نشر بتاريخ: 2019/05/06 ( آخر تحديث: 2019/05/06 الساعة: 13:33 )

خاص|| غضب إسرائيلي من وقف إطلاق النار وجولة تصعيد قادمة

نشر بتاريخ: 2019/05/06 (آخر تحديث: 2019/05/06 الساعة: 13:33)

غزة- محمد جودة: إنتهى العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة فجر الاثنين، بعد 72 ساعة من عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث إستخدمت دولة الاحتلال خلال عدوانها أسلحة لا يرتقي استخدامها مع شعب محتل أعزل ومن بينها "طائرات بدون طيار وطائرات حربية وبوارج حربية وسلاح المدفعية المنتشر على طول الحدود الشرقية مع القطاع المحاصر".

هدنة بجهود مصرية

إستطاعت دولة مصر الشقيقة في إحتواء التصعيد ولجم العدوان الإسرائيلي على غزة، وتوصل الجانب المصري لتفاهمات فلسطينية اسرائيلية بعد جهود استمرت لثلاثة أيام على التوالي، "استشهد خلالها 27 شهيد بينهم 4 سيدات و2 اجنة و رضيعتين وطفل" وأكثر من 155 اصابة، إلى أن أعلن عن هدنة بدأ سريانها الساعة الرابعة والنصف من فجر الإثنين، الأول من رمضان، "ساد بعدها الهدوء أجواء قطاع غزة ، ولكن التوتر ما زال قائما دون اعلان اسرائيل رفع الحصار المفروض على غزة بكافة أشكاله وأنواعه"

رغم حجم الدمار الذي خلفته ألة الحرب الاسرائيلية في "قتل الأمنين من المدنيين وقصف المنازل فوق ساكنيها واستهدافها لمراكز ثقافية ومكاتب اعلامية"، فان ردود الفعل الغاضبة والرافضة لوقف اطلاق النار لم تتوقف عن المطالبة باستمرار قصف غزة والشروع في حرب رابعة ضد قطاع غزة.

وهنا نرصد ردود فعل ومواقف الجانب المحتل من الهدنة:

الجولة المقبلة ستأتي

قال وزير الاقتصاد، إيلي كوهين، عضو المجلس الوزاري المصغَر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، في مقابلة مع الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "من الواضح لنا جميعا أن الجولة المقبلة ستأتي، وحماس منظمة إرهابية وعلينا التركيز لتقويض وانهيار حكمها".

وأضاف كوهين: "ستشن حربا. علينا أن نأتي إلى الجولة المقبلة، ونحن على أهبة الاستعداد ونعتمد عنصر المفاجئة والاغتيالات، فمن يعتقد أننا ذاهبون إلى تسوية سياسية لا يعرف الواقع، نحن نتصرف بمسؤولية، وعلينا أن نأتي ونغير قواعد اللعبة".

وبحسب وجهة نظر كوهين، فإن عملية الاغتيالات عززت قدرة الردع التي لا تزال بحاجة إلى تحسين.

وتابع: "قلت في أشكلون إن الجولة المقبلة ستأتي، وسننفذها في الوقت المناسب لنا، هناك حاجة لاستهداف وضرب رؤوس قادة حماس، فمن المتوقع أن نصل إلى معركة كبيرة حيوية لسكان الجنوب الذين أصبحوا أسرى حماس والجهاد، ونحن من يقرر موعد المعركة.

فقدان الردع الاسرائيلي

قال "بيني جانتس" زعيم حزب أزرق أبيض: "إن ما يقرب من 700 صاروخ أطلقت من قطاع غزة، خلفت دمارا كبيرا وعشرات الجرحى و 4 قتلى".

وأشار جانتس إلى أن ما حصل يأتي نتيجة لفقدان الردع الإسرائيلي - واستسلام آخر لابتزاز المنظمات الفلسطينية.

أداء نتنياهو غير مقبول

علق "يائير لابيد"، عضو حزب أزرق أبيض على وقف إطلاق النار، مؤكداً على استيائه من أداء بنيامين نتنياهو في اعقاب هذه التقارير، وقال إنه بعد سقوط أربعة قتلى إسرائيليين والعشرات من الجرحى ستواصل تنظيمات غزة تلقي حقائب من الأموال،.

الفصائل الفلسطينية أقوى من إسرائيل

قال عضو الكنيست "جدعون ساعر"، "لم تحصل "إسرائيل" على إنجازات من هذه الجولة القاسية، "أن الفترات الزمنية بين جولات الهجمات العنيفة على إسرائيل ومواطنيها أصبحت أقصر، وأصبحت المنظمات في غزة أقوى.

ضرب غزة وعزلها

انتقد رئيس كتلة حزب العمل "ايتسيك شمولي"، خطوة إسرائيل، موضحا أنه "ما من شيء يغاير المعادلة سوى تسديد ضربات قاسية لغزة، إلى جانب مبادرة سياسية لعزلها".

وجهنا ضربة قوية لـ"غزة" والحملة لم تنته

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن الجيش الإسرائيلي وجه ضربة قاسية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، لافتا إلى أن المعركة لم تنته بعد وأنه يتم التأهب والاستعداد للمتابعة.حديث نتنياهو، جاء ردا على الانتقادات التي وجهت له عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية عقب التصعيد العسكري الذي استمر ليومين وأدى إلى استشهاد 27 فلسطينيا ومقتل أربعة في الجانب الإسرائيلي.

وأضاف نتنياهو: "باليومين الماضيين وجهنا ضربة قوية لحماس والجهاد الإسلامي، لقد هاجمنا نحو 350 هدفا، واستهدفنا قادة ونشطاء، كما تم تدمير أبراج الإرهاب، فالحملة تتطلب الصبر والحكمة التقديرية".

وتابع: "الحملة لم تنته وتتطلب الصبر والحكمة والمداولات، ونحن نستعد للمتابعة، والهدف كان ولا يزال ضمان السلام والأمن لسكان الجنوب".

غزة من تقرر متى تبدأ الحرب

أعرب مستوطنو المنطقة الجنوبية عن غضبهم واستيائهم الشديد من قرار وقف اطلاق النار، حيث أبدى غالبية مستوطني المدينة عن شكوكهم فيما اذا ما سيستمر الهدوء من عدمه، كما أوضح المستوطنون بأن إسرائيل قد خرجت خاسرة من هذه الجولة.

ووفقا للقناة العبرية الثانية فقد أوضح أحد مستوطني مدينة أشكلون في المنطقة الجنوبية قائلا: "غزة هي من تتحكم بتوقيتات الحرب فهي من تقرر متى ستبدأ و متى ستنتهي، مؤكدا بأن مستوطني الجنوب عاشوا أيام سوداء خلال التصعيد الأخير.

كوخافي وأرغمان عارضا توسيع القتال

تشير تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلي، التي عرضت على المستوى السياسي، إلى أنه بدون تعزيز الجهود السياسية لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة فإن التهدئة التي تم التوصل إليها لن تصمد حتى في المدى القصير.وجاء أن موقف الأجهزة الأمنية، التي تؤيدها الجهات الاستخبارية أيضا، تشير إلى أنه بدون تحقيق تقدم في التسوية فإن القتال سيتجدد خلال أيام أو أسابيع.

وتشير التقديرات إلى أن الأجهزة الأمنية لا تستطيع التعهد، اليوم أيضا، بأن حركة الجهاد الإسلامي لن تحاول تشويش مجرى الحياة في إسرائيل في الأيام القريبة قبيل مسابقة "اليوروفيجين"، رغم أن العمليات العسكرية التي نفذها سلاح الجو قلصت حافزية التنظيم للمدى القصير.

كما أشارت تقديرات الأجهزة الأمنية إلى أن احتمالات التصعيد قائمة وعالية بدون تحقيق تقدم في التسوية.

وعلى صلة، قالت مصادر أمنية إن مطلب المستوى السياسي الإسرائيلي كان إنهاء التصعيد الحالي قبل بدء الجولة الأخيرة وبأسرع ما يمكن، مع أكبر ما يمكن من الإنجازات.

وبحسب موقع "واللا" الإلكتروني، فإن رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك، ناداف أرغمان، قدما توصية للمجلس الوزاري المصغر بوقف التصعيد في قطاع غزة، والتوجه نحو وقف إطلاق النار.وقالت مصادر شاركت في اجتماع المجلس الوزاري المصغر، إنه خلال الجلسة، التي استغرقت 5 ساعات، عرض قادة الأجهزة الأمنية الأهداف التي تم قصفها، وبنك الأهداف القادمة.

وأضافت المصادر ذاتها، أن كوخافي وأرغمان عارضا توسيع القتال، وأيدا جهود الوساطة التي تقوم بها مصر والأمم المتحدة للوصول إلى وقف إطلاق النار.

وفي سياق ذي صلة، نقلت "القناة 13" الإسرائيلية عن وزراء شاركوا في الجلسة قولهم إن رئيس الأركان ورئيس الشاباك أوصيا بعدم الانجرار إلى "عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة في التوقيت الحالي".

وأضافوا أن الادعاء المركزي لكوخافي وأرغمان هو أنه "في التوقيت الحالي فإن فصائل غزة هي التي تملي شروط المواجهة".

وقالوا أيضا إنهما أشارا في توصيتهما إلى أن "التوجه نحو معركة مع غزة يكون فقط بمبادرة إسرائيلية، مثلما حصل في "الرصاص المصبوب" حيث فرضت إسرائيل التوقيت وشروط البدء بالقتال.

من جهتها أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في موقعها على الشبكة، إلى أن الاعتبارات التي وجهت الجيش في الأيام الأخيرة، من جهة الانتقال إلى عملية عسكرية كبيرة ضد حركة حماس، كانت تتصل برغبة الأجهزة الأمنية المبادرة إلى الحرب، وليس الانجرار إليها بسبب التصعيد، كما حصل في "عامود السحاب"، التي بدأت باغتيال رئيس الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، وفي "الجرف الصامد" الذي اندلع في أعقاب خطف وقتل ثلاثة مستوطنين.

وأضافت أن التعليمات التي تلقاها الجيش من المستوى السياسي كانت العمل العسكري بدون التدهور إلى الحرب، ولذلك حصلت خلافات في الرأي بشأن قرار رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، العودة، بمصادقة المستوى السياسي، إلى سياسة الاغتيال الموضعي، واغتيال القيادي حامد الخضري.

قصف المستوطنات وقتلى في صفوف الاحتلال

تعرضت المستوطنات في غلاف غزة المحتل لضربات قاسية من قبل الفصائل الفلسطينية، أسفرت عن مقتل 5 إسرائيليين، وإصابة العشرات بجراح، وصفت بعضها خطيرة، وخلف القصف الفلسطيني دماراً كبيرا في المباني والمنشآت الإسرائيلية.

ونفذت الفصائل الفلسطينية عملية نوعية من خلال إطلاق صاروخ موجه تجاه جيب إسرائيلي يتبع لمسؤول كبير في الاستخبارات الإسرائيلية، وعملية نوعية أخرى حيث أطلقوا صاروخا موجها على ناقلة جند كانت تحمل عدة جنود.

قائد اللواء الجنوبي فاشل

وجهت قيادات رفيعة بالجيش الاسرائيلي انتقادا لاذعا ضد قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة العقيد ليرون بتيتو بسبب تصرفه الساذج الذي أدى إلى اصابة الضابط والمجندة يوم الجمعة الماضي بنيران قناصة من قطاع غزة.

ووفقا للقناة العبرية الثانية فقد أصيب الضابط والمجندة في مناطق صلاحيات اللواء الجنوبي في فرقة غزة الذي يخضع تحت مسؤولية العقيد ليرون بتيتو.

وأوضحت المصادر أن تصرفات العقيد بتيتو لم تكن مهنية، حيث أنها أدت إلى مكوث الضابط والمجندة في منطقة مكشوفة لخطر القنص على الحدود مع قطاع غزة.

اسرائيل تخلي ثلث المستوطنين

أفادت مصادر أمنية إسرائيلية أنه وخلال جولة التصعيد الأخيرة أخلت الجبهة الداخلية ما نسبته 35% من المستوطنين من بلدات الغلاف إلى أماكن أكثر أمنا في شمال البلاد.

وشهدت جولة التصعيد إطلاق الفصائل الفلسطينية رشقات ثقيلة على غلاف غزة ومدن قريبة إلى مقتل وإصابة العشرات بجراح، وصفت بعضها بالخطيرة، إلى جانب الأضرار الكبيرة التي خلفتها صواريخ غزة، بعد اصابتها مبان بشكل مباشر في عسقلان، اسدود، كريات ملاخي، كريات جات، سديروت، وبئر السبع.ووصف موقع "تايمز أوف إسرائيل" القتال خلال اليومين الماضيين بالأسوأ بالنسبة للإسرائيليين منذ خمس سنوات.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله: "لقد أدركت حماس والجهاد الإسلامي أن قواعد اللعبة تغيرت، وبالتالي توقفوا عن إطلاق النار بمبادرة منهم، وذلك بعد طلبات متكررة لوقف إطلاق النار".

هدنة هشة دون رفع الحصار

جدير بالذكر ان الجولة الاخيرة سبقها عدة جولات من التصعيد والعدوان الاسرائيلي منذ وقف اطلاق النار عام 2014 بعد حرب دامية، تم ابرام اتفاق تهدئة برعاية مصر الشقيقة سرعان ما بدأ الاحتلال يتنصل من التفاهامات بل يتحذ مزيدا من التدابير التي تجعل المواطن الفلسطيني في غزة يعاني من الازمات المتفاقمة والتي لا تنتهي.

فقد جرى الاتفاق في العام 2014 على ان تقوم اسرائيل برفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة ما يشمل فتح المعابر وزيادة مساحة الصيد والسماح بتدفق السلع والكهرباء والبترول بما يكفي حاجة غزة ورفع القيود المفروضة عن السلع الصادرة والمستوردة.يذكر ان الاتفاق كان باجماع وطني فلسطيني حيث وقعته منظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة نيابة عن الفصائل الوطنية والاسلامية ما أسفر عن وقف اطلاق نار بعد 51 يوم من الحرب على غزة فقدت غزة خلالها اكثر من 1400 شهيد و2500 منزل دمرته الة الحرب الاسرائيلية بشكل كلي.