لم يفقد عزيمته..
خاص بالفيديو والصور|| صواريخ الاحتلال تغتال حلم الطفل صالح حميد بعد تسببها في بتر ساقه
خاص بالفيديو والصور|| صواريخ الاحتلال تغتال حلم الطفل صالح حميد بعد تسببها في بتر ساقه
غزة – عمرو طبش: لم يكن يوم الحادي عشر من شهر مايو/أيار الماضي عاديا على عائلة حميد، فعندما يصاب الأب مع أطفاله في آن واحد، تبقى الفاجعة فاجعتين، "خرج أحمد حميد مع أطفاله الثلاثة من بيته إلى السوق لشراء مستلزمات عيد الفطر، لكن في طريقهم إلى هناك حدث ما لم يكن في الحسبان، خطوات حميد مع أطفاله "محمد، مالك، صالح"، تسير ببطء ربما يعلمون أن هناك أمرا سيئا سيحدث، سمعوا أصوات القصف وصواريخ طائرات الاحتلال في الشارع الذي يمشون فيه وسط حي الشجاعية، ليلتفتوا يمينا ويسارا، ولكن سقط الأب مع أطفاله على الأرض بقوة من شدة القصف.
انتشر الدخان بكثافة في المنطقة، سمع حميد صوت أحد أطفاله وهو يصرخ "بابا الحقني يا بابا"، بدأ يزحف على قدميه متتبعاً صوت نجله، وخلال توجهه وجد طفليه "محمد، مالك" فاطمأن عليهما، ولكن عندما وصل الى ابنه "صالح" وضع يديه على وجهه مصدوماً من هول ما رأى، حيث وجد طفله ملقيا على الأرض مضرجا بدمائه.
بدأ بتفقد صالح، فأصيب مرة أخرى بالصدمة بعدما شاهد قدم ابنه ملقاة على الأرض "مبتورة" بالإضافة إلى جروح في وجهه ويده، فصرخ مستغيثاً "ابني صالح بيموت يا ناس الحقوني"، ولم يكن يدري أنه أيضاً مصاب، لكن سرعان ما تحول نداؤه من استغاثة لإنقاذ فلذة كبده، ليصبح مناديا على عن من يغيثه مع ابنه بعد إصابته في قدمه ويده.
يروي المواطن أحمد حميد من سكان حي الشجاعية تفاصيل قصة ما حدث معهم لـ"الكوفية" قائلًا "كنت مصاب من القصف ولكنني لم أشعر بأي شيء، ولكنني تفاجأت أنه عظم ايدي طالع كله ورجلي فيها شظايا وتنزف من الدماء، وآخر شغلة حكالي اياها صالح اتصل على الاسعاف يابا، وبعد هيك أغمى عليا ما قدرت أتحمل مشاهدة حالة ابني الصعبة والمتدهورة، لأنه ما كنت عارف إنه حنقدر نلحق ننقذ ابني ولا لا".
وتابع، أنه جاءت الطواقم الطبية مباشرة إلى مكان القصف لينتشلوه هو وأطفاله والكثير من المصابين في الشارع، حتى استيقظ في مستشفى الشفاء وهو يتلقى العلاج مع أبنائه، موضحاً أن ابنه صالح بترت قدمه اليمنى، فبقى بقدم واحدة، وأوضح حميد أن الاحتلال الإسرائيلي أطفأ بهجة أطفاله، الذين كانوا يستعدون ويجهزون أنفسهم لاستقبال أول أيام عيد الفطر، حيث أنهم لم يتمكنوا من ارتداء ملابسهم الجديدة، نظراً لأنه كان هو وابنه صالح يمكثون في المشفى، وأما باقي عائلته مشردين من منزلهم لشدة القصف في منطقتهم.
وقال، "صالح دايماً بيحب اللعب والمرح وممارسة الرياضة وخاصة كرة القدم والجري والسباحة، كنا تقريبا أسبوعياً أخذه على البحر حتى يسبح ويلعب، ولكن للأسف الاحتلال الاسرائيلي أعدم كل شيء يحبه صالح، ودمر جميع أحلامه التي كان يحلم بها دائماً لكي يحققها في المستقبل".
وأكد حميد، أن فلذة كبدة لم يشعر بمعاناة فقدان قدمه والتغير، الا عندما يمارس أي لعبة يحبها، موضحاً "الأسبوع الماضي روحت أنا عائلتي على البحر وكان معنا صالح، وأخوته راحوا سبحوا وهو طبعا ما سبح عشان لسا الجرح ما التحم، فصار يبكي انه مش قادر يعمل حاجة".
وبين أن أشقاءه وأبناء عمه يحاولون جاهدين أن يعوضوه عما فقده، بالجلوس معه، وممارسة بعض الألعاب الخفيفة التي لا ترهقه ولا تؤثر عليه، ولكن علامات المعاناة والحزن على وجهه لا زالت باقية.