نشر بتاريخ: 2021/04/14 ( آخر تحديث: 2021/04/14 الساعة: 06:30 )

"العصافير لا تكترث بما يحدث".. تجسيد شعري للواقع اليمني

نشر بتاريخ: 2021/04/14 (آخر تحديث: 2021/04/14 الساعة: 06:30)

وكالات: يشتغل الشاعر اليمني عبدالغني المخلافي على التقاط اللحظة، ووصف المشاهد، والمحاكاة الداخلية للمواقف، مجسدا واقع المجتمع اليمني السوداوي مع الحرب، ووباء كورونا، ومبينا انطباعية الإنسان الداخلية عن الواقع ومآله، في مجموعته الشعرية ”العصافير لا تكترث بما يحدث“، الصادرة عن دار المثقف للنشر والتوزيع 2021.

إذ تتجلى مشاعر الاعتراض على الواقع الذي يلمس من خلاله الشاعر ضياع مقدرات وطنه، وهدم الإنسان فيه، وتحول المدن اليمنية إلى ساحات قتال وتدمير وعواء.

كما ويوصف المشهد القاتم في النهار، والليل اليمني، ما بين الانهزام النفسي، وضعف القدرة على مواجهة آلة الحرب، وسطوة الوباء، بالقيود التي يفرضها على حركة الإنسان، وأنفاسه.

ويبين المخلافي كيف يسيطر الوجع واللون القاتم على الأرجاء في المدن اليمنية، سالبا من الحياة لحظات الحب والفرح والأمان، ومنذرا بموت رغبة الإنسان تجاه الحياة.

ويظهر الشاعر في مجموعته، أصوات الطبيعة بمفرداتها المتنوعة، وطريقة تمثيل وجودها الخاصة، مثل العصافير والموسيقى والغناء والألوان والأصوات التي يأنس لها الإنسان، مبديا غصته من انحسار أثر ذلك كله بفعل الحرب.

توقيعات

ويعمد المخلافي اتخاذ طريقة التوقيعة الشعرية، بما يقدمه، حيث يتخذ أسلوبية الجملة القصيرة المكثفة، وينسج التوقيعة الشعرية من ثلاث أو أربع جمل شديدة التماسك ببعضها، معطية لمحة شاعرية عن الواقع الإنساني المعاش في اليمن.

ويلمس في النمط الشعري الذي يتبعه المخلافي، صبوه إلى اختلاق الطعم اللاذع للشعر، من خلال التلميح لمعنى باطني تحمله الإضاءة الشعرية. كما وتصنع الجملة لديه المفارقة، مثيرة إحساس الخيبة والحزن على مسار الحال في الشارع اليمني.

ويتبع المخلافي بصوت المتكلم الغالب على معظم التقاطاته الشعرية، اللغة الواضحة السهلة، المحتوية على الأسئلة والتقرير، والتعجب والاستهجان والسخرية من مفرزات الواقع، وكذلك من مداهمة كورونا لمجريات الحياة.

ويقسم الشاعر توقيعاته إلى أربعة عناوين، هي: ”جيش من المؤنسات، وميض خافت، العصافير لا تكترث بما يحدث، منفى آخر“، امتدت جميعها على 97 صفحة من القطع المتوسط.

مختصرا للحرب والوباء

أما الصورة الشعرية عند المخلافي، فيتم انتقاء تركيبتها بعناية، من خلال توقيف الزمن عبر الشعر، والتقاط تقاطع ما مع عصف الإنسان الذهني، وسط الأحداث المتراكبة والمتراكبة في السياق الواقعي القاسي. فتكون الصورة الشعرية لديه على الدوام مضيئة واضحة، غير مبتذلة، ولا مضللة، بل كاشفة للخبايا ومعرية للحدث المعتاد.

ويقدم المخلافي من خلال صوره مختصرا حصريا لنتاج الحرب، معرجا خلال مشروعه الشعري على تداخل الوباء مع ذلك، وتحميل الإنسان العبء الإضافي في مواجهة الحياة، قائلا: ”في زمن كورونا/العصافير وحدها من تبادلني الود“.