نشر بتاريخ: 2019/04/26 ( آخر تحديث: 2019/04/26 الساعة: 12:13 )

خاص بالفيديو والصور|| مكتبات غزة بلا زبائن.. والغبار يأكل الكتب

نشر بتاريخ: 2019/04/26 (آخر تحديث: 2019/04/26 الساعة: 12:13)

غزة- أحمد سهمود: تقول الحكمة "حين تعزف أمة عن القراءة يكسد فيها سوق الأفكار بموجب قانون العرض والطلب، وينحسر الإبداع، وتضمر الثقافة", ولكن في قطاع غزة باتت الأسباب التي تقف خلف الضمور الثقافي لا تقتصر على قلة القراءة والمطالعة فقط, بل تدخّلت جوانب ومسببات مجتمعية عديدة في الأمر.

مكتبات بلا زبائن

شعبان اسليم، صاحب مكتبة  اقرأ، في تصريحات لـ"الكوفية" ما تقوله الحكمة المذكورة , قائلًا "الوضع الاقتصادي الصعب هو السبب الرئيس لعدم اقبال الناس على القراءة, ويرجع ذلك لارتفاع أسعار الكتب حيث قمنا في المكتبة بتخفيض الأسعار سعيًا منا للتخفيف عن كاهل الناس إلا أن ذلك كان بلا فائدة مرجحًا تأثر سوق الكتب خلال الفترة المقبلة، ليزداد ضعفًا يومًا بعد يوم, إذا بقي الحال كما هو عليه".

يخرج "اسليم" من بيته باكرا كل يوم ليفتح مكتبته طيلة النهار وسط إقبالٍ ضعيفٍ جدًا على شراء الكتب رغم أن المكتبة تقع في مربع حيوي قبالة الجامعات إلى الغرب من مدينة غزة.

الكتب الإكترونية شريك في الأزمة

أما الشاب حسام عبد اللطيف والذي يعمل في مكتبة آفاق كان مخالفًا لسابقه, حيث أكد أن الإقبال على شراء الكتب لم يصل إلى حد الضعف بعد, ولكن نسبة الشراء انخفضت بشكل بسيط ولأسباب عديدة أهمها انتشار الكتب الالكترونية المجانية عبر الانترنت وسهولة الوصول لها وتحميلها, وأن تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد كانت سببا جانبيا في ذلك .

مشيرًا الى أن مكتبته تقوم بتصوير وطباعة العشرات من الكتب للطلبة والمثقفين كل يوم, وسط حالة الإقبال المتفاوتة بشكل مختلف يوما بعد يوم .

أسباب عديدة

أما الشاب محمد عبد الكريم والذي يداوم على المكتبات العامة بشكل دوري ليطَّلع على آخر اصدارات العديد من الكتب والروايات أشار الى أن هناك العديد من المسببات التي لا ننتبه عليها تعد رئيسةً في ضعف الإقبال على القراءة قائلًا: "طرق التدريس في المدارس تعد عاملًا اساسيا في ذلك, فالكميات الكبيرة من المعلومات العلمية التي يتلقاها الطالب خلال مراحله الدراسية تجعله يشمئز من القراءة والمطالعة بشكلٍ عام حيث يُبنى الطالب ويكبر حاملًا عقلية لا تحب الاطلاع والقراءة.

مجتمع لا يحترم القاريء

ومن نواحٍ أخرى بين "عبد الكريم" أن مجتمعنا بطبعه لا يحترم القارئ المثقف بقدر ما يحترم الناس العاديين بسبب غياب الفائدة المرجوة من العلم نتيجة تدني فرص العمل والوظائف.

وأضاف: "الوضع الاقتصادي الصعب له دورا لا يقل عن سابقه بفعل الحصار المنطبق على قطاع غزة منذ 12 عاما والذي أثر على المكتبات بقلة العملية الشرائية.

وأكد أن التطور التكنولوجي بشكل عام له الدور الأكبر في قلة عزوف الناس على القراءة، قائلا: قديما كان الناس يقضون فراغهم بين الكتب ويكتسبون من العلم والثقافة ما يكتسبون,  أما اليوم أصبح الشباب في غنى عن ذلك بسبب اللهو في ما لا فائدة له في مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت. ويعاني قطاع غزة من حصار شديد مستمر منذ أكثر من 12 عام والذي عكس تأثيره على المكتبات في غزة الكبيرة منها والصغيرة , وذلك بفعل عدم السماح بإدخال الكتب من الخارج- غير المسموح بطباعتها-  وتردي الأوضاع الاقتصادية الذي أثر على جيوب المثقفين، الذين باتوا يفضلون توفير قوت يومهم, بدلًا من شراء الكتب.