نشر بتاريخ: 2019/10/13 ( آخر تحديث: 2019/10/13 الساعة: 05:00 )

"الخارجية": الاحتلال يسعى لتحويل الصراع السياسي إلى "ديني"

نشر بتاريخ: 2019/10/13 (آخر تحديث: 2019/10/13 الساعة: 05:00)

رام الله: عبرت وزارة الخارجية والمغتربين عن قلقها من استمرار دعوات استهداف المسجد الأقصى المبارك من قبل المنظمات اليهودية المتطرفة، بهدف تحويل وحرف طابع الصراع من صراع سياسي إلى ديني، والتي كان أبرزها دعوة المتطرف أردان لإقامة شعائر تلمودية في المسجد الشريف.

وقالت الوزارة، في بيان صادر عنها اليوم الأحد، إنها ترى أن "مواقف وإعلانات وقرارات ترامب وفريقه المنحازة بشكل كامل لليمين الحاكم في إسرائيل، تشكل مظلة لتلك الدعوات الاستعمارية، وتشجع أردان وأمثاله على التمادي في تنفيذ مخططاتهم الهادفة إلى تهويد الأقصى وباحاته، بما يؤدي ليس فقط الى تحويل طابع الصراع من سياسي إلى ديني، وإنما إلى فرض مرجعيات ومقولات وأسس الحل الديني للصراع الذي يعترف بسيطرة ديانة واحدة على المقدسات بديلا لمرجعيات السلام الدولية، بما يعنيه ذلك من محاولة أمريكية إسرائيلية مكشوفة لإخفاء الاحتلال والاستعمار والهروب من استحقاقات إنهائه وفقا للشرعية الدولية وقراراتها والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وأضاف البيان، أن الوزارة "تنظر بخطورة بالغة لحملات التحريض المتواصلة وواسعة النطاق التي يطلقها اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل وأركانه وجمعياته ومنظماته الاستيطانية، وفي مقدمتها ما تسمى منظمات (جبل الهيكل) والحاخامات المتطرفون والمدارس الدينية الاستيطانية، التي تدعو بشكل علني وتطالب بتصعيد العدوان على المسجد الأقصى المبارك واستباحته بالكامل، سواء عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو من خلال عديد اللافتات التي تنتشر في شوارع وأحياء المتدينين المتطرفين وفي المستوطنات، أو عبر تصريحات ومواقف معادية واستفزازية يطلقها أكثر من مسؤول في دولة الاحتلال، كان آخرهم مَن يسمى بوزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، الذي بات يمثل اليمين في إسرائيل في تكرار مواقفه ودعواته لتصعيد الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك وباحاته، والذي شكل مظلة رسمية لعديد التدابير والإجراءات الاحتلالية الهادفة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس والمسجد الأقصى المبارك منذ ما قبل احتلال المدينة عام 1967، بما في ذلك الزيادة الملحوظة في أعداد ونوعية المقتحمين، بحيث تجاوزت في العام الماضي 35 ألف مستوطن، ومواصلة تكريس التقسيم الزماني للمسجد ريثما يتم تقسيمه مكانيا، وممارسة اقسى التضييقات والعقوبات والملاحقات، ليس فقط على المصلين وإنما على الأوقاف الإسلامية ورجالاتها وحراس المسجد الأقصى، من تنكيل وحجز الهويات والإبعاد والاعتقالات، والهادفة إلى سحب ومصادرة صلاحيات الأوقاف الإسلامية، وبما في ذلك أيضا السماح بالاقتحامات وبشكل غير مسبوق في المناسبات الدينية الإسلامية، كما حصل في أول أيام عيد الأضحى، ومحاولة السيطرة الكاملة على عديد الأبواب المؤدية إلى الأقصى وإفراغها من المسلمين كما يحدث بشكل متواصل في باب الرحمة ومصلاه".

واعتبرت وزارة الخارجية، أن مواقف أركان الصهيونية الدينية، ووعود أردان المشؤومة بالسماح للمستوطنين بحرية أداء شعائرهم التلمودية في الأقصى، هي اعترافات إسرائيلية رسمية بحقيقة المخططات التي تنفذها سلطات الاحتلال بشكل يومي للحرم القدسي الشريف، وتفسيرا لا لبس فيه، وشرحا لمعاني توسيع دائرة الجمهور المستهدف في إسرائيل للمشاركة في تلك الاقتحامات.
 وقالت، "لم يقف أردان عند هذا الحد بل حاول إعطاء الشرعية لتغيير معاهدة السلام مع الأردن الشقيق، معتبرا أنه بصدد عدم التصالح مع "خطأ تاريخي تم ارتكابه" على قاعدة أن "المبادئ تتغير مع الوقت"، معترفا من جديد بأن الهدف هو فتح أبواب المسجد الأقصى للمستوطنين لممارسة شعائرهم الدينية".

وأكدت الوزارة، في هذا السياق، على أن شعبنا وقيادتنا والمقدسيين المرابطين الصامدين قادرين على إسقاط الحلول الدينية للصراع، كما سيسقطون الحلول المجتزئة والصفقات والمشاريع التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا العادلة والمشروعة.