نشر بتاريخ: 2019/06/04 ( آخر تحديث: 2019/06/04 الساعة: 12:16 )

خاص بالفيديو|| الكعك زينة موائد الغزيين في العيد

نشر بتاريخ: 2019/06/04 (آخر تحديث: 2019/06/04 الساعة: 12:16)

غزة- محمد عابد: تتفنن المرأة الفلسطينية في صناعة الكعك والمعمول بجانب أصناف الحلويات الآخرى التي تقدم للأقارب ابتهاجًا بقدوم عيد الفطر السعيد، فلا يمكن أن يأتي العيد بلا أن تشتم رائحة الكعك في أزقة قطاع غزة.

في بيتها المتواضع وسط مدينة رفح في منطقة حي الجنينة، جمعت أم رامي أبو الروس بناتها وأخواتها، بعد أن جعلت منزلها مشغل لصناعة كعك العيد والمعمول.

الكعك أحدى عادات التراث الفلسطيني

تروي أم رامي لـ"الكوفية":" لقد تعلمت طريقة صناعة الكعك منذ ما يزيد علي 20 عامًا، من والدتي والآن أقوم بتعليمه لبناتي وصديقاتي، لأن الكعك عادة من عادات التراث الفلسطيني، حيث أننا نبدأ بصناعة الكعك في أخر أسبوع من شهر رمضان، نقوم بشكل يومي بصناعة الكعك في منزل من منازل العائلة، اليوم في منزلي وغدًا في منزل أختي، وبعد غد في منزل أحد بناتي وهكذا حتى ينتهي رمضان".

وتقول،" الكعك والمعمول جزء من  فرحة العيد، حين تري الأطفال الصغار يجتمعون حولك في البيت وأنت تقوم بصناعة الكعك في المنزل، ويشاركوك بصناعته تشعر بأن له طعم أخر يفوق طعم الكعك الذي يباع في المخازن بمائة مرة ".

وتتابع أم رامي لـ"الكوفية"،" إن جمال الكعك في اجتماع النساء في بيت واحد، كذلك لا فرحة للعيد بلا رائحة الكعك في الشوارع، ولا عيد بلا كعك، فالعيد يزداد جمالًا وبهجة به، كذلك باجتماع الأطفال والأغاني الدينية التي تغنيها النساء وهن يقمن بصناعة الكعك ".

الكعك وسيلة نساء غزة لكسب قوت يومهن

وتوضح أم رامي،" نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة فإن العديد من العائلات قد تجد نفسها مجبرة لعدم صناعة الكعك في المنزل، فيقوموا بشراء الكعك الجاهز من المخابز أو من السيدات اللاتي يقمن بصناعته في منازلهم لخلق فرصة عمل، ولكن هذا الكعك لا طعم له".

وانتقلت الـ"كوفية" لمدينة خانيونس للقاء الحاجة ام حسن، والتي تصنع والمعمول بطريقة يدوية بدائية وتبيعه لجاراتها اللاتي لا يجدن وقتًا لعمله، فيما تنفق الحاجة أم حسن على أطفالها الأيتام من هذا الدخل المتواضع من بيع الكعك الذي يعتبر تراث العيد في قطاع غزة.

وفي منزل قديم تجلس الحاجة أم حسن، وحولها عدد من الصبايا من بناتها وبعض حفيداتها اللاتي يعجنّ ويخبزن ويجهزن كعك المعمول للعيد

ورغمًا عن ازدحام العمل، تقول أم حسن لـ"الكوفية":" أنا أعمل المعمول والكعك بنائا على طلب وتوصيات جاراتي اللاتي يحجزن دورهن قبل العيد، ليتم تجهيز ذلك قبل العيد بيوم أو يومين، من أجل تقديمه للأقارب".

كيلو الكعك بـ 20 شيكل

وتوضح أم حسن،" نحن نبيع كيلو الكعك الجاهزة بـ20  شيكل، ونقوم بشراء المواد اللازمة لصناعة الكعك والمعمول بناءًا على العربون الذي نحصل عليه، مضيفة أن الأغلبية ترغب المعمول بالعجوة، وبعد خبزه في الفرن يرش عليه السكر الناعم المطحون".

وتقول أم حسن عن خبرتها في عمل الكعك والمعمول،" لقد تعلمت صناعة المعمول وأنا طفلة من زوجة والدي الحاجة صفية، ومنذ أكثر من 50عامًا، أصنع في العيد الكعك، وتوضح أنه في الماضي كان معيبًا على النساء أن يصنعن الكعك والمعمول بالأجرة، بل ينبغي على كل جارة أن تعمل لبيتها بيدها".

لا منزل في قطاع غزة يخلو من الكعك

وتقول أم خليل لـ"الكوفية"،" الكعك البلدي يقدم مع الشاي، أما المعمول فيقدم بصحبته القهوة، هكذا جرت العادة و العيد فرصة تجارية وبهجة لجميع أطياف الشعب الفلسطيني".

وتتابع أم خليل،" يرغب غالبية سكان قطاع غزة بتناول "الكعك" و"المعمول" طوال أيام العيد، وتضعه بعض العائلات كحلويات تقدم للمهنئين بالعيد، ما يحفز بعض المخابز والنساء اللواتي يعانين من ظروف صعبة لتجهيز الكعك وبيعه في الأسواق قبل أيام من حلول العيد".

وتجزم،" أن لا منزل في قطاع غزة يخلو من حضور الكعك على موائدها، فتلجأ بعض النساء من الجيران وكذلك الأقارب للاجتماع في منزل إحداهن لإعداده بكميات كبيرة وتوزيعه على عائلاتهن".

وهل بغير الحلوى يكتمل العيد؟!، فالمطبخ الفلسطيني حافل بأصناف الحلوى والأسماء كثيرة ولكن الصدارة للكعك والمعمول.