نشر بتاريخ: 2019/04/14 ( آخر تحديث: 2019/04/14 الساعة: 09:23 )

خاص بالفيديو.. "ميزر أبو ربيع" مأساة جديدة في سجل إهمال المسؤولين لجرحى "مسيرات العودة"

نشر بتاريخ: 2019/04/14 (آخر تحديث: 2019/04/14 الساعة: 09:23)

الكوفية – محمد عابد

معاناة متواصلة يعيشها جرحى مسيرات العودة، ما بين الألم والحسرة والندم، فما بين أسلحة الاحتلال المحرمة دوليًا، وإهمال المسئولين والقيادات، يبقى الجرحى في دوامة لا تتوقف.

ميزر أبو ربيع (37 عامًا) من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة, أحد العمال الذين يحاصرهم الفقر منذ بدء الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة, توجه لمسيرات العودة على أمل كسر ذلك الحصار، في محاولة لتغير الواقع الذي يعيشه, إلا أن أسلحة الاحتلال كانت كفيلة بعودته على كرسي متحرك.

مأساة الفقر والألم في جسد أبو ربيع

لا يتوقف شريط الذكريات الذي يمر بشكل يومي أمام عين الجريح الفلسطيني، أبو ربيع، الذي روى لـ "الكوفية" معاناته الكبيرة، فهو لم يكن من أصحاب الحظ الوفير, ولم يتمكن من الحصول علي وظيفة في السلطة الفلسطينية كغيره، وبدأ رحلة حياته كأي مواطن طبيعي يعيش بشكل اعتيادي.

أبو ربيع، يعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد, اصطف بين طوابير العمال, راضيًا بالواقع الذي فرضته الظروف في قطاع غزة علي كل سكانه، إلي أن كان على موعد مع رحلة معاناة جديدة, تضاف إلي معاناة الفقر, حيث اتسعت مساحة الألم والوجع لديه، فطالت جسده ونفسيته، حيث أصبحت معاناته مزدوجة ما بين مأساة الفقر والألم.

موعد مع الألم

الجريح ميزر أبو ربيع، تحدث لـ "الكوفية" عن تفاصيل مشاركته وإصابته في مسيرات العودة، وقال: "منذ بدء الدعوات لمسيرات العودة حرصت علي المشاركة بكافة فعاليات المسيرات".

وأضاف: "لطالما حملت على كتفي شهداء وجرحي، فكنا نودع الشهيد تلو الشهيد، وعيني تلوح نحو الشهادة، إلي أن كنت على موعد مع ألم ووجع من نوع أخر يختلف عن الشهادة".

وتابع: "في يوم 22/6/2018، خلال مشاركتي في مسيرة العودة بمنطقة خزاعة، حيث بلغت المسيرات ذروتها, وتعالت الأصوات والتكبيرات من الشباب الثائر، في محاولة لاقتلاع ذلك السلك الفاصل بيننا وبين أراضينا المحتلة, باشرت قناصة الاحتلال بفتح نيرانها تجاه المتظاهرين العزل, وأصبت بطلق ناري متفجر في القدم, تم نقلي علي أثره إلي مستشفي الأوروبي جنوب القطاع, لتلقي الإسعاف الأولي ومن ثم تم تحويلي إلى مستشفي الشفاء في مدينة غزة".

45 يومًا من المعاناة والإهمال

45 يومًا قضاها الجريح ميزر، خضع خلالها لقرابة 17 عملية جراحية, منها 8 عمليات تنظيف، و9عمليات جراحية, بدأت بعملية ربط الشريان الرئيس المغذي للقدم بالدم, وتركيب رقعة إسمنتية للقدم, ومعاناة جهاز البلاتين التي لا تنتهي.

ويضيف أبو ربيع لـ "الكوفية": "45 يومًا، شعرت خلالها بأشد وأقصي أنواع الألم, لأعود إلي أطفالي بكرسي متحرك، وخلال كل تلك الرحلة التي خضعت لها, لم تُقدم لي أي مساعدة من أي جهةٍ كانت، سوي مؤسسة "أطباء بلا حدود"، التي قامت بصرف الكرسي المتحرك لتسهيل حركتي، وكذلك تكفلت بالغيار والعلاج الطبيعي الخاص بالجرح.

وتابع: "لم أقبل ببتر قدمي وهى في أسوا حالاتها, منذ لحظة الإصابة, وتحملت الألم والوجع، علي الرغم من قرار الأطباء وقتئذٍ ببترها، إلي أن تم عرضي علي أحد الوفود الأجنبية، الذي قرر زراعة كتلة إسمنتية في القدم بدلًا عن البتر".

وأكد ميزر، أن الطبيب حذره في حال تم فك تلك الكتلة سيكون هناك قصر في القدم بنسبة كبيرة، وأن جهاز البلاتين سيبقي في قدمه طول سنوات عمره, إلا إذا خرج لإجراء عملية في الخارج لتعويض النقص ووصل عضلات القدم.

تحويلة متأخرة بسبب الواسطة و"ضمير المسؤول"

تساءل الجريح أبو ربيع، كيف يرتاح ضمير ذلك المسؤول أمام صرخات مواطن جريح يتألم ويستغيث، دون أن يعيروه أي اهتمام، لافتةً إلى أنه وجه نفس السؤال إلى "أميرة الهندي" مسئولة العلاج بالخارج في مدينة غزة, حين وجد اسمه ضمن كشوف أصحاب التحويلات المرضية للخارج، إلا أن عدم وجود تغطية مالية لهذه التحويله أو "واسطة" تسعي إلي مساعدته في تعجيل السفر، حال دون إتمامها.

ويتابع الجريح ميزر لـ "الكوفية"، أنه "من المفترض ألا تكون معاناة الناس وآلامهم خاضعة للتأخير، ومهمة المسئول الأساسية هي خدمة المواطنين وتوفير كافة الاحتياجات والخدمات لأبناء شعبه، فلا يجوز أن يترك المواطن يتألم دون أن يلتفت له المسئول، فهذه أمانة وواجب عليه".

واستهجن الجريح، من تأخير تحويلته الطبية, والمماطلة بها منذ عدة شهور، وتساءل، ماذا ينتظر المسئولين لإعطائه تحويله للعلاج بالخارج؟!"

مناشدة عاجلة

وختام حديثه لـ "الكوفية"، طالب أبو ربيع، بإيصال مناشدته العاجلة لكافة المسئولين، بضرورة الوقوف بجانب جرحي مسيرة العودة، حيث يعيش معظمهم ظروفًا صحيةً صعبةً للغاية, وهم بحاجة إلي علاج ومتابعة بشكل خاص جدًا.

وشدد على المسؤولين، ضرورة مساعدة الجرحى، في صرف الأدوية، خاصةً وأن معظمهم من فئة العمال، الذين لا عمل لهم، وإصابتهم أفقدتهم الأمل في مستقبل جيد.