فروانة لـ"الكوفية": بوادر انفراجة في أوضاع الأسرى
فروانة لـ"الكوفية": بوادر انفراجة في أوضاع الأسرى
خاص: غزة: أكد عضو المجلس الوطني والخبير بشؤون الأسرى،عبد الناصر فروانة، لـ"الكوفية"، أنه هناك بوادر انفراجة في أوضاع الأسرى، وعودة الهدوء في سجون ومعتقلات الاحتلال، وذلك بعدة شهور من التوتر الذي عاشته الحركة الأسيرة، بفعل الهجمة الشرسة التي تعرضوا لها، حيث الاقتحامات والاعتداءات والتنكيل والتخريب والعبث بالمحتويات والعزل وفرض الغرامات.
وأضاف فروانة:" أن تضارب مضامين البيانات التي صدرت مؤخرًا و حملت آخر الأخبار الآتية من السجون حول الإضراب والتفاهمات مع إدارة السجون، تعكس وبصراحة حالة اللا توافق التي تعيشها الحركة الأسيرة، كما وتعكس الاختلاف فيما بين الأسرى حول طبيعة الأدوات التي يمكن اللجوء اليها في مواجهة إدارة السجون وإجراءاتها".
وتابع:" بكل الأحوال فأن الاختلاف لن يفيد الأسرى، وهم بحاجة إلى الجلوس سويًا وإجراء حوار داخلي وجدي بعيدًا عن أي اعتبارات حزبية أو سياسية، والخروج برؤية موحدة حول كيفية التعامل مع الإدارة في هذه المرحلة، وطبيعة أدوات المواجهة".
وأوضح فروانة:" أنه وفي ذات السياق يمكن القول أيضا أن انعدام ثقة الأسرى بإدارة السجون ووعوداتها، وعدم قناعة الكثير من الأسرى بجديتها، خاصة وأن هناك من يرى فيها بأنها مجرد التفاف على الإضراب وتهدف الى افشاله، يدفع أصحاب خيار الإضراب إلى الإصرار على خيارهم، حتى وأن لم يلحق الآخرين بهم.ويصرون على البدء في خوض الإضراب المفتوح (المتدحرج) يوم 7/4 ".
وأكد فروانة لـ"الكوفية"، أن الحالة المعقدة في السجون وتصاعد الإجراءات القمعية بحق الأسرى تنذر بانفجار قريب في وجه إدارة السجون. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية أن استمرار هذا التضارب مؤشر غير ايجابي وينذر بتعزيز الانقسام الداخلي واتساع الفجوة الداخلية بين الأطراف الأساسية مما قد يضعف أي خطوات نضالية.
واختتم فروانة حديثه قائلًا:" مرة أخرى أتمنى على الأسرى ومن يقف بجانبهم الابتعاد عن التجاذبات السياسية والمصالح الفئوية الضيقة، والتوصل إلى صيغة توافقية حول آليات التعامل مع الادارة في هذه المرحلة وأدوات المواجهة المناسبة. والخروج ببيان توافقي وجامع"، لافتًا إلى أنه "أيا كانت خيارات الأسرى فنحن نقف إلى جانبهم وسنكون سندا لهم ولن نخذلهم".
من ناحية أخرى أفاد هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وفقًا لمصادرها الخاصة، أن الامور تأزمت بشكل كبير بعد قيام إدارة المعتقلات والسجون بنصب اجهزة تشويش في "عوفر" والنقب، وما ترتب عليها من أضرار صحية وحرمان المعتقلين من مشاهدة التلفاز والاستماع الى الإذاعة، علما أن الأجهزة التي ركبت تستخدم لأول مرة، وتأثيراتها عالية جدا.
وأضافت الهيئة في البيان الذي أصدرته اليوم الجمعة، أنه "نتيجة لخطورة الأوضاع، عقد بالأمس اجتماعا مطولا بين قيادة حركة فتح بالسجون وإدارة المعتقلات والاستخبارات، وتم مناقشة الوضع الراهن وخطوات الحركة الأسيرة خلال الفترة المقبلة والتي قد تصل الى إضراب مفتوح عن الطعام يبدأ الأسبوع المقبل، وبعد تجاذبات وحدية في الحوار تم التفاهم على جملة من الأمور في مقدمتها إزالة أجهزة التشويش التي وضعت خلال الفترة الماضية، وتركيب أجهزة تلفون عامة في ساحات المعتقلات".
واختتمت الهيئة بيانها أنه سيتم اليوم تجميع بعض قيادات الحركة الأسيرة الفلسطينية داخل السجون في معتقل "ريمون"، حيث تم وضعهم في تفاصيل الحوار والجلسة التي عقدت مع الإدارة والاستخبارات، وان هناك موافقة مبدئة على إعادة الهدوء من قبل الجميع ضمن الالتزامات المتفق عليها، وسيتم الانتظار حتى انتهاء الاجتماع في "ريمون" مساء اليوم، لإعطاء قرار نهائي.
يذكر أن المستجدات الأخيرة في معتقلات الاحتلال، جاءت بعد قيام لجنة وزير الامن الداخلي في حكومة الاحتلال جلعاد أردان، بدراسة الاوضاع الحياتية للأسرى، وأخذت توصياتها بعد زيارة كافة السجون بالتضييق عليهم وفرض أمر واقع جديد.