"لكن الياسمين معي".. ديوان مطبوع بـ"مداد الوفاء"
"لكن الياسمين معي".. ديوان مطبوع بـ"مداد الوفاء"
القاهرة: وجد عدد من مبدعي محافظة كفر الشيخ، شمال مصر، أن عليهم دورًا في الحفاظ على التركة الإبداعية لصديقهم الشاعر الراحل سعد الخولي، فعمدوا إلى جمع قصائده المخطوطة، وأعدّوها للنشر، لتشارك في ديوان عنوانه "لكن الياسمين معي" خلال الدورة الثانية والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي انطلقت فعالياتها اليوم الأربعاء، وتستمر حتى منتصف يوليو/تموز.
واعتبر الشاعران عبد البر علواني ود. طه هنداوي وعدد من أصدقاء الراحل، أن جمع ميراث الخولي هو جزء من الوفاء لصديقهم، كما أنّ الشعر كُتب ليقرأه الناس لا ليبقى حبيس الأدراج، فتعاونوا جميعا في جمع القصائد المخطوطة وأعادوا صفّها إلكترونيًا لينضم إلى الفريق وفيٌ آخر من الأوفياء هو الشاعر عماد علي قطري الذي اضطلع بنشر الديوان.
الديوان الصادر عن دار "شعلة الإبداع" بالتعاون مع مركز عماد علي قطري الثقافي، يضم 19 قصيدة ويقع في 100 صفحة من القطع المتوسط، بالإضافة إلى مقدمة كتبها الشاعر الكبير عبد البر علواني، يقول فيها:
"لقد خسر الشعر واحدًا من فرسانه، في وقتٍ يتضاءل فيه هذا الفن أمام الأجناس الأدبية الأخرى، لكن ما زال صوت سعد الخولي يرن في أذني مثل رنين قنطار من الذهب على رخامة فاخرة".
ويضيف علواني، في المقدمة التي عرّج فيها على رحلته مع صديقه "الفلاح المنتمي للحقول التي صقلته بالقيم، وأمدته بالجمال، وزملته بدثار الصفاء والنقاء، وخلعت عليه ملامحه السمراء، وزرعت في وجدانه نخيل العزة، وأودعته أحلامها، فامتص هذا كله فكان آية أخرى من آيات التجلي".
من جهته قال الشاعر الدكتور د. هنداوي، إن الراحل سعد الخولي أوصانا بالديوان في آخر لقاء قبل وفاته، حيث زرته وهو على فراش الموت بصحبة المبدعين الكبيرين عبد البر علواني ومحمود عبد العزيز، وكلفني الراحل بصفّ المخطوطة إلكترونيا، كوني أجيد الكتابة على الكمبيوتر.
وأضاف هنداوي لـ"الكوفية"، كما أوصى الراحل، بأن يقوم الشاعر الكبير عبد البر علواني بأعمال المراجعة، كما اضطلع بكتابة المقدمة، بينما اخترت أنا قصيدة الغلاف، وكتبت له قصيدة عتاب بعنوان "ياصاحبي" بين دفتي الكتاب أعاتبه فيها على الرحيل، ثم جاء المبدع الكبير عماد على قطري ليكمل منظومة الوفاء حين تبنّى طباعة الديوان ليشارك في الدورة الحالية لمعرض الكتاب.
وتابع هنداوي، أن الشاعر عبد البر علواني، دفع بأعمال الراحل سعد الخولي إلى كلية دار العلوم -جامعة القاهرة، داعيًا إلى تناولها بالبحث، وقد كان، حيث سجل أحد الباحثين للحصول على درجة الماجستير حول أعمال الراحل، كما سجل أحد الباحثين في دولة الإمارات العربية للحصول على الدكتوراه في أعمال الراحل سعد الخولي، وذلك بعد أن أرسلها "علواني" إلى هناك مستثمرًا علاقاته الطيبة بالمبدعين والأكاديميين في الإمارات، ما يمثل دورًا كبيرًا للشاعر علواني وفاءً للصديق الراحل.
يذكر أن الراحل سعد الخولي، واحد من أبرز شعراء الفصحي في مصر، صدر له "النوارس غائبة والبحر في انتظار" و"الفراشات لا تنام" ، و"مرافئ للجمال والرحيل".
ومن قصائد الديوان "رحيل"، التي يقول فيها الخولي:
الأرضُ ضيِّقةٌ عليكْ .. فارحلْ ..
فأرضُك لم تعُدْ جزْلي بلون الياسَمينْ
واسلُكْ دروب الراحلينَ إلي مسافاتِ الحنينْ
فعسى هناك تصادفُ الوجه القديمَ .. فيصطفيكَ
وقد هفا يوماً إليكْ
يا أنتَ .. ياوَجَعي المفارقَ - دون وَعْيٍ -
هل سئِمتَ معيَّتي؟
هَل ضاق صدرُكَ بالمرافئِ مُثْقلاتٍ بالنَّدي والموْج والظلِّ الظليلْ؟
هَيِّءْ شجونَكَ لانسكابِ الجرْحِ
لا تحفَلْ بمن حضَروا مراسيم الرحيلْ.
كما ضم الديوان قصيدة "ياصاحبي" التي كتبها صديقه الشاعر الدكتور طه هنداوي، إلى روح سعد الخولي، يقول فيها:
يا صــاحبي ماذا جرى؟ من بـــاع منّا ما اشترى؟
كلٌ مضــــى في دربــه والسم فينـــــــا قد جرى!
بالكفّ كنّـــــا أصبعيــــن تلازمـــــــــــا وتجـاورا!
في الخير كنّـــــــا نلتقي والشرّ ما كنــــــا نرى!
هل كان زيفا ما مضى؟ أم ذي تهــــاويم الكرى؟
إنا رضينا بالقضا.. سلم على خير الورى.. سلم على خير الورى.