نشر بتاريخ: 2019/02/21 ( آخر تحديث: 2019/02/21 الساعة: 16:58 )

القيادي د. عبد الحكيم عوض: لا حل لمشاكلنا إلا بإجراء «انتخابات عامة» تعبر عن الشعب

نشر بتاريخ: 2019/02/21 (آخر تحديث: 2019/02/21 الساعة: 16:58)

»»» الاحتلال يعلم أننا منشغلون بخلافاتنا وهو ما أفقدنا التعاطف الدولي

»»» ما يجري في "باب الرحمة" هو جزء من معركة عض الأصابع بين الاحتلال والفلسطينيين

»»» فشل محادثات موسكو كان معروف مسبقًا

 

متابعة خاصة: قال القيادي الفلسطيني وعضو المجلس الثوري لحركة فتح الدكتور عبدالحكيم عوض، إن الاحتلال أعد مخططاً مكتمل الأركان لتدمير الأقصى ولتهويد المقدسات والسيطرة على القدس وتحويلها إلى "القدس الكبرى عاصمة موحدة لدولة إسرائيل"، مضيفًا: "ما يجري في باب الرحمة الآن هو جزء من معركة عض الأصابع بين الاحتلال ممثل في المجرم نتنياهو وقطعان المستوطنين والمتشددين الإسرائيليين في القدس وبين الشعب الفلسطيني".

وشدد "عوض" خلال استضافته في برنامج "بصراحة" الذي يقدمه الإعلامي عامر القديري، على فضائية الكوفية، على أن جس النبض الذي يجري بين اللحظة والأخرى هدفه بالدرجة الأولى والأخيرة معرفة مدى إمكانية تنفيذ هذا  المخطط دونما وجود حالة من ردة الفعل المزعجة لدى الاحتلال وحكومته وأمنه وبالتالي يحاولون بين الفنية والأخرى جس نبض الفلسطينيين ليس فقط في القدس وإنما في الضفة وغزة والشتات".

وأوضح أن ما حدث في باب الرحمة هو نفسه في موضوع البوابات والكاميرات ومسجد الرواق، وهو الذي يحدث يوميًا بحجة البحث عن آثار تحت المسجد الأقصى، وكلها محاولات هدفها أكبر عملية تقويض للمقدسات الإسلامية والقدس.

وأضاف عوض، أن واشنطن توفر الغطاء للاحتلال في كل ما يفعله فلم تعد محددات القلق المتوفرة لدى الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب هي نفس محددات القلق لدى الإدارات الأمريكية السابقة التي لم تجرؤ على نقل سفارتها إلى القدس، مؤكدًا أن الحكومة الأمريكية الفاشية الحالية معروفة بإنحيازها الفاضح ليس للاحتلال وإنما لنتنياهو شخصيًا.

وقال عوض إن الاحتلال يعلم تمامًا أن الفلسطينيين منشغولون بخلافاتهم وانقساماتهم، وهي الآفات التي أفقدت الفلسطينيين تعاطف العالم.

وأكد عوض أن ما يخيف وما يقلق هو أن جس النبض المتواصل يفضي إلى أن تنفذ المخططات الإسرائيلية بالكامل في يوم وليلة، متسائلًا أين الحراك الفلسطيني، مطالبًا كل أبناء الشعب الفلسطيني من فصائل ونخب وقواعد شعبية أن تنتبه لما يحدث في القدس وينتفض لحمايتها، وأن لا يتم تغييبها تحت وطأة المواضيع الأخرى كالخلافات والتلاسن الإعلامي بين طرفي الانقسام، فالقدس يجب أن تجمع كل الفلسطينيين عليها.

وأضاف "عوض" أن خطوات الاحتلال لا تأتي بغرض توجيه ضربات عشوائية وإنما تأتي من منطلق دراسة وتفكير المؤسسة الأمنية بكاملها التي تدرس ردات الفعل ليس من الشعب الفلسطيني فقط ولكن من القيادة الفلسطينية والرئيس عباس، وبالتالي هم يعلمون تمامًا أنه عندما يتخذون قرار القرصنة على أموال المقاصة فهم يدرسون كل الجوانب وردات الفعل الناتجة عن هذا القرار.

وأكد عوض أن هذه الأموال من حق الشعب الفلسطيني، والامتناع عن أخذ فلس من هذه الأموال هو تنفيذ لرغبة الاحتلال، لافتًا إلى أن حجم رد الفعل الرسمي الفلسطيني لا يرتقي بالمطلق إلى مستوى هذا الإجراء الخطير، فالأمر لا يتعدى سوى تهديدات لم تنفذ على أرض الواقع عبر قرارات المجلسين المركزي والوطني، حتى تجرأت إسرائيل على اتخاذ قرارات لم تجرأو عليها من قبل.

وأكد "عوض" أن روسيا تسعى ولا تزال لإعادة مكانتها لجهودها في الشرق الأوسط، وهذا ما يجعلها حريصة على طي صفحة الانقسام لمعرفتهم بدلالات ذلك على الشعب الفلسطيني والقضية، بحكم متابعتهم للقضية، لكن الصادم أننا كنا نعلم أن هذه الجولة من محادثات المصالحة ستبوء بالفشل، بسبب وجود طرفان يتخذان من الإجراءات اليومية لتوسيع مساحة الخلاف بينهما- في إشارة إلى حركتي فتح وحماس- وبالتالي فنتيجة (الصفر) التي خرجت بها المحادثات الروسية كانت معروفة مسبقًا.

وأضاف، أن "كل ما ظهر على شاشات التلفزيون من ابتسامات وملاطفات لم تكن سوى نفاق لم ينخدع به المواطن الفلسطيني، لكن الصاعق في الموضوع أن هذه الفصائل لم تتفق على بيان أو مبادئ سياسية حتى من باب الكلام المرسل، وهذا ما يضعنا في مربع المراقبة، ويوصلنا إلى مربع الشعور بأن الأمر بات عصيًا على الحل".

وتابع: "أن الانقسام أصبح سرطانًا ليس له علاج، وهو ما شكل صدمة كبيرة للأسف الشديد للشعب الفلسطيني، ونحن لا نعتب على  الدعوة الروسية، ولكن كل الملامة على الفصائل الفلسطينية، التي أضاعت فرصة تاريخية لإنهاء الإنقسام".

وأكد "عوض" أن مبادئ العمل الفلسطيني تقوم على عدم التخدل في شؤون الآخر، ولكننا سمحنا لهذا الآخر بالتدخل في شؤوننا، نظرًا لعدم وجود إرادة فلسطينية نظرا لغلبة المصلحة الحزبية على الهم الوطني والمصلحة الوطنية.

وأوضح أن أطراف الانقسام تتعامل بمنطلق التصعيد والثأر الدائم، وهذا ما أوصلنا لما نحن فيه، وبالتالي أصبح الشعب الفلسطيني على ثقة بأن أي لقاء حتى لو كان في المريخ فلن يفضي لطي صفحة الانقسام".

وقال "عوض" إن الوضع الفسطيني يتجه إلى الكارثة والمصيبة الكبري، أو "النكبة الثانية"، فرغم توافر الكثير من الحوافز التي تدفعنا للسير في اتجاه عكس ما نحن فيه إلا أننا، ورغم ذلك نسير في طريق الانقسام، وهو ما يجعل الاحتلال يتلذذ يوميًا بما يحدث، ويخطط للسيطرة على كل هذه الأرض، وكيف يهيمن على كل شيء، ويحقق تقدم يومي في مخططه، في الوقت الذي تفرغنا للكيد لبعضنا البعض.

وعن منظمة التحرير الفلسطينية، أكد "عوض" أنها "البيت المعنوي لجميع الفلسطينيين، وهي عامود خيمة النضال الفلسطيني على مر التاريخ، ولا يمكن التنكر لهذه الحقيقة تحت أي ذريعة،  أو أي مبرر من المبررات، ولكنها حاليًا بحاجة إلى إعادة استنهاض للعودة لدورها الذي ألفه الشعب، وإعادة تطوير وفق اتفاق القاهرة عام 2005، وإشراك الكل الفلسطيني تحت مظلة المنظمة ليصبحوا جزءًا منها يدافعون عنها باعتبارها البيت المعنوي لكل الشعب".

وأضاف: "رغم كل ذلك إلا أن هذا لا يعني التشكيك في تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني، وهذا لا يمنح أحد مبررًا وخاصة من يمسكون تقاليد الأمور في المنظمة والذين يملكون القرار بأن يماطلوا أو يتخاذلوا في تنفيذ كل القرارات التي شكلت أساس التوافق الوطني، والتي نصت على تطوير المنظمة واستنهاضها وأن تصبح ممثلة للكل الفلسطيني".

وحمل "عوض" السلطة الفلسطينية المسؤولية عن عدم اتخاذ إجراءات لحماية المنظمة للقيام بدورها، مضيفًا أن حل كل مشاكل الشعب الفلسلطيني يمكن في إجراء انتخابات فلسطينية (تشريعية ورئاسية ومجلس وطني) يقول فيها الشعب وحده كلمته.

وأضاف: "لا حل أمام هذا الاستعصاء في مواجهة معضلة الانقسام الفلسطيني والذهاب لمصالحة فلسطينية حقيقية، وأمام كل المعضلات الفلسطينية الاقتصادية وتحدي الاحتلال ووقف مخططاته إلا بإجراء الانتخابات".

وحذر "عوض" من انخراط "العرب" في مسار التطبيع قبل إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وقبل أن تتحقق الأحلام الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وعن لقاء وارسو قال "عوض" إنه جاء بدعوة أمريكية إسرائيلية ولا يمكن أن ينتج عنه ما يخدم الشعب الفلسطيني وأهدافه الوطنية، مشيراً إلى أن أي محاولة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي هي بمثابة طعنة في خاصرة الكفاح الفلسطيني التاريخي ضد المحتل.

وتابع: "مازلنا نعول على الأمة العربية وعلى القادة الأشقاء العرب في أنهم سيمتعنون ولن يكونوا في مربع التطبيع مع الاحتلال كما عولنا عليهم على مدار التاريخ."

وأضاف عوض، أنه بالنسبة لنتنياهو فالأمر شو انتخابي في الأول والأخير، فهو يريد أن يحقق مكسب في خضم هذا المارثون الانتخابي، حتى لو كان عبر الصورة والتي ربما تكون مقصودة ومصنوعة من قبل نتنياهو في طريقة بها الكثير من المهانة والأسفاف له.

وشدد على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية ودعم المصالحة والعودة إلى الإطار الوطني على قاعدة الشراكة السياسية حل لكل معضلاتنا الحالية والقادمة.

وعن وقف قطر لتمويل الكهرباء في غزة، قال عوض، إن مهمة المندوب السامي القطري في غزة، هي بالدرجة الأولى والأخيرة تدجين حركة حماس، وهي تمارس ذلك بين الفينة والأخرى عبر سياسة العصا والجزرة من أجل تحقيق مبتغاها في هذا السياق، وتستخدم موضوع الأموال سواء التي تتعلق بالكهرباء أو الموظفين التابعين لسلطة حماس في غزة، من أجل تحقيق هذا الهدف، فعندما تشعر أن الأمور تتباطئ تشهر السلاح وعندما تشعر أنها تسير بوتيرة سريعة تشهر الجزرة، والجميع سمع المندوب القطري وهو يقول: "نبغي هدوء" وهذا هو هدفه وأغراضه، والمؤسف الشديد في الموضوع بأن هناك قيادة فلسطينية لا تحتج ولا تعترض على هذا التدخل القطري السافر في الشأن الفلسطيني وطرف أخر عندما يقدم يد العون تقوم الدنيا ولا تقعد بالتشهير فيه.