نشر بتاريخ: 2025/12/10 ( آخر تحديث: 2025/12/10 الساعة: 12:17 )
بقلم: شريف الهركلي

غزة عصية على الانكسار… ردٌ على تصريحات التنظيف المزعومة

نشر بتاريخ: 2025/12/10 (آخر تحديث: 2025/12/10 الساعة: 12:17)

الكوفية حين يتحدث الراصد الجوي الإسرائيلي على القناة 14 العبرية عن المنخفض الجوي القادم وكأن غزة خيمة قابلة للإزاحة، ويصف توقعاته بكلمات: "لن تبقى خيمة واحدة في مكانها"، ويضيف المذيع ساخرًا: "هذه أخبار سارة"، فإننا أمام مشهد آخر من محاولات قلب المعايير الإنسانية وتحويل الكارثة إلى أداة تحقير.

لكن غزة، هذه الأرض الصغيرة التي اختزلت تاريخ النضال في كل حجر وزقاق، لم تُبَلِّ بأي تهديد. غزة ليست مجرد خيام ومساكن، غزة هي أرواح لا تُقهَر، قلوب لا تُكسر، وإرادة صلبة تحدّت الحصار والحرب والتهجير.

حين يزعم الراصد أن "غزة سيجري تنظيفها من أشياء كثيرة"، فهو لا يعرف أن غزة ليست أشياء، بل شعبٌ حيّ، حاضر في كل مطر ورياح، حاضر في كل عاصفة وريشة شمس. حتى في الرياح العاصفة، وحتى في المطر الغزير، تبقى غزة عصية على الانكسار، ممتدة الجذور، راسخة في الأرض، صامدة أمام كل تهديد.

التقارير الإسرائيلية ليست أكثر من محاولة لتبييض وجوه الهزيمة، وتحويل الفشل السياسي والعسكري إلى خطاب تفوق مزيف. لكن الواقع يقول غير ذلك: غزة لم تُخضعها القنابل، ولا المراصد، ولا التهديدات الجوية. غزة ستبقى قائمة، صامدة، تتحدى كل النماذج الرياضية وحتى توقعات العواصف نفسها.

وفي كل خيمة تنكسر، وفي كل شجرة يُقتلع جزء من جذورها، تولد روحٌ جديدة، صامدة، أملها أكبر من المطر، وعزمها أقوى من الرياح. غزة ليست خريطة، ولا توقعات، ولا أرقامًا على شاشات التلفزيون… غزة حياة، صمود، وكلمة مقاومة لا تُمسّ.

غزة عصية على الانكسار… ولن تكون أرقامًا على شاشة، بل إرادة لا يُمكن محوها.