غزة – عدلي أبو طه: يواصل موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" استهدافه للمحتوى الفلسطيني بوتيرة متزايدة في الفترة الأخيرة، من خلال ملاحقة الحسابات والصفحات الفلسطينية بزعم مخالفتها لمعايير النشر المتبعة في الموقع، وصنف تلك الحسابات والصفحات بأنها "تحريضية"، بسبب نشر صور وأخبار حول أحداث تتناول الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.
وتعرض العشرات من الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين وحتى الصفحات الإخبارية للحظر أو إلغاء حساباتهَم على منصة "فيس بوك" بالإضافة لحظر وإلغاء حسابات العديد من مدراء تلك الصفحات والناشرين عليها.
اتفاق ممنهج
الصحفي علاء سلامة قال: إن الحملة التي يقوم بها موقع فيس بوك منظمة بشكلٍ واضح، من خلال الملاحقة المستمرة من قبل إدارة فيس بوك للمحتوى الفلسطيني الذي يُظهر القضية الفلسطينية، ما يؤكد أن ما يجري من ملاحقة، هو ضمن اتفاق ممنهج بين حكومة الاحتلال وإدارة الموقع.
وأضاف خلال حديثه لـ"الكوفية"، أن الحملة استهدفته بشكل شخصي منذ قرابة الشهر، ففي كل مرة يقوم بإنشاء حساب جديد على فيس بوك يقوم الموقع بحذفه بعد أيام قليلة، حتى وصل مجموع الحسابات التي حُذفت إلى أحد عشر حسابًا يحمل اسمه.
وتابع سلامة، "سنواصل رسالتنا الإعلامية من خلال العمل على بث المحتوى الفلسطيني على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ومواجهة عمليات الحظر التي تستهدف الحسابات الفاعلة في فضح ممارسات الاحتلال بعمل حسابات أخرى على درجة مشابهة من القوة والتفاعل حتى يبقى المحتوى الفلسطيني حاضرًا.
سنواصل نشر الرواية الفلسطينية
الإعلامية ريم أبو حصيرة، أكدت خلال حديثها لـ"الكوفية"، أن الحملة استهدفتها قبل عدة أشهر وتم إغلاق جميع حساباتها الشخصية على فيس بوك؛ بسبب نشرها منشور واحد كانت تحدثت به عن قضية الأسرى الفلسطينيين، لافتة أن حتى اللحظة فيس بوك يحارب أي صفحة تحمل اسمها أو صورتها الشخصية ويقوم بإغلاقها.
وأضافت، "نحن كإعلاميين سنواصل دون كللٍ أو ملل نشر الرواية الفلسطينية على منصة فيس بوك أو أي منصة تتيح لنا نشر المحتوى المهتم بالقضية الفلسطينية".
تقييد العمل الصحفي
من جهته قال الصحفي هاني الشاعر، "إن هذه الحملة جاءت بعد لقاء جرى مؤخرًا جمع مؤسس موقع فيس بوك "مارك زيكوبيرغ" برئيس الوزراء الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو"، مؤكدًا أن ما يحدث هو تواطؤ واضح من قبل إدارة فيس بوك والسياسة الإسرائيلية".
وأضاف خلال حديثه لـ"الكوفية"، الحظر يحد من عملي كصحفي، فهو تعدي واضح على حرية التعبير، فكل ما كنت أنشره عبر صفحتي الشخصية هو تغطيات صحفية للأحداث وليست مواد تحريضية كما يدعي الفيس بوك"، مشيرًا إلى أنه تواصل مع العديد من المؤسسات الحقوقية والمراكز المعنية محليًا، التي بدورها خاطب إدارة فيس بوك لمحاولة وقف ذلك العمل، لكن لم تستجب إدارة الموقع لتلك المراسلات حتى اللحظة.
وتمنى الشاعر أن تتوقف تلك الحملة، وأن تكون هناك تحركات جدية من قبل الحكومات الفلسطينية لوقف تلك الانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني.
إغلاق أكثر من 500 حساب
بدوره، أوضح المستشار في الإعلام الاجتماعي سلطان ناصر أن اكثر من 500 حساب تم إغلاقهم من قبل إدارة فيس بوك لصحفيين ونشطاء، مؤكدًا أن ما يجري هو استهداف واضح للمحتوى الفلسطيني والرواية الفلسطينية بدعم من الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا ناصر الفلسطينيين والنشطاء بتكثيف الجهود لمواجهة تلك الإجراءات من خلال التواجد على كافة منصات التواصل، والتبليغ عن المحتوى الإسرائيلي، حتى يتم الإطاحة بالرواية الإسرائيلية لضمان استمرار وجود الرواية الفلسطينية.
مليون و700 ألف حساب في فلسطين
وبحسب تقرير صدر بداية هذا العام من شركة مختصة بالإعلام الاجتماعي، أن عدد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" في الأراضي الفلسطينية بلغ نحو مليون و700 ألف مشترك
وأوضح التقرير أن فيس بوك هو الأكثر استخداماً في فلسطين بنسبة استخدام وصلت إلى 88% من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وتلاه تطبيق واتس اب بنسبة 84%، فيما جاء بعده الانستغرام بنسبة 57%.