نشر بتاريخ: 2019/04/10 ( آخر تحديث: 2019/04/10 الساعة: 01:41 )
حسن عصفور

"يد عباس" الممدودة في الاتجاه الخطأ...هل تعتدل!

نشر بتاريخ: 2019/04/10 (آخر تحديث: 2019/04/10 الساعة: 01:41)

وأخيرا توقفت "أوهام" البعض الفلسطيني ونجحت "أحلام" بعضهم بفوز أولي للتكتل الإرهابي اليميني المتطرف في إسرائيل، وعاد نتنياهو ليتوج "إمبراطورا" لدولة هي الأكثر عنصرية في عالمنا الحديث، وآخر استعمار استيطاني على كوكب الأرض.

خسر البعض الفلسطيني، الذي راهن أن يتم تعديل مسار العنصرية شديدة السواد بفوز تحالف أقل سوادية بقيادة جنرال لا زال بلا أي خبرة سياسية، ومعه شاؤول موفاز أحد الشخصيات التي ارتكبت جرائم حرب، بعد نشر تسجيلات عن طلبه بقتل أكبر عدد من الفلسطينيين خلال المواجهة الكبرى التي قادها الشهيد الخالد المؤسس ياسر عرفات، من 2000 – 2004.

لم يكن ابدا موفقا ان يخرج رئيس حركة فتح (م7) ورئيس سلطة الحكم المحدود محمود عباس بتصريح سياسي يعلن فيه بأن يده ممدودة للطرف الإسرائيلي، وتحول فجأة وهو يفتتح مشروع استثماري للصندوق الذي يشرف عليه، الى "داعية" بأن ينتخب "الشعب الإسرائيلي" من يريد السلام، تصريح بدأ وكأنه يلهث وراء سراب لم يقتنع بعد عباس بانه قد تبخر منذ سنوات بعيدة، وانتهى رسميا بتطبيق أغلب خطة ترامب الإقليمية.

وسقطت حركة حماس سقطة سياسية بأن سمحت لأحد قادة القسام الحديث تلميحا عصر يوم الانتخابات تهديدا بما يساهم بالتصويت لصالح اليمين المتطرف، وعمليا لصالح نتنياهو، وهو خيارهم العملي لاستكمال "تفاهمات غزة"، وتحسبا من تصريحات قادة "ازرق أبيض" التي انحازت علانية لصالح سلطة الحكم المحدود في رام الله، ما يهدد "تفاهمات تحالف حماس".

انتهى الرهان والوهم لقيادة سلطة رام الله، ولم يبدأ الفرح بعد لقيادة حماس، بل قد لا يستمر فعلا مع طبيعة التصويت الانتخابي، ولن يكون نتنياهو في ذات الموقع ما قبل الانتخابات مع حماس كما بعدها.

السؤال المركزي لن يكون لحماس، بل للرئيس محمود عباس، هل وصلتك الرسالة، بأن يدك الممدود لهم تم قطعها نهائيا، وأنك لم تعد بذي بال في المشهد الإسرائيلي، وكل ما توقعته وغامرت بسمعة الفلسطيني في تصريح لبس "ثوبا هباشيا" دعاءا وترجيا، خاب.

أغلقوا كل الأبواب في وجهك، فلم يبق لك سوى الباب الفلسطيني، الذي حاولت عبر سنوات طوال أن تغلقه بمفتاح ناله الصد، تصرفت خلافا لما كان يجب أن تتصرف وطنيا، رغم كل ضجيج الكلام، لم تلتزم بأي من قرارات الشرعية الرسمية منذ العام 2015، تعاملت معها بكل خفة واستخفاف، أوصلت الإطار الرسمي الى مرحلة انحداريه نادرة، ساهمت بتعبيد طرق المشروع التهويدي في الضفة والقدس، ونال بني صهيون ما لم يحلموا به بسرعة قياسية منذ ان تم تنصيبك.

الفرصة الأخيرة امامك، وقد تكون محدودة جدا زمنا ومكانا، أن تعيد الذاكرة فقط لما قررت الأطر الفلسطينية، لا أكثر وربما نمنحك فرصة أن تنفذها بأقل قليلا، الفرصة الأخيرة لتعطيل مسار "التهويدية" التي باتت سرطانا في جسد مشروع الشعب الفلسطيني الوطني.

لست بحاجة للتفكير في جواب السؤال: ما العمل، فكل الأجوبة متوفرة في درج مكتبك، ولن تحتاج مساعدة "صديق"، وما تحتاجه فقط ازالة "غبار" الرهبة والارتعاش عنها، ولا نود قول غير ذلك.

لا تفكر خوفا بل فكر بما يمكن أن يكون نهاية، أعد اتجاه يديك الى الاتجاه الصواب، نحو الداخل الوطني، بعد رحلة تيه سياسية نحو الخارج غير الوطني...ورغم كل شيء تستطيع أن تكون الأقوى لو آمنت بما للشعب الفلسطيني من قوة وقدرة وإمكانيات...فهل تعي وتعيد حركة اتجاه يديك: تلك هي المسالة.
ومجددا الى قيادة حماس، أفيقوا من "وهم" النصر الخادع، فكل ما حدث "مسكنات سياسية" قد تتبخر في لحظة ضغط من ارهابيين على الإرهابي الحاكم، وكل صراخ الصواريخ لن يقيم وزنا عندها، وبدلا من تهديدات بلا طائل للعدو، اعيدوا صواب المنطق السياسي الى الداخل الوطني، بتعديل منهج التفكير بان حماس مهما بلغت شانا لن تستقيم دون الكل الفلسطيني، ولن تذهب ابعد من كونها حركة لتحسين مستوى المعيشة في أحسن أحوالها لو واصلت منهجها المتعاكس مع الوطنية العامة.

انتهى الدرس يا "أذكياء"، فهل تبدأوا جديدا...الشعب ينتظر ولا غيره!

ملاحظة: لفت الانتباه أن عباس لم يأخذ معه الحمد الله في "رحلته التاريخية" من مكتبه الى مشفى برام الله لافتتاح أحد مشاريع صندوقه الاستثماري، رغم انه لا زال مسيرا كوزير أول...شكله الغضب واصل الى قمته.

تنويه خاص: أمريكا وبريطانيا وتركيا وقطر وإيران وإيطاليا والجماعات الإرهابية وتحالف الشر السياسي في طرابلس، تولول من التدخل الخارجي مع كل مكسب للجيش الوطني...شكل هاي الدول صارت "أحزاب ليبية"، كم أنتم عار!