خاص بالفيديو|| جندية.. مزارع ذهب لجلب قوت أطفاله ..فعاد بإعاقة مدي الحياة
خاص بالفيديو|| جندية.. مزارع ذهب لجلب قوت أطفاله ..فعاد بإعاقة مدي الحياة
غزة – محمد عابد: خرج المزارع منير جندية من منزله، متجهًا إلى أرضه شرق مدينة غزة بمنطقة الملكة، ليقوم بفلاحتها وزراعة الخضروات التي تعد مصدر رزقه الوحيد، متسلحًا بأدوات الفلاحة البسيطة، دون أن يدري أنه على الجانب الأخر تسلح جندي إسرائيلي على حدود غزة بأحدث المعدات، مستعدًا بذخيرته لقنص المتظاهرين السلميين على حدود غزة وإراقة دمائهم، ولكن طلقاته هذة المرة سكنت جسد "جندية" فنزفت دمائه لتروي بذورًا غرسها في الأرض لتنبت طعامًا لأطفاله.
المزارع منير جندية البالغ 40 عامًا، تحدث لـ"الكوفية"، عن يوم إصابته، وعن أرضه التي تعد مصدر رزقه الوحيد ورحلة علاجه، قائلًا:" أنا أب لـ 10 أطفال، توجهت صباح الجمعة الماضية إلي أرضنا الواقعة شرق مدينة غزة، بالقرب من مخيم العودة الواقع في منطقة ملكة، وفور وصولي منطقة مخيم ملكة حدث إطلاق نار شديد،أصبت نتيجته بطلق ناري متفجر في القدم،علي إثرها تم نقلي إلي المستشفي، هناك لم يكن أي اهتمام أو رعاية، فقد جلست على السرير قرابة الربع ساعة ولم يأتيني دكتور،وفور وصول أخي الأكبر إلي المستشفي، وشاهدني علي هذه الحالة، قام بعمل إشكالية ، وأحضر طبيب، وقام الدكتور بتحويلي على الفور إلى العمليات، وتم إجراء عملية في قدمي، وتم تقطيب الجرح، وفي اليوم الثاني تم تخريجي من المستشفي لان المستشفي يعج بالمصابين، ولا يوجد أماكن فارغة أو أسرة للمرضي، وفي اليوم الثاني لعودتي إلي البيت تواصل معي مؤسسة أطباء بلا حدود، وقاموا بإجراء الغيار اللازم علي الجرح،وقاموا بصرف عكاز طبي، لتسهيل حركتي، وتم تحديد موعد لاحق لإجراء الغيار اللازم له، وكذلك العلاج الطبيعي".
وأضاف جندية لـ"الكوفية" قائلًا:" أنا مواطن بسيط ،لا أجد أي مصدر رزق، ولست موظف، ولا أتبع لأي جهة كانت، أعيل أسرة كبيرة نوعًا ما، ذهبت لأبحث لي ولأطفالي الصغار عن مصدر رزق، أستطيع من خلاله توفير مصروفهم اليومي وطعامهم، ولكني عدت لهم بعكاز طبي وإعاقة ستبقي معي ما بقي من حياتي، وفوجئت فور عودتي من المستشفي بأني بحاجة إلي مبلغ كبير لشراء العلاج اللازم لي، وأنا لا أملك من ذلك المبلغ أي شيء".
ويضيف جندية:"من خلال وجودى في المستشفي ليوم واحد شعرت أنى في مكان لا يصلح أن يطلق عليه اسم مستشفي،هناك لا يوجد أسرة ولا علاج ولا يوجد رعاية بالمصابين، حتى غرفة العمليات من الصعب أن دخولها في حال كان هناك عملية تجري في وقت وصول أحد الجرحى إلي هناك".
وناشد جندية من خلال "الكوفية" كافة المسئولين بضرورة توفير مستشفيات ذات إمكانيات عالية، لأن قطاع غزة يصنف ضمن الأماكن المنكوبة والتي تحتاج إلي أجهزة ومعدات ومستشفيات مجهزة علي أكمل وجه، مطالبًا بضرورة توفير العلاج المجاني لكافة الجرحى خصوصا جرحي مسيرات العودة، وتوفير راتب شهري، أو توفير فرص عمل لهم، حتى لا يتحولوا إلي متسولين كما هو حال البعض منهم".