قناة الكوفية .. رسالة شعب
حمزة حماد
قناة الكوفية .. رسالة شعب
الكوفية تجردت كل مخجلات التاريخ من تلك العالم الأزرق الذي يستبيحه كل ضعيف غير واعي، لم ينظر بعين المسؤولية أمام تلك العلاقة التاريخية الأصيلة التي يتمتع بها تلك الشعبين الفلسطيني والمصري بل على صعيد القيادة فحسب.
إن حالة التشرذم التي مرت على مدار فترة طويلة في الجانب الإعلامي لكلا الطرفين كرست مفاهيم عميقة نتيجة أزمات تفاقمت عبر سلسلة من المعلومات ساهمت في انحدار المستوى الفكري والثقافي لدى الإعلاميين نتيجة الادراك المبني على أسس غير وطنية.
لم أكن أتصور أن يصل الاعلام بحديه إلى هذا المستوى الفاقد لأخلاقه وأصالته وتأثيره الذي كاد أن ينصر جيش في معركة، بل عاد كرته إلى أن يحمل رسالة ثقب وغير مهنية حتى بالدفاع عن موقفه بما تراه تلك الفترة العصيبة.
أخطأنا حين عممنا بجهلنا ومدى حُبنا إلى مصلحتنا المقيتة في بناء جيل عاصر تلك الفترة اليائسة بكل مفرداتها ومواقفها فلسطينياً ومصرياً، ورمينا بحجراً كاد أن يقتل تاريخ بأسره لكن غالباً ما يكون الإدراك نسبياً حاضراً للبعض.
لا بأس.. فما أثر الإعلام في ذلك؟ وما هو الدور المميز للكوفية عن باقي الوسائل الإعلامية ؟!
منذ أن دخلنا في هذا المعترك الإعلامي وتبادلنا التراشق نسبياً وكنا جزءً من الضحايا الغير مُهتم بهم، كانت هناك مساعي مختلفة تبدل على الصعيد السياسي من ناحية فلسطينية وكذلك مصرية، ولا شك أنها أجنت بعض الثمار في إيقاف تلك الموجة ومحاولة استيعابها لكنها ما زالت تعيش غمار حربها الغير منسية إلى حتى اللحظة لكن بدرجة لن تذكر أمام سابقاتها.
عجبي، كيف استطاعت الكوفية أن تساهم في توطيد العلاقة بين الاعلام والجمهور المصري الفلسطيني والوقوف أمام الذات لتوضيح أثرها على أفراد المجتمع من خلال تبني مواقف تسهم في خلق جيل مدرك للواقع وواع تاريخياً، فما أحوجنا اليوم في هذه الأوقات الصعبة إلى إعلام يبذل اهتمام كبير في ترسيخ العلاقة ويحفظ رمزيتها التي نمت على مدار تاريخ طويل من الزمن، بل وضحت من خلال تحدي مصر للإرهاب الذي لم يترك خيرها من شرها وتغيير طريقة التعامل للأفضل معنا رغم التحديات التي تواجهها، وهنا لم يكن أمامنا كإعلام فلسطيني إلا أن نبادر بحسن الخطابة وأن نستند لتلك العلاقة التاريخية.
لن تصدقوني إذا قلت لكم بأني لم أتفاجأ من كلماته الحماسية التي أدلى بها تلك المذيع المتألق عامر خميس القديري في قناة الكوفية على أثر الفاجعة التي تعرضت لها "أم الدنيا" حين وصف أرضها بالسلام، ومقبرة للإرهاب، وجيشها بالبطل، لا يرضي بالذل، ويدفع الثمن غالياً من أجل تراب هذه الأرض المقدسة، باتراً يد الغدر والغزاة.
سطرت تلك الكلمات صدمةً كبيرة لدى الإعلامي المصري الذي تلقاها بصدر رحب وردها بكل حب وتقدير شاكراً لدور الإعلام الفلسطيني على اهتمامه وشعوره الذي وصل لكل مصري عبر بوابة الوحدة والمصالحة، بعد أن لم يكن متخيل أحد أن تعود المياه لمصاريفها، فرغم التطور والحداثة التي تقدمها قناة الكوفية من خلال تصدير دورها نحو شعبها وعلاقته عربياً بمصر إلا أنها استطاعت أن تحقق انجازاً يمكن نؤكد أن شعبنا نعم به وسينعم بأثره إذا استمر هذا الدور.
إعلامي وناشط فلسطيني