خاص بالفيديو|| نبيل معروف.. مسن قصفه الاحتلال فأقعده وقطعت السلطة راتبه فدمرته
خاص بالفيديو|| نبيل معروف.. مسن قصفه الاحتلال فأقعده وقطعت السلطة راتبه فدمرته
الكوفية
غزة- محمد عابد:
إبان حرب 2014 لم يجد المزارع الغزي نبيل معروف أمامه سوى النزوح بأسرته إلى مدارس الإيواء التابعة لوكالة الغوث، كغيرهم من مئات الأسر التي هدمت منازلها خلال القصف الإسرائيلي للقطاع.
"معروف" البالغ من العمر 60 عامًا، قال لـ"الكوفية": "أعيل أسرة مكونة من 14 فردًا، ورغم أني لا علاقة لي بالمقاومة لا من قريب أو بعيد, ولم أشكل أي خطر على جيش الاحتلال، إلا أنني عندما سمعت عن أنباء التهدئة الإنسانية في القطاع, انطلقت لتفقد منزلني, وفور اقترابي من المنزل، أطلقت طائرات استطلاع إسرائيلية صاروخًا صوبي, ما أصابني بشكل مباشر في الجزء الأيمن من جسدي".
بتر في القدم وشلل في اليد
"معروف" أكد أن الصاروخ أصابه بشكل مباشر، وعلى الفور تم نقله لمستشفى الشفاء مباشرة وهناك تم بتر القدم بشكل كامل, وقد وصلت نسبة الدم لديه إلي 5, وفي المستشفي تم تغذيته بـ 20 وحدة دم, و5 وحدات كرات دم بيضاء, وقضى في العناية المكثفة 20 يوماً متتالية, ومن ثم قرر الأطباء تحويله للعلاج في مستشفيات جمهورية مصر العربية, حيث مكث هناك شهرين, وتم خلالها إجراء 5 عمليات جراحية في اليد اليمني والجزء الأيمن من الجسم, ولكن كافة العمليات التي أجريت في اليد اليمني باءت بالفشل, نظراً لعدم وجود عظام في اليد أو أوتار وأصبحت اليد مجرد شكل فقط, وقام الأطباء بإجراء عملية لحام للعظام, نتج عنها بقاء اليد ثابتة لا يمكن تحريكها, وعاد بعدها إلى قطاع غزة لتلقي العلاج الطبيعي ولكن دون جدوى.
المعاناة لم تنتهي
"الرجل الستيني" أكد أنه خلال هذه الفترة حصل على تحويلة للعلاج في الأردن ولكن قوات الاحتلال منعته من السفر من خلال معبر إيرز, وبعد قرابة الأربعة شهور تم نقله إلى مستشفى الشفاء وكانت نسبة الالتهاب مرتفعة جدا في الجسم, حينها قرر الأطباء خروجه من المستشفى على قاعدة العودة للمراجعة, وتم عرضه على وفد بريطاني والذي قرر إجراء عملية في اليد بعد يومين, ولكن لسوء الحظ غادر الوفد القطاع في اليوم الثاني ولم يتمكن من إجراء العملية, وبعد شهرين عاد الوفد إلى غزة, ولكن لم يتم إجراء العملية الخاصة به بسبب ضعف إمكانيات مستشفيات القطاع, ونصحه الوفد بالسعي للحصول علي تحويله للعلاج بالخارج , ولكنه لم يتمكن من الحصول عليها حتى الآن,
ويوما تلو الأخر تزداد معاناة الرجل قسوة، بعدما أصبح بقدم واحدة ويد واحدة, ملازماً للكرسي المتحرك, في انتظار طفل يساعده على الخروج من البيت، فإن لم يحضر ظل ملازمًا للبيت.
جريمة ترتكبها السلطة
"معروف" قال: "أنا مزارع بسيط , أعيش علي الراتب الذي أتقاضاه من الشؤون الاجتماعية, حتى لو كانت تصرف كل ثلاث شهور, ومبلغها قليل جدا, ولكنها كانت تساعدنا في توفير أدني مقومات الحياة, إلى أن فوجئت بقطع راتب الشؤون الذي كنا نتقاضاه, وحين ذهبت للمراجعة في البداية, قالوا أن السبب لقطع الشؤون هو ملكيتي لمنزلي, ومن ثم قالوا أنهم لا علم لديهم, وفي مرة أخري قالوا أن هناك خلل فني وسيتم إصلاحه, ومنذ قرابة العام وأنا أسعي خلف الشئون ولكن لم أتلق أي رد, أو جواب شافي لسؤالي عن سبب قطع مستحقات الشؤون الخاصة بعائلتي".
لا راتب بدون "واسطة"
"خلال حرب 2014 كان هناك قرابة 100 حالة بتر, جميعنا يعرف الأخر بسبب التردد علي المستشفيات, وهناك 50 حالة تم اعتمادها للحصول على رواتب الجرحي , والباقي لم يتم النظر في وجوههم حتى والسبب في ذلك الواسطة والمحسوبية, فالـ50 شخص الذين تم اعتمادهم يملكون واسطة برام الله، عملت على توظيفهم واعتمادهم كباقي الجرحى, أما البسطاء الفقراء الغلابة, الذين لا يملكون الواسطة لا زالوا يعانون حتى يومنا هذا".
ساعدونا
في لقاء أجرته «الكوفية» مع زوجه ابن المسن "معروف" والتي تهتم به وترعاه طالبت أم محمد كافة المعنيين والمسئولين بضرورة النظر لهم بعين الرحمة والعطف, وضرورة مساعدة عمها المسن نبيل معروف بتوفير كرسي كهربائي له, أو طرف ليتمكن من الحركة بشكل مريح, وليتمكن من العيش بكرامة, كما طالبت السلطة بضرورة توفير راتب خاص به،واعتماده هو وبقية جرحي حرب 2014 كباقي الجرحى الفلسطينيين.