تعددت الرصاصات لكن النتيجة واحدة، "الابتعاد عن الملاعب".. هذا هو حال اللاعبان الجريحان أحمد الخضري وإبراهيم أبوسمرة، اللذان تعرضا للإصابة برصاص الاحتلال خلال مشاركتهما في مسيرات العودة، وبدلاً من رفع اسم فلسطين عاليًا في الملاعب.. جلسا يبحثان عن علاج للإصابات التي لحقت بهما.

بتر في القدم

يعتزم الشاب الجريح أحمد الخضري البالغ 21 ربيعًا، والذي تعرض لعملية بتر بقدمه اليمينى بعد إصابته بطلق متفجر بشكل مباشر، التوجه إلى ملعب جامعة الأزهر، ليمارس التمارين الرياضية الخاصة بكرة القدم، برفقة زملائه المصابين الذين تعرضوا للبتر في أحد أطرافهم خلال المشاركة بمسيرات العودة شرق قطاع غزة.

الإصابة تزيد الخضري قوة

يقول الخضري لـ"الكوفية"،" سأبقى قويًا أواجه هذه الحياة بكل إرادة، فإصابتي لن تعكس سلبًا على عزيمتي، فهي تزيدني قوة وثبات على حلمي بالوصول إلى العالمية".

ويضيف "الخضري" بصوت شحيح ناتج عن إرهاق التمارين: "قبل إصابتي مارست هوايتي في كرة القدم مع أصدقائي وأبناء حارتي الذين وبتشجيعٍ كبير منهم لي وبمساندة والداي استطعت التغلب على حالتي النفسية الصعبة التي باغتتني عقب أيام من عملية البتر"، مشيرًا إلى أن قدمه اليمني المبتورة، كان يستخدمها في ركل الكرة، ومع ذلك لم يلقِ بالًا لذلك الأمر واستطاع التأقلم مع الأمر بشكلٍ كبير.

ويصف، علاقته مع زملائه المصابين بالأسرة الواحدة بوجودهم سويًا، فهذه اللقاءات لا تزيد النفس إلا إرادة صلبة لمواجهة هذه الحياة- حسب قوله.

اختتم "الخضري" حديثه بتوجيه رسالة لكل المصابين قائلًا: "لا تجعلوا البتر حاجزًا أمام تحقيق أحلامكم وأمانيكم، فهذه الحياة لا تقف عند الإصابة التي يمكن تخطيها ومواصلة الحياة بشكلها الطبيعي".

الإصابة تحرم "أبوسمرة" من ممارسة هوايته

إصابة أخرى تعرض لها اللاعب إبراهيم أبو سمرة، حارس مرمى نادي شباب خانيونس، لكنها حرمته من ممارسة هوايته في لعب الكرة.

يقول "أبوسمرة" لـ"الكوفية"، أنه أصيب خلال مشاركته بمسيرات العودة بطلق مباشر ما أدى إلى كسر بالعظم وقطع بالشريان والأعصاب، موضحًا أن الاحتلال حرمه من ممارسة هوايته المفضلة".

ويؤكد، أنه يخضع الآن لعمليات استشفاء من قبل أطباء العلاج الطبيعي، الذين أكدوا أنه سيعود للسير مجددًا بشكل طبيعي ولكنه لن يستطيع لعب كرة القدم".

ويوضح،" أنه قرر إعتزال كرة القدم بعد الإصابة التي حرمته من ممارسة هوايته وتمثيل منتخب بلاده في المحافل الدولية".

ويطالب أبو سمرة الجهات المعنية بالوقوف إلى جانب اللاعبين الذين حرمتهم الإصابة من استكمال هوايتهم لكرة القدم.

ويطمح الجريحان الخضري وأبوسمرة للمشاركة في أندية كرة القدم لمبتوري الأطراف على المستوى العالمي، حتى يوصلا رسالة للعالم أن جرحى غزة لا يمكن أن ينكسروا بسهولة".