خاص بالفيديو|| محمود شبير.. «أسير الكرسي المتحرك» ممنوع من العلاج بالخارج بأمر المسؤولين
خاص بالفيديو|| محمود شبير.. «أسير الكرسي المتحرك» ممنوع من العلاج بالخارج بأمر المسؤولين
غزة: بملامح يكسوها الإحباط والاكتئاب جلس الجريح محمود شبير، البالغ من العمر 22 عامًا، يفكر في واقعه المأساوي، بعدما أصيب بـ"طلق ناري متفجر" قلب حياته رأسًا على عقب.
يقول الجريح "محمود شبير" من مخيم جباليا الواقع شمال قطاع غزة، في تصريحات لـ"الكوفية": "إن الإصابة أحالت حياته إلى مشهد سوداوي، فالأمل في مستقبل أفضل بالنسبة له تلاشى بعد إصابته برصاص الاحتلال.
طلق متفجر في القدم
"شبير" وصف يوم إصابته باليوم الأسود، مضيفًا: "في صباح 22 فبراير الماضي توجهت إلى مخيم العودة، شمال القطاع في منطقة أبو صفية، برفقة مجموعة من الأصدقاء، وخلال تواجدنا في المخيم، لمتابعة فعاليات المخيم، حدث إطلاق نار كثيف، فأصبت بطلق ناري متفجر في القدم اليمني، ثقب القدم اليمني وتفجر في القدم اليسرى، وتسبب فى تهتك الأربطة وتفتت العظام، وانقطاع شريان الدم الرئيس في القدم اليسرى".
عناية الله حالت دون البتر
محمود تحدث لـ"الكوفية" عن رعاية الله التي حالت دون بتر قدمه، مؤكداً أنه تم نقله على الفور بسيارة إسعاف، كانت تقف بالقرب من المكان الذي أصيب فيه، وتم نقله لمستشفي الرنتيسي فى شمال القطاع، وهناك خضع لعملية جراحية استمرت لعدة ساعات، خرج بعدها إلى قسم الجراحة العامة، ليمكث عدة أيام هناك، إلي أن قرر الأطباء خروجه من المستشفي، بعد تزايد أعداد المصابين يومًا تلو الأخر .
أصعب اللحظات
"شبير" أكد أن أصعب اللحظات التي مرت عليه كانت لحظة استفاقته من البنج، بأنها كابوس تمني لو أنه لم يراه، بعدما استيقظ على قدمه ممدودة أمامه، ملفوفة بالضاغط والجبس، والأخرى مثبتة بجهاز تثبيت العظام البلاتين، وبدأ بعدها يتخيل مستقبل حياته الجديدة، وكيف سيكون شكلها، وكيف ستمر أيامه بعدما أصبح معاقًا، حينها شعر بطعم الحسرة والمرارة التي لم يشعر بها من قبل.
ممنوع من العلاج بالخارج
وأردف شبير، أنه لم يحصل على نموذج للعلاج في الخارج، بحجة أن علاجه متوفر في قطاع غزة، على الرغم من وجود قصر 4 سنتمتر في قدمه اليسرى نتيجة تفتت العظام، نتج عن انفجار الطلق الناري في قدمه، ولكن الأطباء يصرون على إخضاعه لعملية جراحية في مستشفيات غزة،، ولكن شبير يقول أنه لا يملك "واسطة" تؤهله للحصول علي تحويله للعلاج بالخارج، وهو ما وصفه بأنه السبب الحقيقي لعدم حصوله علي التحويلة.
علاج بالمسكنات
شبير قال إن كل العلاج الذي تم وصفه له من قبل الأطباء عبارة عن مسكنات وقتية للألم فقط، يتجدد الألم مرة أخرى فور انتهاء مفعول ذلك المسكن، ليبدأ بعدها رحلة المعاناة والوجع.
واستهجن "شبير" طريقة تعامل المسئولين في قطاع غزة مع جرحي مسيرات العودة، وعدم تقديرهم والاستهانة بآلامهم وجراحهم، بخلاف طريقة التعامل التي لا ترقى للتضحية التي بذلوها من أجل الوطن.
وأوضح أن الجرحى ضحوا بدمائهم وأجسادهم من أجل الوطن، ولكن المسؤولين في فلسطين دائمًا دائمًا ينسون من يقدم التضحية للدفاع عن أرض فلسطين، فلن تجد أحد منهم يطرق باب منزلك، بعد إصابتك، فالجرحى لم يتلقوا أي شيء معنوي أو مادي ليشعروا أنهم علي رأس أولويات المسئولين.
جريح منسي أسير للكرسي
"شبير" أكد أنه لم يتلق أية مساعدة أو منحة من أي جهة كانت في قطاع غزة، خاصة الجهات التي تقوم بدعم ومساعدة جرحي مسيرات العودة، لأن التسجيل فقط يتم من خلال المساجد، وهو لا يستطيع الخروج من المنزل مطلقاً، فهو الآن أصبح أسيرا للكرسي المتحرك، وذلك العكاز الطبي الذي يحاول أن يتصاحب معه ولكن دون جدوى".
وناشد شبير من خلال "الكوفية" كافة الجهات المعنية والمسئولين بضرورة توفير الرعاية الصحية أولا لكافة جرحي مسيرات العودة، وتوفير العلاج اللازم لهم كل حسب حالته، بدلا من المسكنات التي لا تجدي نفعا، وضرورة تنحية مبدأ "الواسطة والمحسوبية" في التعامل مع الجرحى، كما وطالب بضرورة الاهتمام بمطالب الجرحى من توفير رواتب ولو رمزية تعينهم على إكمال حياتهم ومواجهة أعباء الحياة.