نشر بتاريخ: 2019/09/25 ( آخر تحديث: 2019/09/25 الساعة: 11:27 )

خاص|| بالفيديو والصور: إبراهيم وعصام يتحديان الإعاقة ويحترفان مهنة الحفر على الخشب

نشر بتاريخ: 2019/09/25 (آخر تحديث: 2019/09/25 الساعة: 11:27)

غزة- عدلي أبو طه: لم تقف الإعاقة سدًا أمام الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة ولم تمنعهم من النجاح، فسطروا قصصًا من الإبداع والتفوق في ظل واقع صعب يعيشونه، ففي قطاع غزة نجح شابان في احتراف مهنة الحفر على الخشب، وشكلا بذلك نموذجًا لتحدي الواقع ورفض الاستسلام لليأس.

بارادة وعزيمة تحدينا الواقع

ويدير الشابان عصام الشوا والذي يعاني من ضمور في العضلات، وإبراهيم إرحيم الذي يعاني من شلل في قدميه ورشة لصناعة الزينة الخشبية ''CNC''، وذلك بعد أن أخفقا في الحصول على فرصة عمل، في مجال دراستهما الجامعية.

ويقول إبراهيم لــ"الكوفية" وهو متكئًا على عكازه يتابع ويراقب عمل آلة الـ "CNC"، وهي تقص لوحا خشبيا على شكل تصميم هندسي: "لم أستطع الحصول على فرصة عمل، وكان احتمال توظيفي ضئيلاً جدًا، بسبب إعاقتي، فقررت أنا وعصام العمل بشكل خاص فسارعنا بالتوجه إلى مركز لدعم المشاريع الصغيرة، والذي منحنا مبلغاً مالياً بقيمة 6 آلاف دولار غير مستردة، وقمنا بشراء المعدات اللازمة وافتتحنا ورشتنا".

ويضيف ابراهيم، "كنت أصرّ أنا وصديقي عصام، ألا نستسلم للواقع، وألا نكون عالة على أي فرد، كان هذا حافزًا قويًا لنا، رغم نظرة الاستغراب التي كانت في عيون معظم الناس"، موضحًا أن صعوبات كبيرة واجهتهما، أولاً: لأن هذه المهارة يتقنها أشخاص أصحاء ولهم تاريخ طويل وخبرة في العمل ويمتلكون رأس مال وآلات. وثانياً: فإن الزبائن القادمين للمنجرة ينتابهم التردد بعد معرفتهما بإعاقتهما، بالإضافة إلى أزمة الكهرباء، التي لا تزال مستمرة إلى اليوم وقلة مواد الخام المستوردة بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة".

تساعدنا مواقع التواصل الاجتماعي في تسويق منتجاتنا

ويجلس عصام الشوا أمام جهاز الحاسوب يستقبل الزبائن والتعرف على نوع وحجم الشكل المطلوب ومن ثم يبدأ بمرحلة التصميم باستخدام برنامج التصميم "كورل درو" الذي بدوره يحول الخطوط إلى "شيفرة" تقرأها آلة الحفر.

ووفي حديثه لــ"الكوفية" يشرح عصام مراحل صناعة المنتج بخطوات عدة: أولها تصميم الشكل الزخرفي ومن ثم الحفر والقص على الخشب، وبعدها مباشرة تبدأ عملية تجميع الخشب ومن ثم الدهن والتلوين.

وعن التسويق لأعمالهم ومنتجاتهم، يقول الشوا، نستخدم مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"انستجرام" في الترويج والبيع من خلالها، بالإضافة للمشاركة في معارض فنية تقيمها مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بذوي الإعاقة.

حلم لم ينتهي وطموح مستمر

ويطمح الشابان في ان يتم توسيع مجال عملهم وتطوير الورشة بإدخال آلات أكثر حرفية في العمل تساعدهم في إنتاج أعمال خشبية أكثر جمالًا وإبداعًا حتى يستطيعوا من خلالها المنافسة في الأسواق العربية والعالمية.

وبحسب إحصائية أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حديثاً، فإن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 18عاماً، يصل إلى نحو 27 ألفا، منهم 17 ألفا يعانون من إعاقة حركية.