رام الله: أصدر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، ديوان الشاعر، رئيس مهرجان براغ الدولي للشعر مايكل مارش بعنوان "الرقص على الرماد"، بدعم من وزارة الثقافة، ويتألف من 145 صفحة.
وقد منح الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب جائزة القدس للكاتب الأجنبي للعام 2017 للشاعر مايكل مارش، وهي أرفع جائزة يمنحها الاتحاد، وذلك لانحياز مارش لفلسطين قضية وثقافة.
ويأتي هذا الإصدار في إطار سعي الاتحاد العام للكتاب لاستعادة المبادرة بما يتعلق بالكتاب في العالم، الذين ساندوا ودعموا القضية الفلسطينية وثقافتها الوطنية، ربطا بالثقافة العالمية من خلال الدبلوماسية الثقافية التي يسعى الاتحاد من خلالها لمد جسور الثقافة مع الكتاب في العالم نحو فلسطين.
ويعتبر الشاعر الأمريكي مايكل مارش من بين الشعراء الكبار في العالم، ومن أهم شعراء الحداثة المعاصرين، ليس في أمريكا فحسب، ولكن في العالم. وله 10 مجموعات شعرية، كتبها في الأصل باللغة الإنجليزية، عرف بعضها طريقه إلى الترجمة إلى لغات أجنبية، منها اللغة العربية، وهي اللغة التي يحرص على أن تترجم نصوصه الشعرية إليها وتنشر بها، كما هو الحال بالنسبة لهذه المجموعة الشعرية، التي حظيت بشرف نشرها بفلسطين، بعد تجارب نشر سابقة بكل من مصر والمغرب.
وبمثل عشق الشاعر مايكل للغة العربية، وإن كان لا يتحدث بها، نجده شغوفا بالثقافة العربية بشكل عام، وبالشعر العربي على وجه خاص، وهو ما تعكسه طبيعة علاقاته وصداقاته المتزايدة مع عديد الشعراء والكتاب العرب، في أجيالهم المختلفة، بمثل ما تربطه علاقات إنسانية وصداقات إبداعية مع غيرهم من شعراء العالم.
ولعب مهرجان براغ العالمي للكتاب، الذي أسسه الشاعر مايكل وزوجته الكاتبة التشيكية فلاستا، ولازالا ينظمانه منذ ثلاثين سنة، دورًا كبيرًا في استضافة مايكل لتجارب شعرية عديدة من العالم، من منطلق إيمانه بضرورة الشعر في حيواتنا وفي مجتمعاتنا.
ومن بين ما هو معروف عن الشاعر مايكل مارش، وفلسطين تحتفي به إنساناً نبيلًا وشاعرًا كبيرًا، كونه ينتصر للقضايا الإنسانية العادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهو ما يفسر أيضًا سر إعجاب مايكل بالكاتب الفرنسي الراحل جان جينيه، في انتصارهما معًا للقضية الفلسطينية، سواء في مواقفهما المعلنة أو في حواراتهما وكتاباتهما الإبداعية.
وحرص الشاعر مارش على أن يكون الشعر الفلسطيني حاضرًا في مهرجان براغ، منذ دوراته الأولى، ممثلًا، في البداية، بالشاعر العربي الكبير محمود درويش، تلته أسماء أخرى لشعراء من فلسطين، ممن زاروا براغ وشاركوا في مهرجانها، إلى جانب نظرائهم من بقية العالم.
مايكل مارش، الشاعر والفاعل الثقافي، والذي واصل خلال 29 عامًا إنجاحه لمهرجان براغ الشعري، والذي يعد واحدًا من أهم المهرجانات الشعرية العالمية، ينحاز من خلال تجربته الشعرية وحراكه الإبداعي لذاكرة المغلوبين، من هنا جاء انحيازه لفلسطين وتقاطعه مع الشاعر جان جنيه في توجيه بوصلتيهما نحوها، لما تمثله من سياق جمالي وإنساني باعتبارها "معنى المعنى"، ولما تتعرّض له من أهوال واستباحة احتلالية.
يفتتح مارش ديوانه بقصائد مهداة للشاعر محمود درويش الذي كان من أوائل الشعراء الذين استضافهم مارش في مهرجان براغ، وكذلك قصيدته لسميح القاسم في إعلان أكيد لروحه التي أطلقها جمالياً نحو فلسطين الفكرة والمعنى والمظلمة التي ترج الكون بعدالتها وحقها وحقيقتها.