تهديدات بلا رصيد..
محمد سلامة
تهديدات بلا رصيد..
«تهديدات بلا رصيد».. هكذا وصف رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي افيف كوخافي موقف إدارة بايدن من إيران، حاثا (20) قياديا في وزارة الدفاع الأمريكية، إلى تبني خيار التهديد العسكري مع تشديد العقوبات في وجهها (تهديدات برصيد)، حتى تقبل بإبداء المرونة، مؤشرا على أن تغيير النظام السياسي فيها،وتدمير منشآتها النووية يجب أن يوضعا على الطاولة والا فان التهديدات ضده فارغة وبلا رصيد.
الجنرال كوخافي تحدث علنا ولأول مرة عن أن طهران لديها تكنولوجيا متقدمة في صناعة الصواريخ البالستية بعيدة المدى، ولديها ما يكفي لصناعة عشرين قنبلة نووية متى أرادت، وأن مفاوضات فيينا عبثية ولا تقدم شيئا، فلا يوجد على الطاولة ما يكفي لدفع طهران إبداء ليونة في موقفها ،خاصة أن الخيار العسكري غائب، وأن العقوبات الاقتصادية غير مجدية، وأن الوقت يمضي، وباتت أوروبا كلها في مرمى الصواريخ الإيرانية، محذرا من أنها قد تمتلك صواريخ قادرة على تهديد أراضي الولايات المتحدة ذات يوم.
الجنرال كوخافي نجح في تعطل مفاوضات فيينا، وقال:-ان بلاده لا تقبل التعويض عن أي إتفاق مع إيران لأنه يعني قبولها به،ولديها ثلاثة سيناريوهات للتعامل مع مشروع إيران النووي أولهما وثانيهما وثالثهما هو المواجهة العسكرية وأن هذا يتطلب تحالفا اقليميا بقيادة أمريكية،يوصل إلى تدمير منشآتها النووية وتغيير سلوك نظامها الإقليمي أو تغيره كاملا، وغير ذلك مرفوض اسرائيليا لأن العقوبات الاقتصادية دون التهديد الأمني والسياسي بلا رصيد ولا تلتفت إليه إيران نهائيا.
أمريكا الجريحة في أفغانستان تتحرك بسرعة لمحاصرة الصين بعقوبات اقتصادية وتريد أوروبا معها، وتسعى لتخفيف حضورها في سوريا والعراق وتحاول وقف الحرب في اليمن، ومثقلة بتبعات سياسة الرئيس السابق ترمب، ،وتتحرك في البحر الاسود لحماية أوكرانيا وتحذير الروس،وكل هذا وغيره يضعها أمام سياسات دولية يصعب عليها مواجهتها منفردة فكيف إذا كان الأمر غير ذلك؟!.وإسرائيل تريد جرها لضرب إيران وعزل تركيا ..فالتهديدات بلا رصيد في هكذا ظروف سياسية وأمنية دولية مستعصية..كما ردد جنرال أمريكي كبير لكوخافي .
الجنرال كوخافي استمع إلى إجابات من جنرالات البنتاغون عن طبيعة المرحلة القادمة، وأن مواجهة إيران عسكريا غير مضمونة النتائج باسلحة غير نووية، وذات الأمر مع روسيا والصين، ولهذا فإن سياسة تبريد جبهات وتسخين أخرى وانتزاع تنازلات بالمفاوضات هو الخيار الاصوب في ملفات دولية أكثر ايلاما لإسرائيل والغرب، والمحصلة أن الكل يستعد للعقوبات والتهديدات الأمنية المتبادلة وأن التكيّف مع الواقع الجديد والمتجدد اقليميا ودوليا بات خيارا وحيدا لدى صناع القرار بواشنطن.
الجنرال كوخافي قبيل اقلاعه بالطائرة من واشنطن إلى تل أبيب،تيقن أن العقوبات الاقتصادية لن تثني إيران عن طموحاتها وأن خيار المواجهة الأمنية غير موجود وأن على دولته (إسرائيل) أن لا تبالغ كثيرا في دورها الإقليمي وأن تتكيّف مع المستجدات الأمنية الجديدة والمتجددة في جوارها وعلى حدودها وفي المنطقة كلها وغير ذلك قد يعجل في نهاياتها ووجودها بالشرق الأوسط ،فالجنرال كوخافي ذهب ليبيع شعاره التحريضي..»تهديدات بلا رصيد « ..مع إيران لا تجدي عاد «بوعودات بلا ارصدة» من واشنطن .