هكذا هي أحوال الدنيا، وهكذا هو الموت "هادم الّلذات ومفرّق الجماعات" لا يأتي إلا بغتة، ولا أحد يعرف متى وكيف سيرحل؟ ولو عرف لانتهت الحياة قبل نهايتها.
بالأمس، ودّعت جماهير الكرة الفلسطينية، لاعب نادي دير أبو مشعل، إبراهيم عبد اللطيف عطا (43) عاماً، بعد صراع طويل مع المرض تاركاً في القلب غصّة، لكل من عرفه، فيخطفه الموت وهو في عزّ شبابه.
عُرف إبراهيم، بأخلاقه العالية والنبيلة، ولعبه النظيف والجميل، وقضى سنوات طويلة مدافعاً عن شعار ناديه دير أبو مشعل، ففرض احترامه على الجميع بروحه الرياضية العالية، لم نكن نسمع له صوتاً، أو نرى منه احتجاجاً على حكم أو غضب من زميل أو حتى منافس، ليترك في نفوس من عرفوه سيرة طيّبة، وذكرى عطرة، لا يمكن أن تغتالها الأيام ولا السنين.
وحتى في مرضه، الذي استمر لسنوات، لم يضجر ولو للحظة، وكان بإحساسه اللطيف، كمن يتوضأ بالصبر، وإذا ما سألته عن صحته وأحواله، فليس على لسانه سوى "الحمد لله".
ويعدّ إبراهيم، من أبرز عناصر الجيل الجديد بطائرة دير أبو مشعل، حيث مثّل فريقه في عدة بطولات رسمية ووديّة، وحقق معه إنجازات لافتة، وبرحيله تكون طائرة دير أبو مشعل قد فقدت ثلاثة من ألمع نجومها في السنوات الأخيرة، وهم: سعيد البرغوثي، جمال طه، وإبراهيم عطا.. عليهم جميعاً رحمة الله ورضوانه.