نشر بتاريخ: 2019/10/20 ( آخر تحديث: 2019/10/20 الساعة: 10:53 )

خاص بالفيديو والصور|| الاستزراع السمكي.. محاولات غزية لمواجهة "حصار البحر" ونقص الإنتاج

نشر بتاريخ: 2019/10/20 (آخر تحديث: 2019/10/20 الساعة: 10:53)

غزة- عمرو طبش: في محاولة للتصدي للحصار الإسرائيلي بهدف سد العجز في إنتاج الثروة السمكية، لجأ عدد من التجار الفلسطينيين في قطاع غزة إلى الاستزراع السمكي، مؤكدين أن الحصار أبدًا لن يهزمهم، بعدما فرض الاحتلال حصارًا ورقابة على البحر، وحرمهم من الصيد.

"الكوفية" ترصد في هذا التقرير حكايات الفلسطينيين وكيف تغلبوا على النقص الحاد في كميات الأسماك بسبب التعنت الإسرائيلي.

مراحل الاستزراع السمكي

المهندسة سهى برهوم، أكدت في تصريحات لـ"الكوفية" أنها تعمل في مزرعة "فش فرش" قرب شاطئ بحر خانيونس، والتي تقوم على تفريخ بيوض سمك الدينيس لتعويض كمياته الشحيحة في الأسواق المحلية.

وتقول برهوم، إن "أول مراحل الاستزراعي السمكي تبدأ بتنمية الأمهات من السمك بوزن يتراوح بين 1 الى 2 كجم، ووضعها في أحواض خاصة، يتم تغذيتها بشكل معين، وفي بيئة خاصة تتناسب مع الحرارة والإضاءة".

وتوضح أن السمكة الأم بعد فترة من الوقت تنمو حتى تكون قادرة على تكوين البيض داخلها وإنتاجه بكميات كبيرة بوزن يترواح من 500 جرام إلى كيلوجرام، مشيرة إلى أنه بعد إنتاج البيض يتم تعقيمه وغسله باستخدام اليود للتخلص من أي مادة طفيلية.

وتضيف برهوم، أنه بعد المراحل السابقة يتم وضع بيض السمك في وعاء خاص خلال 53 ساعة ليقوم بعملية الفقس، وكل كيلوجرام من البيض ينتج مابين مليون إلى مليوني يرقة.

وتشير المهندسة برهوم، إلى أن نسبة نجاح الاستزراع السمكي في المزرعة تترواح من 15% إلى 20% على مستوى قطاع غزة، وتعتبر نسبة الـ15% إنجازا كبيرا خصوصا أننا لم نعمل  في الإنتاج إلا لعام واحد فقط.

مجهود كبير

وليد العطار، أحد العاملين في مزرعة للاستزراع السمكي، قال لـ"الكوفية"، إن المزرعة تحتاج لجهد كبير في مراقبة المياه وحركة السمك، وأسطوانات الأكسجين، على مدار الساعة، مشيراً إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يسبب أضرارا وخسائر كبيرة للتجار.

على مدار 24 ساعة

ويوضح العطار، أن العمل في المزرعة يحتاج إلى وجود نوبتين "شيفتين" من العمال على مدار الـ24 ساعة يقومون يوميا بتنظيف وغسل البرك لتجنب إصابة الأسماك، وحتى يتم بيع الإنتاج للمستهلك بجودة عالية.

ويضيف العطار، "كنا نجلب البيض من إسرائيل يصلنا من 20% إلى 30% سمك مشوه، ولكن بعد إنشاء المزرعة لدينا قلت نسبة التشوه إلى 1%".

تحدي الحصار

أبو محمود الشاعر، أحد أصحاب المزارع السمكية، أكد لـ"الكوفية" أنه أنشأ مزرعته منذ عام  2008 تحت حصار قاتل، حيث بدأ مشروعه بـ4 أحواض بعد ذلك تطورت حتى وصلت الآن إلى 18 حوضًا تحتوي على مليوني سمكة.

ويوضح، أن القطاع بحاجة لبعض أنواع الأسماك، التي يصعب صيدها من البحر، وهو أحد الأسباب التي دفعته لإنشاء المشروع الأول من نوعه في القطاع، لتربية أسماك "الدنيس"، وذلك لرغبة الناس بهذا النوع من السمك، رغم أن ثمن الكيلو الواحد منه 40 شيقلًا (10 دولار) للمستهلك.

عقبات تواجه المشروع

رغم التكلفة العالية للمشروع إلا أن ثمة مشاكل وعقبات تواجه المشروع هكذا تحدث أبومحمود، موضحاً أن من بينها كثرة انقطاع التيار الكهربائي، والتي تحتاج إليه المزرعة بشكل دائم، حتى يستمر ضخ المياه على مدار الساعة لكيلا يهلك السمك بداخلها.

ويطالب أبو محمود بتوفير ودعمه بالتيار الكهرباء حتى لا يتسبب بخسائر فادحة وكبيرة في ظل استمرار انقطاع التيار، مشيراً إلى أنه رغم كل ذلك فإنه يدفع 200 ألف شيقل شهريا للكهرباء.

ويؤكد أن إقبال المواطنين على شراء هذه الأنواع من الأسماك كبير جدًا، نتيجة عدم وجود أي بديل أمامهم، وذلك لاختفاء كثير من أنواع السمك وعدم القدرة على صيدها.

رغم الحصار والانتهاكات الإسرائيلية، إلا أن الفلسطينيين أثبتوا للجمع أنهم قادرون على تحدي الصعاب، وأنه رغم محاصرة الاحتلال للبحر استطاعوا إنتاج أفضل أنواع الأسماك وأجودها.