وراء الأكمة !!
توفيق أبو خوصة
وراء الأكمة !!
شعب مسلح بالحديد من رأسه حتى أخمص قدميه وشعب أعزل من كل شيء إلا الإرادة الثابتة والقدرة على الصمود، رئيس وزراء يدعو شعبه لحمل السلاح ورئيس يفتش عن السكاكين في حقائب التلاميذ، عصابة من المستوطنين والنازيين الجدد تعيث في الأرض فساداً وقتلا وإجراماً، تستهدف البشر والشجر والحجر، غير أن الدم ينتصر على السيف والكف تواجه المخرز.
قليل من الفتية الذين نذروا أنفسهم قرابين للحرية يثيرون كل الذعر والرعب والخوف، دولة الكيان بكل ما تمتلكه من آلة عسكرية ومنظومات أمنية وقدرات تقنية واستخبارية تسقط في الامتحان تلو الامتحان، وهي مصابة بحالة من الهوس والجنون الأمني المزمن ولم تحقق ولن يتحقق لها الأمن ولا الأمان.
كل شخص ذو بشرة شرقية مثل سمرة الأرض هو مشتبه فيه و فدائي محتمل في مرحلة سابقة كانت الخشية من ركوب الحافلات التي تطايرت شظاياها بلا سابق إنذار أو الذهاب إلى مراكز التسوق، أما اليوم بعد عمليات بئر السبع و الخضيرة و بني براك خوف وذعر من المشي في الشوارع دفع سلطات الاحتلال بعقلية نازية و فاشية لأبشع أشكال و أساليب الانتقام لتثبت أنها تسيطر على الوضع الأمني في الميدان وعلى الطرف المقابل ترتفع المعنويات بالرغم من كل الألم و الدم و التضحيات في جنين و نابلس و القدس وغزة و النقب، القتل و القمع و الإرهاب و الحديد و النار كلها تفشل و تفشل في وجه القبضات التي تلوح في باب العامود و الشيخ جراح و طرقات حواري القدس القديمة وأقصاها الأسير ترفع علامات النصر و هي على ثقة بالنصر القادم و لو بعد حين.
إن الشعب الفلسطيني يستحق قيادة حقيقية بحجم التحدي وليس قيادة تختبئ خلف أصبعها، قيادة قادرة ومسؤولة تجعله إلى النصر أقرب، الشجب والإدانة والاستنكار وإبداء القلق والاستياء (صيغ إفلاس وإخلاء مسؤولية ورفع عتب) إن لم يصاحبها فعل حاسم ومؤثر من الممكن قبولها إذا صدرت عن جهات صديقة أو شقيقة أو متضامنة مع الحق الفلسطيني ولكن ليس من قيادة فلسطينية رسمية أو فصائلية
التصريحات والشعارات والبيانات الإعلامية لوحدها لم يعد لها قيمة في نظر أصغر شبل فلسطيني وهي تعبير فعلي عن حالة من العجز الفاقع والتسخين والتصعيد الإسرائيلي المبرمج في شهر رمضان جزء من مخطط معد مسبقا، دموع التماسيح ودعوات التهدئة والحراك على غير جبهة وفي ذات الوقت البحث عن كل عوامل التفجير إسرائيليا تؤكد أن وراء الأكمة ما ورائها، وعليه يجب الاستعداد للخيارات الأسواء خلال الأيام القادمة.