكوفية"، إلى أن ظهور الإعلام الجديد في عمل أدى إلى تراجع الإعلان والإقبال على الإذاعات المحلية.

وأضاف، أنه رغم تراجع الإقبال على الإذاعات في الإعلانات، إلا أنها في الفترات الأخيرة بدأت تواكب الحداثة والتطور في التكنولوجيا من خلال البث المباشر للإذاعة ونقل الإعلانات عبر صفحات خاصة بالإذاعات على جميع مواقع التواصل الإجتماعي، نظرا للاهتمام الكبير من الجمهور، خاصة أن الجميع يمتلك هواتف ذكية.

وأوضح أبوعون، مع انتشار الهواتف الذكية يجب أن تميل الإذاعات إلى موائمة وتطلعات الجمهور حتى تستطيع إشباع رغباته.
وأكد المذيع في إذاعة الشعب محمد طافش، أن الإذاعات والمؤسسات الإعلامية تأثرت بانتشار مواقع التواصل الاجتماعي والإقبال عليها، في ظل سهولة الوصول إليها وقلة تكلفتها.

وأضاف، في تصريحات لـ"الكوفية"، أن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت على المواطن الوصول للمعلومة واستخدامها مما ساهم في سد حاجات المواطن.
وأشار إلى أن سبب تراجع الإعلانات في الإذاعات، هو تكلفتها العالية والمحدودة للجمهور المستهدف، خلافا عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تستطيع الوصول لأكبر عدد من الجمهور بأقل تكلفة، وتحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وأوضح طافش، أن المواطنين يتجهون للإذاعات ويزيد إقبالهم عليها عندما يحدث تصعيد مع الاحتلال، نظرا لدقة المعلومة التي يبحث عنها المواطنون بعيدًا عن المواقع المشبوهة أو مواقع الأخبار التي تتناول الأخبار "المفبركة" في ذلك الوقت.

وقال رئيس نادي الإعلام الاجتماعي علي بخيت، إن العلاقة بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد هي علاقة تكاملية، لموكبتهما التطور والحداثة في التكنولوجيا.
وبيّن، في تصريحات لـ"الكوفية"، أن معظم الإذاعات مجددا بدأت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك، تويتر، واتساب، إنستغرام"، والبث المباشر على صفحاتها.

وفى ظل مناخ المنافسة بين الإعلام التقليدى والإعلام الجديد، وسعيا منها لإشباع المزيد من الرغبات وتلبية احتياجات مستخدميها تحتل وسائل التواصل الاجتماعي صدارة الساحة الإعلامية لسهولة الوصول إليها.