بدون رتوش.. صفقة قرن فلسطينية
توفيق أبو خوصة
بدون رتوش.. صفقة قرن فلسطينية
ما جرى في القاهرة يمكن وصفه بأي شيء آخر غير أنه حوار وطني يهدف لتحقيق المصلحة الوطنية العليا و يحقق السلم الأهلي و الأمن المجتمعي و ينقذ الوطن و المواطن أو يوقف حالة الانهيار و الانحطاط التي تضرب أطنابها في كل المناحي، فهو حوار فصائلي بحت، بل عبارة عن صفقة قرن جديدة أسوأ ما فيها أنها جرت باسم الشعب الفلسطيني، وهو الغائب الوحيد عن جدول الأعمال، حيث أن فصائل القسمة و الانقسام توافقت على الاقتسام والتقاسم، وكل طرف يشرعن كل ما هو غير شرعي عنده، ويا دار ما دخلك شر، أراد المجتمعون تفصيل نظام سياسي يحفظ مصالحهم الحزبية والفئوية بما يضمن لهم إطباق القبضة الحديدية على رقاب شعبنا كل في منطقة نفوذه، وتجديد شرعياتهم المهترئة بمسلسل ثقيل من الفشل المتلاحق، كان همهم الوحيد كيفية العودة مرة أخرى للواجهة مع بعض المكياج الزائف لممارسة الفشل من جديد على حساب القضية الوطنية، يا قوم النظام السياسي والوضع القائم بحاجة إلى تغيير جذري، ولا تنفع فيه عمليات الترميم "شو بدها تعمل الماشطة في الوجه العكر"، حقا لا نريد أن تفشل كل الرهانات والتمنيات الطيبة وكل بما لديهم فرحون، لكن كيف لكم بعد الادعاء أن الانتخابات القادمة إذا قيض لها أن ترى النور ستجري في أجواء من النزاهة والشفافية والعدالة والحرية، صحيح بإمكانكم أن تأخذوا الحصان إلى النهر ولكن هل تستطيعون إجباره على تجرع مرارة هذا الشذوذ، الشعب الفلسطيني الذي سجل أعلى نسبة عالمية للمشاركة في الانتخابات ليحدد مصيره ويرسم مستقبله القادم قادر على التمييز بين الطيب والخبيث من الأعمال والنوايا ولن تضل بوصلته، مطلوب تغيير جذري في بنية النظام السياسي حتى يتلاءم مع التحديات القائمة على كل الصعد وهذا يستدعي إزاحة كل الأدوات والوجوه والمسميات الكالحة من المشهد القادم، ومحو آثارها السلبية في الواقع الفلسطيني، لأن فلسطين تستحق الأفضل.
لن تسقط الراية