نحن في حماس خارج معادلة الانقسام..
د. أبو مرزوق لـ"الكوفية": جاهزون لتطبيق اتفاق 2017.. وحكومة "اشتية" ليست المعنية بالاتفاق
د. أبو مرزوق لـ"الكوفية": جاهزون لتطبيق اتفاق 2017.. وحكومة "اشتية" ليست المعنية بالاتفاق
- جاهزون للحل لكن حكومة "اشتية" ليست المعنية بالاتفاق..
- مسيرات العودة امتداد للانتفاضة الشعبية..
- المصالحة مسألة وطنية ولا تأثيرا خارجيًا علينا في مجرياتها..
- نراقب المشهد الإسرائيلي جيدا.. وأي حكومة إسرائيلية هي "وزارة حرب"..
- أن تبقى غزة تتحمل عبء القضية الفلسطينية فهذا لا يستقيم وليس لنا إلا أن نقول لأهلنا في غزة شكراً لكم على جهودكم وتضحياتكم وصمودكم، وعلى السلطة أن تتوقف عن ملاحقة المقاومين للاحتلال في الضفة..
غزة- محمد جودة: القيادي في حركة حماس، ونائب رئيس مكتبها السياسي الدكتور موسى أبو مرزوق، ترأس وفد حركته للمصالحة في أكثر من جولة، وله باع طويل في السياسة.. "الكوفية" أجرت معه هذا الحوار، حول مستقبل الخلاف بين الفصائل الفلسطينية، وهل هناك بالفعل نية لإنهاء الانقسام أم أن الوضع سيبقى كما هو عليه.
إلى نص الحوار:
* ترأستم وفد حركة حماس لبحث ملف المصالحة في أكثر من جولة ما بين القاهرة وموسكو والدوحة، منذ انقسام 2007 وهذا الملف يراوح مكانه دون أي تقدم أو بصيص أمل، بل تأزم أكثر، في ظل ماسبق، هل هناك جهود تبذل لإعادة بحث هذا الملف في ظل المخاطر التي يتعرض لها المشروع الفلسطيني من حرب بلا هوادة تشنها الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي على حقوق الشعب الفلسطيني؟
جهود إنهاء الانقسام مستمرة، سواء من أطراف إقليمية أو دولية أو حتى من أطراف فلسطينية وآخرها مبادرة الفصائل الثماني وهي مبادرة تضم كبريات فصائل منظمة التحرير بعد فتح، والمبادرة محل تقدير من الحركة ونعبر عن شكرنا وتقديرنا للفصائل على حرصها وجهودها في سبيل إنهاء الانقسام الفلسطيني، وقد أعلنّا موقفنا المؤيد للمبادرة رغبة منا في طي صفحة الانقسام.
وقد تميز موقف حركة حماس، تجاه أي مبادرة تهدف لإنهاء الانقسام الفلسطيني بالإيجابية، حيث قلنا للجميع مرارًا وتكرارًا إننا خارج معادلة الانقسام، وأبدينا إيجابية عالية، دون اشتراطات، وغلّبنا مصلحة الشعب ومصلحة أهلنا في غزة على أي هدف آخر، وكل قضية كان من الممكن أن تكون مثار شك، حاولنا أن نوضحها ونبيّنها بشكل واضح حتى لا يكون هناك لوم على الحركة، لكن لا يمكن أن نقول إن "شعبنا غادر مربع الانقسام طالما بقي طرف داخله مُعرضا أو مستنكفا، وطالما لم تتلمس حركة فتح حاجة الشعب الفلسطيني والسير قدما في المصالحة الفلسطينية، وندعو حركة فتح التعاطي الإيجابي مع المبادرة وتغليب الشراكة الوطنية بدلاً من الإقصاء".
إن الدعم الدولي والإقليمي للسلطة في رام الله واتفاقها مع الإسرائيليين أعطاهم انطباعًا بأنهم الدولة والنظام وأن غزة يجب أن تلحق بهم وهذا وهمٌ يجب إنهاءَه حتى تكون المرجعية هي الشعب الفلسطيني، ومن هنا نرى أن كل شيء يتآكل، ليس فقط المشروع الوطني، بل مؤسسات الشعب الفلسطيني ككل، انظر كيف حالها، وسواء اللجنة التنفيذية للمنظمة أو الهيئات والمؤسسات التابعة حتى الفصائل انظر كيف أصبحت أوضاعها، والشراكة والوحدة بداية الطريق.
* رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، أعلن أنه وحكومته سيتوجهون لقطاع غزة فور اتخاذ حركة حماس قرارا بالموافقة على ورقة 2017، الموقعة في القاهرة، كيف قرأتم تصريحات اشتية، ولماذا لا تعمل حماس على سحب الذرائع لدى الطرف الآخر وتوافق على تفاهمات 2017، مع تطويرها دون جعل اتفاق 2011 عثرة في طريق إتمام المصالحة ؟
بالعودة إلى الاتفاقيات الموقعّة، فإن اتفاق القاهرة عام 2011 يعد "أُم الاتفاقيات" والمرجعية الأساسية لها كونه اتفاقًا تفصيليًا جاء بعد فيض من النقاشات والمداولات، في حين أن تفاهم 2017 هو حول آليات تأتي مكملة لاتفاق 2011، وبكل الأحوال فإن حركة حماس سحبت الذرائع مرارًا ومن ذلك حلّ اللجنة الإدارية تلبية للدعوة المصرية في مقابل رفع عقوبات الرئيس عباس اللاإنسانية عن قطاع غزة، والتي لم يرفعها بدوره، واستقبلنا حكومة التوافق في غزّة وسهّلنا إجراءات استلام الوزارات، ووافقنا على إعادة عدد من الموظفين المستنكفين لكن عدد العائدين تجاوز 2600 موظف وهو مخالفة صريحة لما جرى الاتفاق عليه، إضافة إلى تسليم معابر قطاع غزة بالكامل والجباية عليها، وفي ذلك مخالفة أخرى لما تمّ التفاهم عليه، لكننا آثرنا تجاوز الخلافات لإتمام المصالحة الفلسطينية، وفي السابق أيضًا تخلت الحركة عن أغلبيتها في المجلس التشريعي عام 2011، وقدمت حكومة الأخ إسماعيل هنية استقالتها عام 2014 على الرغم من أنها الحكومة التي نالت ثقة المجلس التشريعي، ووقعنا اتفاقية المصالحة والتي تعتبر أساس عملنا السياسي ومنطلق الشراكة الوطنية مع كل مكونات شعبنا الفلسطيني، ولكننا نقر بأننا وحركة فتح نختلف في كثير من المسائل، أولها تعريف فلسطين، ومرجعيات العمل الوطني وثوابته، والأولويات في إدارة الأطر الوطنية، ومع ذلك كله لا خيار لنا إلا الوحدة والتكامل والشراكة وتنظيم الخلاف وتكامل الجهود وليس المزايدات لإرضاء أطراف إقليمية ودولية.
اما تطبيق اتفاق 2017 فنحن مستعدون لذلك، ولكن حكومة التوافق الوطني هي المعنية باستلام الأوضاع وليست حكومة فتح "اشتية" المقصودة في هذا الاتفاق.
الأمر الآخر، لا بد من تطبيق كامل الاتفاق وليس انتقاء بعضه ونسيان البعض الآخر، فكل الاتفاقيات على الإطلاق كانت تنص على المجلس التشريعي.. ولكن أين هو المجلس التشريعي؟ إذن الحديث عن اتفاقيات 2017 له استحقاق قد تناسوه.
* ما يقارب العام ونصف العام على انطلاق مسيرات العودة في قطاع غزة، وحماس جزء من الهيئة القيادية العليا المكونة من الفصائل لإدارة تلك المسيرات، هل لكم في حركة حماس أن تضعونا أمام ما حققته المسيرات السلمية وفقًا للأهداف التي انطلقت لأجلها المسيرات؟
خرجت مسيرات العودة السلمية في قطاع غزة لتطالب بكسر الحصار وتحسين الظروف المعيشية في القطاع، وهي امتداد للانتفاضات الشعبية التي قام بها الشعب الفلسطيني لمقاومة المحتل الصهيوني، حيث أعادت إحياء السردية الأولى للقضية الفلسطينية بنقائها، وأعادت إبراز حق العودة حقا أصيلا لم يتنازل الأبناء عنه، وأوصلت هذه الرسالة إلى العالم مما ساهم في التأثير الإيجابي على الرأي العام العالمي، وقد وضعت هذه المسيرات جريمة حِصار غزة على أجندة القوى الإقليمية والدولية وأن مليوني فلسطيني يرفضون الخضوع ومستمرون في مساعيهم لفك الحصار اللا إنساني عنهم.
وتُعتبر مسيرات العودة تعبيرا عن روح المقاومة الشعبية التي تتوافق عليها كل مكونات شعبنا الفلسطيني، وهي ترجمة حقيقية وفاعلة للعمل الفلسطيني المشترك، حيث عملت قوى شعبنا بروح وطنية في ظل قيادة مشتركة للهيئة العُليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، وهي قيد المراجعات والتطوير بشكل مستمر من قبل الهيئة العليا وعموم شعبنا ونخبته، ودعمنا للمسيرات ينسجم مع استراتيجية الحركة التحررية والتي تتبنى المقاومة بكافة أشكالها والسعي المستمر لامتلاك مُقدّرات القوة على اختلاف طبيعة الأدوات المتاحة وتوظيفها في معركة التحرر الوطني.
نحن نؤمن بقوة شعبنا ونراهن عليه في صد المؤامرات التي تواجهه، وفي ظل تحقيق المسيرات لنموذج عمل فصائلي مشترك، فإن المسيرات فتحت المجال واسعا أمام الجماهير لتنخرط في عمل مقاوم مباشر ضد المحتل الإسرائيلي ولظهور الإبداعات الفلسطينية، وساهمت في التأثير الإيجابي على الوعي الفلسطيني بحقوقها وبخلق قيادات ميدانية شابة في صُعد مختلفة، كما أن للمسيرات إسهاما مباشرا في رفض صفقة القرن ورفضها بصوت شعبي هادر في ظل صمت عربي ودولي مُحزن، وخلقت أجواء ساهمت في كبح الأنظمة المتساوقة معها، ومعلوماتنا تُشير إلى أنها أربكت حِسابات مهندسي صفقة القرن، ومراجعة مسيرات العودة برسم فصائل العمل الوطني وبشكل جمعي، ويجب ألّا يذهب أي مكون وطني بسياسة منفردة وعلينا أن نوسع من أعمالنا الجمعية على مساحة الوطن وبكافة أشكال المقاومة
ولعل من أبرز ما أحدثته هذه المسيرات ما نشاهده اليوم من تخفيف لأثار الحصار وصحيح أنها لم ترفع الحصار بشكل كامل بعد، وللحقيقة أقول إن غزة بمقاومتها منفردة لا تستطيع أن تحقق الكثير لانفرادها دون غيرها ويجب أن تتحرك الضفة والقدس والخارج وتكامل الجهود وتحقيق أهدافنا الوطنية في وطننا ولصالح شعبنا، أما أن تبقى غزة تتحمل عبء القضية الفلسطينية فهذا لا يستقيم وليس لنا إلا أن نقول لأهلنا في غزة شكراً لكم على جهودكم وتضحياتكم وصمودكم، وعلى السلطة أن تتوقف عن ملاحقة المقاومين للاحتلال في الضفة خاصة والخارج بالعموم، وخاصة أن مشروع التسوية السياسية والشراكة مع الاحتلال في هذا البرنامج كتب له الفشل خصوصًا بعد هيمنة اليمين الإسرائيلي على المؤسسات الصهيونية كلها وعلى ابتلاع الضفة ورفض حل الدولتين وضم القدس والجولان.
* خلال العامين الماضيين، شهدت غزة اشتباكات محدودة ومتقطعة بين فصائل المقاومة "الغرفة المشتركة" وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وثمة جهود مصرية في كل جولة تصعيد أو توتر، كانت تثمر عن وقفٍ لإطلاق النار، وصولاً لإبرام تهدئة مع الاحتلال، تخضع تلك التهدئة لشروط فلسطينية يلتزم من خلالها الاحتلال بفتح المعابر وزيادة مساحة الصيد وعودة خطوط الكهرباء المتوقفة بقرار من السلطة وجملة من المطالب، وفي هذا السياق يرى البعض أن التهدئة المبرمة لا تختلف عن مسار المفاوضات الذي تنتهجه السلطة الفلسطينية في الضفة باستثناء قضية التنسيق الأمني، ومع ذلك يبقى الواقع الحياتي والمعيشي في غزة دون أي تحسن.. التهدئة إلى أين.. وهل وقف مسيرات العودة مرتبط بالتهدئة.. وما الذي يميز التهدئة في غزة باتفاقات غير مباشرة مع إسرائيل،عن اتفاقات مباشرة أبرمتها السلطة وما زالت مع الاحتلال؟
نحن مع استرداد حقوق شعبنا ورفع الظلم عنه بأي شكل، ومن ذلك كسر الحصار المفروض على قطاع غزة أو تخفيف حدّته، ليعيش شعبنا بكرامة وعزة، دون وجود أي التزامات سياسية، والاحتلال الإسرائيلي يتراجع دائمًا عن التزاماته إلا في حال وجود قوة تفرض عليه ذلك وهذا هو سلوك بني إسرائيل بأنهم لا يستجيبوا لأي شيء إلا بالقوة وتحت التهديد، كما ورد في كتاب الله تعالى، "وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
وهناك فرق كبير بين الاتفاقيات التي أبرمتها السلطة وبين التفاهمات بين قوى المقاومة والاحتلال الصهيوني، فاتفاقيات السلطة هي اتفاقيات سياسية ينتج عنها موقف سياسي كالاعتراف بالاحتلال أو التنازل عن أراضٍ فلسطينية أو التنازل عن حقوق سيادية أمنية أو اقتصادية إلخ، وفي المقابل فإن التفاهمات لا يأخذ الاحتلال منها أي موقف سياسي، إذن هناك فرق واضح بين الأمرين فالسلطة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي وقعا على مشروع كامل يهدف إلى حل الدولتين بالطرق السلمية والحوار، والحقيقة أننا دمرنا مشروعنا الوطني وألحقنا ثورتنا واقتصادنا ومستقبلنا بالعدو الصهيوني، أما الهدنة فهي فترة خالية من العنف في معركة بين طرفين أهدافها مختلفة ومشاريعها مختلفة، فمشروعهم إبقاء الانقسام لابتلاع الضفة، ومشروعنا تحرير فلسطين كل فلسطين بإذن الله.
* البعض يتهم حركتي "فتح" و"حماس" بالانصياع لتدخلات خارجية كانت سببًا في عدم اتمام المصالحة منذ الانقسام، الرئيس عباس قال مؤخرا وتحديدًا بعد إعلان ترامب عن صفقة القرن إن الولايات المتحدة ونتنياهو يحرضان السلطة الفلسطينية ويهددانها في حال إبرام اتفاق مصالحة مع حركة حماس، ليصبح اعترافًا منه بتعرضه لتأثيرات خارجية.. أنتم في حركة حماس ماذا عن الاتهامات التي توجه لكم بالسماح لبعض القوى الإقليمية بالتدخل والتأثير على قراركم في ملف المصالحة، وماذا عن عودة العلاقة بين حماس وإيران؟
نحن لدينا علاقات إقليمية ودولية واسعة، ومع بعض الدول علاقات متطورة، لكن المصالحة مسألة وطنية بحتة، ولا يوجد أي تأثير لأي طرف خارجي في مجرياتها بالنسبة لنا، وبكل الأحوال نحن أبدينا ليونة عالية لإتمام اتفاقيات المصالحة ولم نكن حجر العثرة أمام تطبيقها وعليه نحن لسنا المعطلين لكي تبحث عن تأثير العامل الخارجي عن هذا التعطيل، ولدينا علاقاتنا الثنائية مع جمهورية إيران وعلى مستويات متعددة ومتقدمة، ونحن على تواصل مستمر مع أصدقائنا وحلفائنا في مختلف القضايا لكن يبقى قرارنا مستقل ونقدّم فيه مصلحة القضية الفلسطينية وعمق علاقاتنا مع أي طرف بالمدى الذي يذهب إليه في تأييد قضيتنا الوطنية ومقاومتنا للاحتلال.
وها أنت قد أجبت على السؤال باعتراف الرئيس عباس بأن إسرائيل والولايات المتحدة كانا يحرضان السلطة الفلسطينية ويهددانها في حال إبرام اتفاق مصالحة مع حماس وهذا ما حدث بعد اتفاقيات مكة ورفض الولايات المتحدة وإسرائيل لها ثم انهيارها بعد إجراءات واضحة للعيان من قبل السلطة كفصل ميزانية السلطة عن ميزانية الصندوق القومي وتحويل الجباية والمعونات لصندوق المنظمة ورفض إعطاء أموال المقاصة لمالية الحكومة آنذاك ثم التآمر لفصل القطاع عن الضفة، أما قولك إنهم اعترفوا ولماذا لا نعترف نحن أيضاً، وهذا عين الخطأ لأن إبقاء الانقسام لا يحتاج إلا لطرف واحد لا يريد الوحدة وفتح تكفلت به، حسب قولك، وهذا لا يحتاج للطرفين لكننا نحن الأحوج للوحدة وإنهاء الانقسام وذلك لحاجتنا الحقيقية للغطاء الرسمي المعترف به إقليمياً ودولياً بعد الاعتراف والتفويض الشعبي والأمر الثاني ما هي الأطراف التي تريد إبقاء الانقسام، "مصر، الأردن، السعودية، سوريا" لا حد يريد إبقاء الانقسام الفلسطيني وقد يسأل آخر هل إيران مثلاً؟ وانا أقول إن إيران أحوج الأطراف لرؤية وحدة فلسطينية بقيادة حماس، لعلاقتها القوية معها، لدرجة أن تمويل حكومة هنية كان معظمه يأتي من إيران فلو كانت تريد إبقاء الانقسام لأمسكت دون أي اتفاق وأخيرًا بعض التفكير يغنيك عن السؤال كيف لي أن أتآمر على نفسي وأدير قطاع غزة وأنا كنت أدير غزة والضفة من قبل، وكيف لي أن أرضى بالحصار دون المساومة على الحقوق الوطنية لكسره، ألم يعرضوا علينا الشروط الثلاثة لفك الحصار والاعتراف بنا في إدارة البلد إذا قبلنا بالشروط الثلاثة، وأذكّرك بها وهي الاعتراف بالاتفاقيات الموقعة وترك المقاومة والاعتراف بإسرائيل، ورفضنا، ولازلنا نرفض المساومة على حقنا ووطننا ولذلك بقي الحصار وبقي الانقسام.
* تداعيات الانتخابات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.. ما المتوقع في حال اتفق حزبي "الليكود" بزعامة نتنياهو و"أزرق أبيض" بزعامة غانتس وحزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان، على تشكيل حكومة موحدة، وانعكاسات ذلك كونها يمينية تضم جنرالات حرب؟
نحن نراقب المشهد الداخلي الإسرائيلي عن كثب، ولا نرى أن هناك معسكر سلام ومعسكر حرب، وإنما جميعهم معسكر الحرب، وعليه نحن لدينا تقديراتنا الدقيقة وندرك التباينات في الأحزاب والشخصيات الإسرائيلية لكنها غير جوهرية بالنسبة لنا، وهي ترى أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت أو من هو خارج وطنه، وخلافاتهم ليست حول برامجهم اتجاه مصلحة الفلسطينيين ولذلك موقفنا أننا نرى أن الإسرائيلي الجيد هو الإسرائيلي الذي يهاجر من بلادنا إلى حيث أتى أو إلى أي وجهة أخرى يرغب بها غير فلسطين ولا يستمر في قتل أطفالنا وأبناء شعبنا.
وبلا شك فإن أي حكومة ستأتي، قد يكون مشروع الحرب على أجندتها ونحن نأخذ ذلك بالاعتبار، ونستعد ونبذل ما بالوسع ولا يكلف الله أحدًا إلا وسعه، ونحن مطمئنون بمقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا ووطننا وقضيتنا وشعبنا وواثقون بنصر الله وتأييده.
انتهى...
كان هذا هو نص الحوار الذي أجرته "الكوفية" مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق، من منطلق أن "الكوفية"هي للكل الفلسطيني وتعبر عن صوت المجموع طالما كان هذا الصوت موجّهًا ضد العدو الأوحد "الاحتلال الإسرائيلي
وتبقى الحالة الفلسطينية على حالها، رغم المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية نتيجة "الإنقسام"، و(بين سلطتين في شطري الوطن، هناك مواطن مطحون لا حول ولا قوة له، وقدس تهود واستيطان يبتلع الأرض، وحصار قاتل على غزة وأخر مالي على السلطة الفلسطينية، ناهيك عن معاناة مئات ألاف اللاجئين في مخيمات لبنان وسوريا والأردن)، ومؤامرات الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما لانهاء دور "الأونروا"...
ويبقى السؤال مطروحا لدى الشعب الفلسطيني للمنقسمين.. ( إلى متى ؟؟ )