أول جريحة في مسيرات العودة
خاص بالفيديو|| "نهلة البرعي"..رصاصة حطمت آمالها وإهمال المسؤولين يقتلها
خاص بالفيديو|| "نهلة البرعي"..رصاصة حطمت آمالها وإهمال المسؤولين يقتلها
الكوفية - محمد عابد
لطالما حَلُمَت بالعودة إلي "دَمره" بلدتها الأصلية، التي لا يفصلها عن قطاع غزة سوى معبر بيت حانون/ إيرز، ورأت في مسيرات العودة الكبرى وسيلة لتحقيق حلمها، لكن رصاصات الغدر الصهيوني حالت دون ذلك.
نهلة البرعي (45 عامًا) من شمال قطاع غزة، أول جريحة في مسيرات العودة، هي أم لثمانية أطفال، تركت بيتها وأطفالها وانتفضت استجابة لنداء الوطن، إلا أنها عادت إلي صغارها برصاصة اخترقت كلتا قدميها، ليضاف إلى حياتها عكاز طبي يلازمها مدى الحياة.
رصاصة مباغتة
"الكوفية" تواصلت مع الجريحة نهلة البرعي، لتروي معاناتها التي تعيشها، منذ أكثر من عام.
وتقول البرعي: "في البداية، لم أنم طوال ليل الخميس 29/3/2018، توقًا للمشاركة في فعاليات أول جمعة لمسيرات العودة على حدود القطاع 30/3/2018".
"بمجرد أن أشرقت الشمس بدأت أسال الجيران عن موعد انطلاق حافلات المسيرات، وبعد صلاة الظهر ذهبت إلي مكان تجمع الحافلات المخصصة للسيدات، لينقلنا إلي منطقة أبو صفية علي الشريط الحدودي شرق قطاع غزة، وبدأت النار تغلي بداخلي حين شاهدت الجماهير وحجم المشاركة الهائلة، خاصة أن ما يفصلني عن "دمره" فقط مئات الأمتار".
وتضيف: "بلا شعور وجدت نفسي أتقدم نحو السياج الفاصل، حينها بدأ الشبان بتقديم النصيحة بالتراجع إلى الخلف، لأن هذه المنطقة خطر، لكنى لم أكترث لنصائحهم وتابعت التقدم، إلي أن وقفت فوق تلة عالية، وبدأت بالهتاف" بالروح بالدم نفديك يا فلسطين، نفديك يا قدس".
وتابعت: "نظرت أمامي فإذا بمجندة إسرائيلية، ليس بيننا سوي أمتار معدودة، فهممت لألتقط حجرًا أرميها به، فباغتتني برصاصة اخترقت قدمي اليسري، وتفجرت بقدمي اليمني".
عجز وقلة حيلة
بتأثرٍ شديد تابعت البرعي، روايتها لـ "الكوفية"، قائلة: "أردتني رصاصة المجندة الإسرائيلية أرضًا، لأفقد وعيي على الفور، قبل أن استفيق داخل مستشفي الأندونيسي، وأخضع لعدة عمليات، كانت أصعبها عملية "الرقعة" في قدمي اليمني".
وأضافت: "مررت بالكثير من اللحظات الصعبة منذ إصابتي، لكن أشد تلك اللحظات صعوبة، كانت بعد خروجي من المستشفي بعدة أيام، فلم يكن في المنزل أحد غيري، وكنت بحاجة لإحضار زجاجة ماء، لكني لم استطع السير سوى عدة خطوات، لأسقط أرضًا، شاعرة بالعجز الشديد وقلة الحيلة، فقبل أن أُصاب كنت أمارس الرياضة، وأمارس أعمال البيت كافة، والآن بالكاد أستطيع أن التحرك من الغرفة تجاه الحمام، ولا أستطيع العمل بواجباتي البيتية تجاه أطفالي".
وتابعت: "بعد الخروج من المستشفى وجدت نفسي وحيدة، طريحة الفراش، ليس لدي سوى رفيق دربي الجديد "العكاز الطبي".
مناشدة للمسؤولين لعلهم يتذكرون
البرعي ناشدت "الكوفية" أن توصل رسالتها، لعل المسؤولين يرونها، ويتذكرون أنها أول جريحة في مسيرات العودة، وهي بحاجة إلي علاج مستمر، ولا تملك المال لشرائه، وقالت: "لم يطرق بابي أي شخص من المسئولين، ولم يقدم أي شخص على مساعدتي بأي شكل كان"
وأضافت: "تجاوز علي إصابتي عام كامل، ولم يأتِ شخص واحد لمساعدتني، علي الرغم من أني أول جريحة في مسيرات العودة، وكلما توجهت إلي أحد المسئولين كانت الإجابة، أنه يجب التوجه إلي أقرب إمام مسجد في منطقتي ليتم إدراج اسمي علي بند المساعدات، إلا أن كل ذلك لم يأتِ بنتيجة".
وتابعت: "لا أنام الليل، وألجأ إلي الصيدلية المجاورة لاستدانة العلاج، لكن بعض الأحيان يرفضون ذلك، ما تسبب في تأخير شفائي، وها أنا اليوم بعد عام من إصابتي أقف أمام نكبة جديدة "تراكم الديون" التي رافقت الإصابة ولا أعرف كيف أقوم بسدادها".
وفي ختام حديثها مع "الكوفية"، ناشدت البرعي، المسؤولين عن مسيرات العودة بضرورة الوقوف إلى جانب الجرحى، وتوفير العلاج المناسب لهم، ليتحقق شفائهم علي أكمل وجه، وكذلك توفير أدني مقومات الصمود لهم، وتوفير راتب شهري لهم لو بأقل القليل ليتمكنوا من شراء العلاج اللازم، خاصة وأنهم ضحوا بأجسادهم لأجل فلسطين.
كما دعت قيادات الوطن في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، إلى ضرورة إتمام الوحدة الوطنية، لنستطيع العودة إلي ديارنا، وقالت: "لن نعود ونحن منقسمين بهذا الشكل".
الكوفية