نشر بتاريخ: 2019/07/11 ( آخر تحديث: 2019/07/11 الساعة: 06:00 )

خاص|| هويدي لـ"الكوفية" الأونروا الشريان الذي يتغذى منه اللاجئ الفلسطيني

نشر بتاريخ: 2019/07/11 (آخر تحديث: 2019/07/11 الساعة: 06:00)

الكوفية_ مرفت عبد القادر

غزة: منذ نكبة التهجير الفلسطينية عام 1948، وويلاتها القاسية والحسرة الملاصقة لملايين اللاجئين الفلسطينيين، في أماكن وجودهم حول العالم، تواصل سلطات الاحتلال دون كلل أو ملل التضييق عليهم والتحق بهم الإدارة الأمريكية ضمن خطة ترامب المعروفة بـ"صفقة القرن"، وتحاول بكل الطرق إضاعة حقهم في العودة للوطن الذي بات حلمًا مزعجًا لدولة الاحتلال ويُشكل عبئًا ثقيلاً عليها.

إسرائيل وإدارة ترامب، ورغم فشلهما في شطب وتغييب "حق عودة اللاجئين الفلسطينيين"، في المحافل الدولية والإنسانية، اليوم بدأت تلعب بأوراق أخرى لقتل الشاهد الوحيد المتبقي على نكبة التهجير وهو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من خلال تجفيف منابع تمويل الوكالة.

وفي وقت سابق، ذكرت تقارير دولية بأن الخطة الإسرائيلية الجديدة التي يتم العمل بها في الخفاء وبالتعاون مع دول أوروبية أخرى، تهدف إلى تغيير واقع عمل "الأونروا"، من خلال نزع الصفة عنها كجهة دولية مختصة بمعالجة "قضايا اللاجئين فقط"، في محاولة لوقف عملية توريث صفة لاجئ.

"الأونروا" الشريان الوحيد الذي يتغذى منه اللاجئ الفلسطيني

أكد علي هويدي مدير عام الهيئة (302)،  للدفاع عن اللاجئين في لبنان، في حوار مع "الكوفية"، أن "وكالة الأونروا هي الشريان الوحيد الذي يتغذى منه اللاجئ الفلسطيني في مخيمات اللجوء في الأراضي الفلسطينية ولبنان والأردن وسوريا وكافة مخيمات اللجوء".

وعرض هويدي، في حديث مفصل لـ"الكوفية"، تفاصيل استهداف الأونروا بشكل ممنهج، بدأ مع وصول دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة.

"صفقة القرن" وقضية اللاجئين

وأضاف هويدي، لو أردنا أن نتحدث عن استهداف الأونروا سنبدؤها بـ"الحديث عن صفقة القرن"، فـ"القضاء على الأونروا واحدة من القضايا الاستراتيجية، ضمن خطة إدارة ترامب للتخلص من قضية اللاجئين وحقهم في العودة وتمرير الصفقة، على اعتبار أن المدخل المدخل الوحيد لتمرير الصفقة هو استهداف قضية اللاجئين واستهداف الأونروا".

مساعٍ أمريكية وإسرائيلية لتذويب قضية اللاجئين

وأكمل هويدي، أن ضغوطًا كبيرة تمارسها الإدارة الامريكية، والاحتلال الإسرائيلي على الدول المانحة، لحثها على وقف دعم الأونروا، مضيفا: أن نائب وزير الخارجية الإسرائيلية "ستيفي حوتوخيلي" كانت قد أطلقت شعارًا بداية 2013 من خلال سفراء إسرائيل في دول العالم للتواصل مع الجهات الدولية لحثهم على عدم دعم الوكالة.

وأكد هويدي، أن "دبلوماسية الاحتلال، ترتكز على مسألتين، الأولى: نقل السفارة الأمريكية للقدس، والثانية: أن عهد الأونروا انتهى للأبد ولكن هذا لم يحدث في 2018"، على حد تعبيره.

وأشار، في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، بادرت "حوتوخيلي" بدعوة 50 ما بين دبلوماسيًا، وسفراء دول في داخل إسرائيل، وسلمتهم رسالة لتوصليها إلى دولهم مفادها أن أمريكا وإسرائيل تريدان التخلص من الوكالة.

 

الأزمة ليست مالية بل "سياسية"

وشدد هويدي، لـ"الكوفية"، على أن "هناك مساعي أمريكية وإسرائيلية، لحث الدول المانحة على عدم تقديم أي نوع من الدعم لوكالة الأونروا".

وأكد، أن الأزمة ليست مالية، على الإطلاق فحسب، بل هي "أزمة سياسية بامتياز، ولو كانت مالية لكانت قد حلت المشكلة من زمن بعيدحيث كانت نسبة العجز المالي 446 مليون دولار للعام 2018.

وأضاف، هويدي، المبلغ لا يمثل شيئا مقابل ما ينفق على الحروب في المنطقة هنا وهناك، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، كشف، أن "الأونروا وفرت92 مليون دولار، وأن هذا السداد جاء على حساب خدمات تقدم للاجئين في مناطق عمليات الأونروا الخمس، كما حدث في برنامج الطوارئ في غزة.

عجز مالي بقيمة 211 مليون دولار خلال للعام 2019ا

وأشار هويدي، إلى أن نسبة العجز المالي بلغت خلال العام الجاري، 2019،  الذي أعلن عنها المفوض العام، خلال مؤتمر عقد في نيورك في 25 حزيران الحالي، بلغت (211)، مليون دولار، كان من المتوقع سدادها بشكل جزئي أو كلي.

وأضاف، "لقد فوجئنا بجمع  (110) ملايين دولار، وهذا الرقم  ليس جزءًا من 211 مليونًا، هي موزعة مابين 2019/2020.

وتوقع هويدي، أن يصل العجز المالي للعام 2019،  إلى حوالي (150) مليون دولار، وما لم يتم توفير المبلغ ستتخذ الوكالة إجراءات تقشقفية، وهناك مخاوف أن تلجأ الوكالة إلى وقف برامج الدعم الدراسي في لبنان، بما "أوفتنا به وكالة الأونروا في حال لم يتم توفيرالمبالغ المطلوبة، ليتم إنهاء هذا البرنامج مع بداية العام.

"الأونروا" ضرورة ملحة لاستقرار المنطقة

واعتبر هويدي، أن "وجود وكالة الأونروا ضرورة إنسانية وملحة، لـ( 6 ) ملايين لاجئ مسجلين في سجلات الوكالة في مناطق عملياتها الخمس، وهي عنصر أساسي لاستقرار المنطقة على مستوى الخدمات والمستوى الإنساني، والصحي والتربوي والاجتماعي".

وأوضح هويدي، مدى التأثير المباشرلاستهداف الأونروا، على مستوى نصف مليون طالب يدرسون بشكل مجاني في مدارس الأونروا، وفي جانب آخر تقدم الأونروا، ( 30 ) ألف وظيفة لفلسطينين لاجئين، ما يعني أن العجز المالي سيؤثر عليهم سواء على مستوى البرامج أو المستوى الوظيفي".

انعاكاسات أمنية لتبعات استهداف وكالة الأونروا

وحذر هويدي، من "انعكاسات أمنية لتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتبعات ذلك، خاصة بمخيمات اللاجئين في لبنان".

وأوضح، في ذات السياق، أن ما تعانيه المخيمات في لبنان، من "عدم توفير حقوق اقتصادية، واجتماعية، وتراجع خدمات الأونروا، وكذلك الاكتظاظ السكاني داخل المخيمات التي بقيت على حالها منذ العام 1948، وتراجع خدمات الأونروا، وارتفاع أعداد اللاجئين لـ 400 ألف و25 ألف لاجئ مهجرين من سوريا إلى لبنان، ونسبة فقر وصلت إلى 71 %، ونسبة بطالة وصلت إلى 56% ".

وأكد، أن كل تلك المعطيات، ستسبب أزمات أمنية، ولن يتأثر بها فقط اللاجئ الفلسطيني، بل من هم بالجوار كذلك الأمر"، ويجب أن تقف الأونروا، عند مسؤولياتها، فهي ليست جمعية خيرية، ولا أهلية، و"على الأمم المتحدة أيضا الاضطلاع بمسؤولياتها".

وشدد هويدي، على ضرورة توفير كل مستلزمات الأونروا، على مستوى الدعم وهذه مسؤولية تقع على عاتق الأمم المتحدة، ووكالة الأونروا، لتقوم بدور جمع المبالغ المالية المطلوبة.

اللاجئ الفلسطيني قضية حية وحيوية

وأكد هويدي لـ"الكوفية"، فشل كل المحاولات التي تمارسها الإدارة الأمريكية وإسرائيل، ليتخلى اللاجؤون عن حقوقهم  السياسية وحق العودة".

ويصف هويدي الحالة الفلسطينية، لللاجئ في المخيمات وتحديدا في لبنان، ورغم المعاناة وتقليص الخدمات، بأنها "أشد قوة وثباتًا على حق العودة"، ويضيف متسائلًا: "لو سألنا أي لاجئ فلسطيني، سيقول أنتمي لبلادي وهي (فلسطين)، ويخبرنا أنه يريد العودة في وقت من الأوقات إلى بلاده، ويدلل على قوله بأنه بعد 70عامًا على النكبة وتأسيس الأونروا ومسيرات العودة الكبرى المستمرة منذ عام لا يزال هذا اللاجئ قضية حية وحيوية".

القرار302 لا يمكن إلغاؤه

واستطرد هويدي، أن "إضعاف الوكالة مستمر بالضغط على الدول المانحة، حتى هذه اللحظة، لكن لا يزال الاتحاد الأوروبي والدول العربية، ودول العالم إجمالاً باستثناء الإدارة الأمريكية، وإسرائيل، يدعمون الأونروا"، وبالتالي هناك تحدٍ كبيرلاستمرارعمل الأونروا، وتحدٍ مرهون بميزان القوى الدولية بالجمعية العامة"، مضيفًا، "نحن حتى الآن متفائلون بأن لا أحد يستطيع إلغاء الأونروا، والقرار302 لا يلغيه سوى الجمعية العامة للأمم المتحدة، والإدارة الأمريكية تدرك أن شطب الوكالة لن يتحقق".

الأمم المتحدة هي المسؤولة عن قضية اللاجئين

وختم هويدي، مع "الكوفية" حديثه قائلا، أن "الأمم المتحدة هي من أنشأت الأونروا، وهي تعبر عن المسؤولية السياسية للأمم المتحدة، تجاه قضية اللاجئين، وأن الأمم المتحدة هي من أوجدت الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين، وتسببت في تشريد (935) ألف فلسطيني ليقترب عددهم الآن من 8 ملايين لاجئ، ويجب على الأمم المتحدة أن تدعم وكالة الأونروا ماليا ومعنويا ويقع على عاتقها هذا بشكل أساسي ورسمي".