نشر بتاريخ: 2019/04/05 ( آخر تحديث: 2019/04/05 الساعة: 04:31 )

خاص بالفيديو|| أبو شعيرة.. مصاب حاصر وجع رصاص الاحتلال بأعماله التراثية

نشر بتاريخ: 2019/04/05 (آخر تحديث: 2019/04/05 الساعة: 04:31)

محمد عابد: تحدث المصاب المسن علاء أبو شعيرة البالغ من العمر 58 عامًا، لـ"الكوفية"، عن يوم إصابته برصاص قناصة الاحتلال على حدود غزة أثناء مشاركته في فعاليات مسيرات العودة، واصفًا المشهد المرعب في يوم استجاب فيه لنداء الوطن. 

ومنذ إنطلاق مسيرات العودة في 30 مارس من العام الماضي، لم ترحم قناصة الاحتلال المنتشرة علي طول الحدود الشرقية لقطاع غزة أحدًا، لم يسلم طفل أو شيخ أو عجوز من تلك الطلقات الغادرة، حيث استهدفت قناصة الاحتلال بدم بارد كل متظاهر سلمي يصل منطقة الحدود الشرقية، ولكن حب فلسطين والحلم بالعودة للأراضي الفلسطينية التي اغتصبها الاحتلال الإسرائيلي، هو شعور لا يمكن أن يغيره سلاح مهما بلغت قوته .

كثير من المشاهد القاسية، المؤلمة، رسمت في مخيمات العودة، ألاف الرصاصات التي أطلقها القناصة الإسرائيليين تركت خلفها ألم ووجع  لا تحتمله الجبال، المسن علاء أبو شعيرة 58 عاماً أحد تلك المشاهد المؤلمة، والذي أصيب مساء يوم 14/5/2018 علي الحدود الشرقية لقطاع غزة، بطلق ناري متفجر أسفر عن بتر قدمه، ليصبح قعيد الفراش .

تحدث عادل أبو شعيرة لـ"الكوفية" عن يوم إصابته برصاص قناصة الاحتلال قائلًا:" ذهبت إلى مسيرات العودة تلبية لنداء الوطن، ولم أقترب من السياج الحدودي، ولم أغادر مخيم العودة "ملكة "، كانت المسيرة سلمية للغاية، فقد كان هناك مجموعة من الشبان يقومون برسم جداريه، ومجموعة أخرى ترقص الدبكة، وسيدة عجوز تصنع خبز الصاج، وفجأة بدأت قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين، لتسقط الإصابات علي الأرض في مشهد مرعب، حينها شعرت بشي يخترق قدمي، وشعرت أن قدمي قد طارت في السماء، وتم نقلي إلى مستشفي الشفاء، وهناك تلقيت العلاج ودخلت مرحلة علاج صعبة للغاية، لا يمكن لأحد تخيلها أو وصفها،  لم يتم بتر قدمي علي الفور، وحين استفقت من البنج ووجدت قدمي بمكانها شكرت الله عز وجل،  وبعد عدة أيام بدأ لون القدم يتغير ويصبح أسودًا، وبدأت الأوجاع تزداد، وبدأ الورم يزداد، إلي أن قرر الأطباء بتر قدمي في مستشفي الشفاء، والحمد لله علي كل حال "

الأصعب من البتر

وتابع أبو شعيرة :" الأصعب من البتر هو الألم الذي تلا عملية البتر،  سواء ألمًا جسديًا أو نفسيًا،  فقد عشت ظروف قاسية، كنت أسمع أن كثير من المصابين تحولوا إلي مدمنين بسبب الأدوية المسكنة التي يتم  وصفها لهم، وأنا لا أريد أن أصبح مدمن،  لذلك توقفت عن الدواء،  حاصرت ألامي وأوجاعي،  وتعايشت معها لتصبح رفيقة دربي، وقمت بتفصيل قدم بنفسي في المنزل "قدم شبح " لأوهم نفسي أن هناك قدم ثانية أتحرك بها، ولكي أتغلب علي هذا الوضع الجديد، وحتى الآن أتابع علاجي الطبيعي حتى اليوم"

ويضيف أبو شعيرة لـ"الكوفية" :" منذ الصغر عملت في نجارة الخشب الأحمر،  وبعد ازدياد الحصار واشتداده علي القطاع،  عملت علي بسطة لبيع الأكلات الشعبية، إلي أن أصبت وفقدت مصدر رزقي، وها أنا أجلس في البيت بين أربعة جدران،  الديون تتراكم من هنا وهنا، ولا أعلم كيف ستسير الحياة بنا ".

إصرار علي البقاء والحياة

وأردف أبو شعيرة :" من خلال عملي نجار في الخشب الأحمر، تشكلت لدي هواية تفصيل وتجميع الأشكال، لتخرج علي شكل تحف جميلة، ومن خلال جلوسي في البيت، ولطرد الملل والاكتئاب،  قررت أن أكسر وحدتي، وأن أتعايش مع هذه الإصابة، وأن أشغل نفسي ووقتي في شيء أحبه وأتسلى به، وبدأت بعمل أشكال الزينة، فشغلت من الورق المقوي القدس،  والمسجد الأقصى،  وقبة الصخرة، وكذلك اشتغلت أشياء من التراث الفلسطيني , الغرض من هذه الفكرة التسلية فقط ".

وناشد أبو شعيرة كافة المسئولين وأصحاب القرار مناشدة تحمل الهم الوطني، مطالبًا بضرورة الوحدة الوطنية، وتوحيد الصف الوطني الفلسطيني، ليتسنى للشعب الفلسطيني مواجهة هذا المحتل الغاشم، مؤكدًا أن "وحدتنا هي سر قوتنا وبقائنا، واستعادتنا لكافة حقوقنا المسلوبة" .