خاص بالفيديو|| نهلة أبو دقة.. قصة أم تفوقت على ابنتها في الثانوية
خاص بالفيديو|| نهلة أبو دقة.. قصة أم تفوقت على ابنتها في الثانوية
غزة: محمد عابد: حين تمتزج دموع الفرحة مع الدمعة التي تبشرك بمستقبل مشرق جديد، فإنك تكون على موعد مع السعادة الغامرة، التي لا حدود لها، "السعادة التي رُسمت على وجه (نهلة أبو دقة 48 عاماً)، من المستحيل أن يرسمها فنان مهما كان حدود قدرته وموهبته".
اجتمعت فرحة نجاح الأم وابنتها
معادلة هنا فاقت حدود النجاح العادي، هنا "اجتمعت فرحة نجاح الأم وابنتها في ذات اليوم، حين ظهرت نتيجة الثانوية العامة لتجد نهلة أبو دقة، وابنتها زهور أبو دقة، أنهما قد اجتازتا الثانوية العامة بتفوق باهر، وما زاد الفرحة وحولها فرحتين حين (تفوقت الأم علي ابنتها، بعد انقطاع عن الدراسة دام لقرابة الـ 30 عاماً)، الأم أصبحت خلال العام الدراسي الماضي زميلة لأصغر بناتها (زهور) البالغة من العمر 18 عاماً، في نفس المدرسة، علي نفس المقعد الدراسي، لتحصد هي وابنتها نهاية العام نتيجة رائعة جدا، فقد حصلت نهلة أبو دقة 95% في الفرع الشرعي، بينما حصلت زهور أبو سمحان علي 91.7 % في الفرع الأدبي، لتصبح نهلة وزهور كلتاهما شريكة الأخرى في النجاح".
5 تخصصات جامعية مختلفة من أبنائها
نهلة أبو دقة، أم لأسرة مكونة من ثمانية أفراد، "تخرج من بيتها 5 تخصصات جامعية مختلفة، وحين جاء الدور علي أصغرهم، قررت أن تخط أجمل قصص النجاح والإصرار، وقررت الالتحاق بصفوف طلبة الثانوية العامة"، نهلة أبو دقة تتحدث لـ"الكوفية" عن هذه التجربة وتقول: "في كل عام يحصل أحد أبنائي على الثانوية العامة فيراودني التفكير بالالتحاق معه، لكن بعض الظروف تمنعني من ذلك حتى وصلت ابنتي زهور، فقررت أن أكون إلى جانبها على مقاعد الدراسة".
أم وجدة ولدي كثير من المسؤوليات الأسرية
وتابعت أبو دقة، "في بداية الأمر واجهت كثيرًا من الانتقادات من بعض الأهل والجيران، أني لن أستطيع تحقيق هدفي في النجاح، خصوصًا أني أم وجدة ولدي كثير من المسؤوليات الأسرية والضغوط المنزلية، لكن أصوات المشجعين كان وقع صداها أقوى، ما دفعني للمضي دون الاكتراث لما يقال".
كدت أن أنسي أنها ابنتي الصغيرة المدللة، وتضيف أبو دقة، "لقد حرصت علي حضور الدوام في المدرسة بشكل يومي، ولم أتأخر لحظة واحدة عن الدوام، ولم أتأخر يوماً دراسيا بجانب الطالبات علي الرغم من التحاقي بقسم الدراسات المنزلية، لتصبح زهور ابنتي أكثر صديقاتي قرباً لي، لدرجة أني كدت أن أنسي أنها ابنتي الصغيرة المدللة، وحين كنا نعود إلي البيت فإنها تشاركني في أعمال البيت المختلفة، وحين ننتهي من أعمال المنزل كنا نباشر الدراسة سويًا". ً
وتصف أبو دقة الشعور لحظة وصول النتيجة لها، "حين وصلت النتائج غمرتني سعادة لم أشعر بها طيلة حياتي، سعادة لا يمكن وصفها، وما زاد سعادتي حين تفوقت ابنتي وحصلت علي معدل 91.7%".
تنوي دراسة تخصص الفقه
وتؤكد أبو دقةلـ"الكوفية"، "طريقي للنجاح لم يكن طريقا صعبا، فأنا حصلت على الدرجات النهائية في الكثير من المواد الشرعية والتي كنت أبحث فيها لإلقاء الدروس الوعظية على النساء، خاصة وأنني حافظة لأكثر من نصف القرآن الكريم وأقوم بتحفيظ الطالبات في المسجد"
وتنوي أبو دقة أنها تنوي دراسة تخصص الفقه للاستفادة منه في طريق الدعوة إلى الله وتقوية معلوماتها في المجال.
والدتي شكلت فارقًا عجيبًا
من جانبها تبين زهور أبو دقة 18 عامًا، أن "مشاركة والدتها لها في هذا العام بالدراسة، شكلت لديها فارقًا عجيبًا، فكانت تدبُّ فيها روح المنافسة للحصول على أعلى الدرجات، وتدعمها إلى جانب الدراسة في تنمية موهبتها في الرسم، وتعطيها رأيها في لوحاتها".
فخورة جدًّا بوالدتي وسعيدة بهذه التجربة معها
وتضيف، "فخورة جدًّا بوالدتي وسعيدة بهذه التجربة معها، لقد قدمت لي الكثير، ليس علمًا فقط، بل أشياء في مختلف مناحي الحياة، وكانت خير منافسة لي، وتفوقت علي في بعض المواد وتفوقت عليها في أخرى، علي الرغم مما كان بعض الحاسدين علي حد وصفها الذين كانوا يتحدثون بكلمات سلبية تجاه التحاق والدتي في الثانوية العامة معي بنفس العام".
وصلتني نتيجة والدتي فظننتها نتيجتي فسعدت جدًّا
وعن يوم النتيجة تروي زهور، "في أولى اللحظات وصلتني نتيجة والدتي، فظننتها نتيجتي فسعدت جدًّا، وعندما علمت أن معدل أمي أعلى زادت سعادتي، ولم أحزن ولو لحظة أنها حصلت على معدل أعلى، مع حديث بعض عن ذلك".
ووجهت زهور أبو دقة نصيحة للطلبة المقبلين علي الثانوية العامة بضرورة الدراسة بشكل مستمر، ويتابعوا دروسهم أول بأول حتى لا تتراكم الدروس عليهم، وعليهم أن يتكلوا علي الله أولا، ويجتهدوا ولا يتركوا أذنهم للمحبطين، ليحصلوا علي الدرجات العليا ويحققوا أحلامهم وطموحهم".
الفن الرسم مشوارها القادم
زهور تطمح إلى مواكبة شغفها بالرسم والفن التشكيلي، وأنها تنور الالتحاق بتخصص يتعلق بالرسم والفن كهندسة الديكور.