أمنيات المرأة الفلسطينية آمال تتجدد وآلام تتبدد
د.سائدة البنا
أمنيات المرأة الفلسطينية آمال تتجدد وآلام تتبدد
المرأة الفلسطينية انخرطت في الحياة السياسية، ليس فقط كزوجة أو أخت أو أم، وإنما كمناضلة وقائدة وذات قدرات عالية على الفعل. وهي دائما حاضرة في كل الأوقات السياسية والوطنية والعامة. وتثبت المرأة الفلسطينية دائمًا أنها تتمتع بقدرات ومهارات قيادية في المنظمات المجتمعية وغير الرسمية وفي المواقع الوظيفية العامة. إلا أن التنشئة الاجتماعية والثقافة السلبية في مجتمعنا الذكوري تجاه المرأة تؤكد على التوجه المستمر في تهميش المرأة وتؤكد على أن مواقع صنع القرار حكرا على الرجل وهذا ما يعيق وصول المرأة إلى مواقع صنع القرار، وبالتالي تدني مشاركتها الفعلية في كثير من الأنشطة الرئيسية، وهذا ينعكس على الصورة التنموية للمرأة في المجتمع الفلسطيني. وتكشف الاحصاءات عن حالة عدم التوازن والمساواة بين الجنسين، ولا يرقى مع معدل التحاقها في القطاع التعليمي حيث تواجد النساء في المواقع القيادية في القطاع التعليمي ضعيف علمًا بأنه بلغ معدل الالتحاق في التعليم العالي 158 طالبة لكل 100 طالب، مع ذلك لا توجد أي امرأة في منصب رئيس جامعة. وهناك وجود فجوة في نسبة أعضاء مجالس الإدارة أو مجالس أمناء الجامعات في فلسطين لصالح الرجال حيث أن نسبة الرجال تصل إلى حوالي 89 % مقابل حوالي 11 % للنساء فقط للعام 2019. وحوالي 74 %من المحامين مزاولي المهنة هم من الرجال، مقابل 26 %من النساء في فلسطين، بواقع 71 %للرجال و29 %للنساء في الضفة الغربية، في حين كانت النسبة 82 %للرجال مقابل 18 %للنساء في قطاع غزة للعام 2018. المرأة في هيئات منظمة التحرير بلغت نسبة تمثيل النساء في المجلس المركزي حوالي 5%مقابل 95% للرجال للعام 2018، وتعد هذه النسبة متدنية. مع العلم أن نسبة تواجد النساء الاعضاء في المجلس التشريعي بلغت11 %. وهي نسبة متدنية أيضًا. كما كانت النسبة 11%من أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني من النساء في حين بلغت نسبة أعضاء المجلس الوطني من الرجال.89%.
المرأة في المنظمات والاتحادات النقابية حوالي 91 %من رؤساء المنظمات النقابية المسجلة في وزارة العمل الفلسطينية هم رجال، مقابل 9 %من النساء في فلسطين العام 2019. المرأة في المؤسسات الرسمية يوجد فجوة واضحة في مشاركة النساء في مواقع صنع القرار، إذ بلغت نسبة النساء العضوات في مجلس الوزراء حوالي 14% مقابل حوالي 86 %للرجال للعام 2019. نسبة تمثيل منخفضة للنساء في السلك الدبلوماسي، إذ بلغت هذه النسبة حوالي 11 %فقط.
لا يوجد الا امرأة واحدة رئيس بلدية في البلديات في كل فلسطين. المرأة في قطاع الأعمال لا توجد نساء في منصب رئيس بنك أو منصب رئيس مجلس إدارة البنك من البنوك التي إدارتها في فلسطين والمسجلة في سلطة النقد، وفق ما أشارت إليه البيانات المالية خلال عام 2018.
وهذا التدني في نسبة تمثيل المرأة الفلسطينية في الحياة السياسية والعامة ينسحب على شتى القطاعات التي تستطيع المرأة ان تثبت وجودها فيها بكفاءة وقدرات مهنية عالية.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف اليوم 8 مارس تتمنى المرأة الفلسطينية ونحن على أعتاب انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، أن يحدث التغيير الايجابي لكافة مجالات حياة المواطن الفلسطيني وأن تكون حقوق المرأة العادلة ضمن برنامج الحكومة القادمة بإذن الله تعين المرأة على أن تأخذ دورها الحقيقي في المجتمع والنهوض به لحياة كريمة بعيدة عن الظلم والآلام الذي عاشه الشعب يتضور جوعًا وظلما. وكانت المرأة هي الضحية الأولى في زمن الظالمين.
كل عام والمرأة الفلسطينية العظيمة الصابرة والشعب الفلسطيني بألف خير