بسبب تراكم الديون على السلطة..
وفاة طفل من غزة بعد أن طردته مستشفى النجاح
وفاة طفل من غزة بعد أن طردته مستشفى النجاح
متابعات: توفي ظهر اليوم الفتى سليم النواتي من قطاع غزة بعد معاناة طويلة للحصول على حقه في العلاج من مرض السرطان، حيث طردته مشفى جامعة النجاح بالضفة الغربية ورفضت استقباله بحجة تراكم الديون على وزارة الصحة الفلسطينية.
وعلى مدار ثلاثة أيام بقي الطفل النواتي "17 عام" يستجدي وذويه الحصول على العلاج، بينما رفضت المستشفى استقباله، رغم حالته الصحية الصعبة نتيجة مرض السرطان.
وفاة الطفل نتيجة هذا التقاعس والإهمال أدى لحالة من الغضب التي عبر عنها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال الكاتب والناشط محمود جودة "الطفل سليم النواتي غادر غزة بتحويلة طبية للضفة الغربية للعلاج من مرض السرطان، ومات بسبب رفض المشفى استقباله بسبب ديون التحويلات الطبية المتراكمة على السلطة الفلسطينية".
وتابع على صفحته على الفيس بوك "مواطن فلسطيني يرفض علاج مواطن فلسطيني لأن حكومتهم تأخرت في تغطية مصاريف العلاج، هذا الحدث وحده كفيل بإسقاط حكومات واشعال ثورة غضب لا تبقي فاسد واحد في منصبه، هذا لو كنا فعلًا أحياء".
وأضاف "الطفل سليم النواتي بقي يتنقل من مشفى إلى آخر لثلاثة أيام والسرطان ينهش جسده الصغير، ولم يجد من ينقذه، مات الطفل من أجل جرعة دواء، كالغريب مات، دون بيان نعي، ودون صيحة غضب، ودون محاسبة لمن كان السبب!
وطالب بعض النشطاء بعقاباً رادعاً لكل المسؤولين عن هذه المأساة، بدءاً بوزيري المالية والصحة، وليس انتهاءً بإدارة المستشفى التي تصرفت خارج السياق المهني والإنساني والأخلاقي.
وتساءل الناشط سامر أبو يوسف إلى متى هذا التمييز الذي يقع على المرضى في قطاع غزة؟
واعتبرت الناشطة فاتن سالم وفاة النواتي جريمة بمعنى الكلمة وقالت في منشور لها عبر الفيس بوك، "الطفل دفع حياته ثمن لاستهتار ادارة فاسدة مثل ادارة مستشفى النجاح، التي اهتمت بالمال ولم تهتم بحياة طفل مريض بالسرطان".
وكانت هناك أزمة ما بين وزارة المالية وجامعة النجاح الوطنية نتيجة تصريحات رئيس الحكومة محمد اشتية، حيث نفت جامعة النجاح ما جاء على لسان اشتية "إنه تم تقديم 79 مليون شيقل لمستشفاها الجامعي خلال العام 2021".
وقالت في بيان لها أن الحوالات النقدية التي تم تحويلها إلى الحسابات البنكية للمستشفى الجامعي خلال العام الماضي بلغت 27.7 مليون شيقل فقط.
وأشارت إلى أن إجمالي الديون المستحقة للمستشفى على الحكومة تصل إلى 400 مليون شيقل.
ولفتت إلى أن المبالغ التي حصل عليها المستشفى من وزارة المالية هي سداد جزء من تكلفة الخدمات الطبية التي قدمها للمرضى المؤمنين لدى وزارة الصحة والخدمات الطبية العسكرية من الذين تم تحويلهم لتلقي العلاج في المستشفى بموجب اتفاقات رسمية معتمدة.
ومن بين هؤلاء المرضى، مرضى الأورام ومرضى غسيل الكلى، وتكلفة علاج هؤلاء مرتفعة جدا.
كما أوضح البيان أن ما وصل من الحكومة لا يندرج في إطار المنح أو الهبات، وهو لا يكفي للقيام بالأعباء المطلوبة لعلاج المرضى المحولين للمستشفى.
وردت المالية على بيان جامعة النجاح بتوضيح، "إن مجموع ما تم سداده لمستشفى جامعة النجاح منذ بداية العام 2021 حتى تاريخه بلغ 78 مليون شيقل، موضحة أن هذا المبلغ مكون من حوالات نقدية وأذونات دفع.
وبذلك فإن مجموع المبالغ التراكمية التي تم صرفها للمستشفى منذ العام 2014 وحتى الآن بلغ 602 مليون شيقل، وذلك مقابل الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى.
وردًا على توضيح وزارة المالية، أصدرت جامعة النجاح بيانا ثانيا، أكدت على ما جاء في بياناها الأول.
وقالت النجاح إن ما تتحدث عنه وزارة المالية من مبالغ أخرى هي أذونات دفع تستحق خلال العامين ٢٠٢٢ و٢٠٢٣، ومعظم البنوك ترفض تسييلها في الفترة الأخيرة.